بين الحرب وجدار حدودي تركي.. نازحون سوريون يستعدون لاغتراب طويل
كانت أسرتا فواز أطمة ومحمد موسى من بين أوائل الأسر التي هربت من التدخل الروسي في الصراع السوري بالاحتماء في مخيمات في أرض موحلة قرب الحدود التركية بينما قصفت طائرات قراهم إلى الشرق.
ومع تغير خطوط القتال في الصراع السوري على مدار الأشهر الثمانية عشر التي أعقبت التدخل الروسي شاهد الرجلان كيف اكتظ مخيمهما بالأسر والمقاتلين الذين يهربون من القوات الحكومية التي حققت مكاسب على الأرض ومن الصراع بين الجماعات المسلحة فضلا عن عنف تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقول أطمة إن عدد الخيام تضاعف بينما تنتشر القمامة في خندق غير عميق يمتد عبر المخيم حيث يلعب الصبية كرة القدم ويجلس الرجال على كراس من البلاستيك لقضاء الوقت ويذهبون أحيانا في محاولات غير مثمرة للبحث عن وظائف.
لا يزال أطمة وموسى اللذان تحدثا مع رويترز أول مرة عندما وصلا للمخيم في محافظة إدلب في أكتوبر تشرين الأول 2015 يأملان بأن يعودا إلى منازلهما يوما ما في ريف حلب الجنوبي.
لكن كل تطور جديد في الصراع يجعل العودة حلما بعيد المنال لأولئك الجاثمين عند الحدود.
وبين القتال في غرب سوريا من جهة والقيود المشددة المفروضة على الحدود التركية المغلقة من جهة أخرى يستعد الرجلان لحياة اغتراب.
وقال أطمة (33 عاما) عبر الهاتف من المخيم “نحن على أعتاب تركيا لكننا ممنوعون من العبور. تركيا شيدت جدارا وتطلق النار على أي شخص يقترب منه.”
وتابع قائلا “في الاتجاه الآخر، داخل سوريا، لا نستطيع الحركة سوى لمسافة 15 كيلومترا من المخيم” قبل الاقتراب بشكل خطر من الاقتتال الداخلي بين الجماعات المسلحة في إدلب.