المشروع التركي للدولة الكردية !؟
يعتبر إقليم كردستان الفدرالي ارضا مستباحا لأنشطة المخابرات الدولية والإقليمية والمحلية. وما يسمى بحكومة إقليم كردستان، بسلوكها الكليبتوكراسي (حكومة تسرق قوت شعبها) المزمن والمفضوح تشجع وتساعد على تفشي هذه الظاهرة. والأكثر توسعا ونشاطا هو (الميت) التركي. خاصة وقد تجلت هذه العلاقة مع الثلاثي العائلي المهيمن على رقاب (حدك) خلال العقود المبرمة السرّية والعلنية مع الشركات ومؤسسات الحكومة التركية مما جعل الإقليم ضيعة تابعة لأنقرة. تتفوق تركيا على ايران في التسلط على الإقليم تجاريا واقتصاديا وسياسيا وثقافياً ومخابراتيا وعسكرياً وأمنياً، وتحدد أنقره التحالفات العسكرية و السياسية لقيادة (حدك) المطيعة لأوامرها. تحتاج حكومة أنقرة الى رجل يمسك بزمام الأمور في الإقليم الكردستاني ومن خلاله تمرر أجندتها بشكل غير مباشر. انفراد رئيس (حدك) بالسلطة في الإقليم مع عدد قليل من أفراد عائلته، تعطيل نشاط البرلمان ومنع العديد من أعضائه زيارة أربيل، وعدم الالتزام بالقوانين التي تحد من الدورة الرئاسية وفرض تمديدها خلافا للقوانين والامعان في الفساد والجريمة، كلها تخدم المخطط التركي على أحسن وجه. لاريب ان هناك تنسيق متبادل بين جهاز الباراستن الذي يشرف عليه رئيس (حدك) ونجله مع رئيس الاستخبارات التركية (الميت) ” هكان فيدان”.. وتمرّ أجندات تركيا ودولتها العميقة العنصرية بمراحل متعددة للقضاء على هوية الامة الكردية وبتعاون وثيق مع قيادة (حدك). فخريطة الطريق التركية والتي هي قيد المناقشتة لأعوام، تشدد على تهيأة الشعب الكردي في جميع أجزاء كردستان للقبول يزعامة رئيس (حدك) الحالي وعائلته. ويتم هذا عبر الإعلان عن تشكيل الدولة الكردية المستقلة قريباً في القنوات الفضائية التابعة ل (حدك) ويقوم مرتزقة الحزب بتعميم هذا المشروع وكونه من بنات أفكار رئيس الحزب، الوطني والغيور على مصلحة الشعب الكردي. وبهذا الشعار يزايدون على القوى الكردستانية ويظهرونها بمظهر أقل قومية ووطنية وإخلاص للأمة الكردية. وانها تفتقر الى مشروع استراتيجي لتحقيق حلم الدولة الكردية المستقلة.
وبعد ان يتم هذا، تصطف الجماهير الساذجة وأفواج المرتزقة من المثقفين وراء رئيس حدك تعظيماً وتكبيراً ورقصاً لمنقذ الأمة الكردية من الهوان والضياع. الميت التركي يعرف جيدا، وقد اكتسب تجربة غنية من وراء تواجده بحرية في إقليم كردستان الفدرالي لأكثر من عقدين، يعرف انه مهما كان الشخص فاسداً وعميلاً وفاشلاً، لكن ما ان تضعه الدعاية الكثيفة المبرمجة في مقام المنقذ وباني الدولة الكردية المستقلةـ فان الجماهير الساذجة لا تلتفت الى عيوبه ونواقصه وعدم أهليته، انما تكون مبهورة بوعوده السخية وتنتظر منه المعجزات. فيموت لدى الجماهير الإحساس بالنقد ويغيب المنطق العقلاني لصالح الأوهام! وتنسى الجماهير سرقاته وجرائمه وانتهاكاته لحقوق الانسان والحياة الديمقراطية ودوس كرامته.
وفي جولتها الأخيرة بأيام قبل ضرب سنجار، ولتضليل الشعب الكردي عموماً فقد عمدت الحكومة التركية ولأول مرّة الى رفع علم إقليم كردستان إلى جانب العلم العراقي في باحة الاستقبال في المطار وكذلك في اجتماع رئيس (حدك) مع رئيس الوزراء التركي بينالي يلدريم. هذا دليل واضح على مدى التنسيق بين الطرفين نزولا الى دقائق الأمور وتفاصيله لتضليل الجماهير في كافة أجزاء كردستان.
الأحداث المأساوية الدامية بداية شهر آذار الحالي، في منطقة سنجار: خانه سور وسنونى، تخدم المشروع التركي التآمري على نضال الشعب الكردي في (Rojava) وفي كردستان الشمالية، وسيتبعها دون شك قتال مع القوى والأحزاب الكردية في الإقليم الفدرالي نفسه، بعدها تنتفي حاجة تركيا الى رئيس (حدك) سيطلبون منه الإقامة في استنبول او انقره مع أفراد عائلته حيث يكون في أمان تحت الحماية التركية.. وتتحمل قيادة (حدك) المنخرطة في المشروع التركي كامل المسؤولية أمام التاريخ والأمة الكردية.