مسؤول إيراني يدعو لمواجهة الأفكار الوهابية المنحرفة
حذر رئيس مؤسسة الدليل للدراسات والبحوث العقدية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة الدكتور صالح الوائلي من خطورة الأزمات الفكرية والثقافية على المجتمعات الإسلامية في ظل الظروف الراهنة، جاء ذلك خلال استقباله الدكتور السيد راضي نوري عضو مجلس الشورى الإسلامي في إيران عن مدينة الشوش (جنوب غربي إيران).
وأعرب الدكتور الوائلي في بداية اللقاء عن سعادته بالزيارة التي قام بها الدكتور السيد راضي نوري والوفد المرافق له إلى مبنى مؤسسة الدليل للدراسات والبحوث العقدية؛ للاطلاع على مشروع المؤسسة وحجم النشاطات فيها.
وتحدث الدكتور الوائلي عن الأسباب التي دعت المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزّه) إلى الإيعاز بإنشاء مؤسسة الدليل، وقال إن “هذه المؤسسة تم إنشاؤها بسبب الوضع الفكري الحالي في العالم عمومًا و بالعراق خصوصًا، إذ يمر بمخاض صعب مليء بالأزمات السياسية والأمنية وعلى رأسها التهديد الفكري والثقافي، ولعل من أبرز ما يواجه العراق اليوم مشكلة اللادينية والإلحاد التي تعمل دوائر مشبوهة على نشرها بين المثقّفين، خاصّةً من الوسط الأكاديميّ”.
وأضاف قائلًا: “إن هذه المؤسسة (الدليل) جاءت لتساهم في الوقوف أمام الأفكار الضالة والدفاع عن الفكر الإسلامي؛ لإيمان القائمين على المؤسسة بأحقية هذا الدين وواقعيته، وهذا يتطلب العمل الجاد على رفع المستوى الفكري العقدي في المجتمعات الإسلامية، بالاعتماد على كادر متخصص في الجانب العقدي والكلامي والفلسفي من حملة الشهادات العليا”.
وأشار رئيس مؤسسة الدليل إلى نشاطات الشعب والوحدات في المؤسسة، لافتًا إلى أنّ “شعبة التعليم الّتي تعدّ شعبةً أساسيّةً في المؤسسة قامت بالعديد من الدورات الفكرية والثقافية في العراق وخارجه، وحظيت هذه الدورات باهتمام وإشادة من مختلف النخب؛ لأنها قدمت معالجات أساسية للأفكار المنحرفة، وكان آخر دورة أقيمت بمدينة كربلاء المقدسة قد شارك فيها نحو 300 أستاذ من مختلف الجامعات العراقية”.
وتحدّث الدكتور الوائلي عن خطورة السلوكيات والأفكار التي تخالف مبادئ المجتمعات الإسلامية التي يروَّج لها بمختلف الوسائل، والتي تسعى لتحويل الانسان إلى وسيلة إنتاجية فارغة من المعنويات والقيم، وأردف قائلًا: “إنّ الأزمات الأخرى كالأزمات الاقتصادية والسياسية وحتى العسكرية يمكن حلها أو تجاوزها ولو بعد حين، بيد ان الأزمات الفكرية والثقافية إذا ما حلت في المجتمعات فإنها يصعب إصلاحها وانتزاعها مع مرور الأيام ورسوخها في أذهان المجتمع؛ لذا ينبغي تظافر الجهود الخيرة من أجل الإسراع بتقديم العلاجات المناسبة”.
وفيما يتعلق بالوضع الثقافي في محافظة خوزستان جنوب غرب إيران، أبدى رئيس مؤسسة الدليل استعداد المؤسسة لتقديم ما يمكن للنهوض بالواقع الفكري والثقافي لأبناء هذه المحافظة الكريمة، مشيرًا إلى أن “هناك توجيهًا مباشرًا وتأكيدًا من قبل سماحة المتولّي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بالاهتمام بهذه المحافظة”.
من جانبه، أعرب الدكتور السيد راضي نوري عضو مجلس الشورى الإسلامي في إيران عن سعادته وسروره بالمشروع الذي تحمله مؤسسة الدليل، مؤكّدًا حاجة محافظة خوزستان لمثل هذه المشاريع.
وأشار النائب السيد نوري إلى حجم الاهتمام في مدن خوزستان بمراسم عاشوراء التي عدّها “تذكيرًا بالمضامين الاستشهادية للثورة الحسينيّة التي حافظت على هوية التشيع”، مضيفًا “أنه في ظل ذلك سعت بعض الجهات المرتبطة بالسعودية إلى القيام بتحركات ونشاطات في محافظة خوزستان عبر بث الشبهات والأفكار المنحرفة، كما حاولوا بكلّ طريقةٍ نشر الفكر الوهابي والسلفي في محافظتنا”.
وطلب ممثل مدينة الشوش في مجلس الشورى الإسلاميّ في إيران من مؤسسة الدليل التعاون من أجل رفع المستوى الثقافي ومواجهة الشبهات والهجمة الشرسة للتيار الوهابي.
وجرى في نهاية اللقاء تشكيل لجنة خاصة من الطرفين، يمثل مؤسسة الدليل للدراسات والبحوث العقدية فيها مسؤول شعبة التعليم الدكتور سعد الغري، ومن الطرف الآخر الدكتور أحمد الطرفي وهو إحدى الشخصيات التعليميّة بمحافظة خوزستان؛ وذلك لوضع خطة عمل لإقامة الدورات الفكريّة بعد زيارة يقوم بها وفد من المؤسسة إلى مدينة الشوش في محافظة خوزستان بدعوة رسمية مقدمة من قبل النائب عن تلك المدينة.