ميسي.. أسطورة طفل أرجنتيني مريض صنع المعجزات في أوروبا
بعد أن قاد برشلونة للعديد من الإنجازات التاريخية، لا يختلف كثيرون على أن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي هو الأفضل في تاريخ النادي الكتالوني، الذي حقق معجزة تاريخية قبل أيام قليلة عندما اكتسح باريس سان جيرمان الفرنسي بسداسية مقابل هدف وحيد ليحقق “الرمونتدادا” أو العودة التاريخية، بعد أن خسر مباراة الذهاب برباعية نظيفة، ليعبر إلى الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، نستعرض لكم نبذة عن الطفل الذي عانى في طفولته من المرض والفقر ليصبح بعد ذلك النجم الأول في بنظر الكثير من عشاق كرة القدم.
نشأته
ولد ليونيل أندريس ميسي في 24 من يونيو/حزيران من عام 1987، في مدينة روزاريو الأرجنتينية، وكان يرى أشقاءه الاكبر منه يلعبون كرة القدم مع أصدقائهم ويشاركهم اللعب في بعض الأحيان، ليعجب بهذه اللعبة، وينضم لنادي نيولز أولد بويز الأرجنتيني حين كان يبلغ من العمر ثماني سنوات.
اكتشف أحد الأطباء ان ليونيل يعاني من نقص في هرمون النمو، الأمر الذي جعله يظهر بحجم أصغر من بقية الأطفال، لتبدأ قصة معاناة الطفل الصغير وسبب نجوميته لاحقا.
قرر والدا ليونيل، خورخي وسيسيليا، أن يخضعا ابنهما لعلاج عبر حقنه بهرمون النمو كل ليلة، لكنهما اكتشفا بعد ذلك أن الامر سيكون باهظ التكلفة ولن يستطيعا توفير المال للاستمرار بالقيام به، لذلك كانت الفرصة التي أتيحت للطفل الذي أصبح يبلغ من العمر 13 عاما حينها ذهبية، فقد عرض عليه برشلونة أن يتدرب في أكادينية “لاماسيا”، على ان يقوم النادي بتحمل تكاليف علاجه، لينتقل ليونيل مع عائلته إلى إسبانيا.
كيف وصل إلى الفريق الأول في برشلونة
تدرج ميسي بسرعة قياسية في الفئات السنية للفريق الكتالوني وبدأ يتدرب مع نجوم الفريق الأول الذي كان يضم حينها نجوما بقيمة الساحر البرازيلي رونالدينيو والبرتغالي ديكو والإسباني كارلوس بويول والفرنسي لودوفيك جولي، الذي وصف إحدى حصص التدريب لليونيل قائلا “لقد دمرنا جميعا، الجميع كان يحاول ضربه كي لا نتعرض للإهانة من هذا الطفل الذي كان يراوغ ثلاثة أو أربعة لاعبين ويسجل هدفا، لكنه كان دائما ينهض ويكمل طريقه نحو المرمى، لقد جعل قلبي الدفاع الأساسيين في الفريق مرتبكين”.
لعب ليونيل مباراته الأولى مع الفريق الأول حين كان يبلغ من العمر 17 عاما وثلاثة أشهر و22 يوما، عندما اشترك في الدقيقة 82 أمام إسبانيول في ديربي كتالونيا وذلك في 16 أكتوبر/تشرين ثاني من عام 2004، حين دخل بديلا لديكو، الذي سجل الهدف الوحيد في تلك المباراة.
بدأت اسطورة ميسي مع برشلونة منذ ذلك اليوم، إذ سجل هدفه الأول مع الفريق أمام ألباسيتي في 1 مايو/أيار من عام 2005، ليصبح أصغر لاعب يسجل للنادي الكتالوني عبر التاريخ في ذلك الوقت.
سجل البرغوث مع برشلونة بعد ذلك 524 هدفا مع الفريق الكتالوني في 569 خاضها مع الفريق الكتالوني، ليصبح هدافه التاريخي متفوقا على الإسباني سيزار بفارق 223 هدفا، علما أنه رابع أكثر اللاعبين مشاركة مع الفريق بعد كل من تشافي وأندريس إنييستا وكارليس بويول.
دور رونالدينيو في اكتشافه
لعب الساحر البرازيلي دورا هاما في وصول ليونيل للفريق الأول، إذ اعتبره “شقيقه الأصغر” وآمن بموهبته، كما أكد لزملائه في الفريق حينها ان ميسي سيصبح أفضل منه لاحقا.
وأشارت العديد من التقارير الصحافية إلى أن رونالدينيو ضغط على المدرب الهولندي للفريق حينها، فرانك ريكارد، من أجل ضم ليونيل للفريق الأول، ليصنع له بعد ذلك أول هدف في مسيرته مع برشلونة ويحمله على ظهره احتفالا بذلك الهدف في لقطة لا ينساها عشاق الفريق الكتالوني.
ألقابه مع برشلونة
حقق النجم الارجنتيني أول لقب له مع برشلونة عام 2005، حين فاو الفريق بلقب الدوري الإسباني في موسم 2004/2005، ليحقق بعد ذلك سبعة ألقاب في بطولة “الليغا”، وأربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، ومثلهم في كأس ملك إسبانيا، بالإضافة إلى ستة ألقاب في السوبر الإسباني وثلاثة في السوبر الأوروبي ومثلهم لكأس العالم للاندية، ليحقق 26 بطولة مع الفريق الكتالوني خلال 12 عاما.
جوائز شخصية
حقق ميسي جائزة افضل لاعب في العالم في خمس مناسبات،كان آخرها عام 2015، ليكون بذلك أكثر لاعب في تاريخ كرة القدم تحقيقا لهذه الجائزة، كما نال عدة جوائز شخصية اخرى في البطولات التي لعب بها.
قصة نحس مع المنتخب
رغم أن ميسي يعد أحد أفضل اللاعبين في تاريخ الكرة الأرجنتينية، إلا أن جماهير منتخب بلاده لازالت غير راضية عنه وذلك لأنه لم يحقق أي لقب مع “راقصي التانغو” منذ ان انضم للفريق الأول.
وصل ميسي إلى نهائي كأس أمريكا الجنوبية “كوبا أمريكا” عام 2007 لكنه منتخب بلاده خسر النهائي أمام البرازيل بثلاثية نظيفة، قبل أن تغيب شمس الأرجنتين عن المباريات النهائية حتى عام 2014، حين وصلت إلى نهائي كأس العالم في البرازيل وخسرت أمام ألمانيا بهدف نظيف.
لم يقف مسلسل سوء الحظ لميسي مع المنتخب عند هذا الحد، بل عاد وخسر نهائيين متتاليين لبطولة كوبا أمريكا أمام منتخب تشيلي في آخر نسختين، ليعلن اعتزاله اللعب دوليا، قبل أن يتراجع عن هذا الموقف ويقود بلاده في تصفيات كأس العالم 2018 الحالية.