ساسة السنة والأدمان على تكرار الخطأ
ساسة السنة والأدمان على تكرار الخطأ
لاينفك ساسة السنة وهم يتحدثون عن العلاقة بين الساسة الشيعة وإيران وبدل ان يصوبوا البوصلة بالوطنية صححوها بعلاقات مع عشر دول ومؤتمرات خارجية تحضرها اجهزة مخابرات بصورة رسمية.
المعارضة العراقية منذ التسعينات عرفت ان عقد المؤتمرات في الداخل هو منجز وطني لذلك عقدت ثاني مؤتمر اساسي (مؤتمر صلاح الدين ) في أربيل ولولا الصراع الكوردي لعقدت كل المؤتمرات في الداخل لكن ساسة السنة ومنذ عام 2003 لايعون معنى عقد مؤتمر في الخارج وهم يتسنمون مراكز قياديه في الداخل ومن لايستطيع ان يقعد مؤتمر في بلاده وعلى ارضه وهو في هرم السلطة ومراكز القيادة فهو يعترف بانه عاجز ومسير ويتحرك من الخارج.
يتعذر ساسة السنة بأن عقد المؤتمرات في الخارج بسبب دعوة قيادات سنية غير قادرة على التواجد في العراق او مطلوبة للقضاء وهذا امر غريب جدا لانه يقدم افراد بعدد الاصابع على كل سنة العراق في الداخل ويدلل على ان المؤتمرات ليست لمستقبل سنة العراق او وطنهم وانما لتوزيع حصص بين قيادات بعضها مطلوب للقضاء وتفرض بأجندات خارجية مخابراتية ولأجل فلان وفلان لابد ان يذهب كل ساسة السنة الى الخارج لعقد مؤتمرهم.
مؤتمرات الخارج تثبت ان ساسة السنة اثبتوا بعد 14 عاما بأنهم قُصر وغير بالغين ولا يستطيعون ان يديروا شؤونهم السياسية بدون دولة تنظم لهم المؤتمر ، ودولة تدفع تكاليف المؤتمر ، ودوله ترتب لهم قوائم المدعوين ، دولة تكتب لهم نص الاتفاق ، ودولة تشرف وتنسق وتنضج لهم موافقة كل الاطراف على الاتفاق ، ودولة تجبرهم على مختلف قناعاتهم على التوقيع ، ودولة تدفع لهم تكالف اجور الذهاب والرجوع الى بغداد ومصروف الجيب ، لكنهم عندما يرجعون الى بغداد يعرضون سحب توقيعاتهم على الاتفاق مقابل مناصب او أموال لينتهي كل شيء بعد شهر من المؤتمر وكأنه لم يعقد بالأصل.
من حق الساسة السنة ان يعقدوا اي مؤتمر في اي وقت ، ومن حقهم ان يكون لهم كتلة كبيرة مثلما لدينا كتلة التحالف الوطني الشيعي وهناك كتلة التحالف الكوردستاني ، وان تكون لهم علاقات خارجية متوازنه مثلما للجميع ايضا ، ولكن عليهم ان يتعاملوا مع الموضوع كما يتعامل الشيعة والكورد معه بعقلائية وحرفية وتفهم لأوضاع العراق الداخلية.
رفض التحالف الوطني يوم أمس مؤتمر انقره ، وسيتم سحب البساط من تحته بالكامل ، لم يحضر المؤتمر اهم شخصية سياسية ممثلة للسنة في السلطة هو رئيس البرلمان سليم الجبوري وهي حركة ذكاء اخرى يقدم عليها الجبوري الذي بدا يأصل وجوده كزعيم سني وطني متعقل ومتفهم للواقع السياسي العراقي ، رفض بعض ساسة السنة حضور المؤتمر وشكلوا كتلة في بغداد قبل اعلان نتائج المؤتمر في انقره ، مما يعني ان المؤتمر سيضر بهم اكثر مما ينفعهم ولا سيما وان ليس بيدي من حضر المؤتمر سوى كونه سياسي سني فقط حيث لا جمهور ولا ارض ولا قاعدة انتخابية وكل هذا يخضع لمستقبل لم يقرر بعد.
الخلاصة للاسف لازال أغلب الساسة السنة يكررون نفس الاخطاء القاتلة الماضية وبنفس الطريقة ، عندما يوافقون بالخضوع لشخصيات سنية تجبرهم على مشاريع من خلال الترهيب او الترغيب.
رجال التاثير السنة بالمال او القوة يفكرون ببطونهم وجيوبهم ولا يفكرون بالسنة او بالعراق ولدينا آخرين من الشيعة والكورد مثلهم ، لكن المميز للساسة السنة بانهم الاكثر تطرفا في تقديم انفسهم وارصدتهم على العراق وسنته فهم مثال للأنانية المفرطة وهذا ما اثببته تجارب السنوات الـ 14 الماضية للاسف.