١٢ قاعدة عسكرية امريكية بالعراق.. الغايات والأبعاد
12 قاعدة عسكرية أمريكية بالعراق.. الغايات والأبعاد
يثير تزايد أعداد القواعد العسكرية الأمريكية في العراق، خلال السنوات الثلاثة الماضية، تساؤلات محلة حول الغايات والأبعاد السياسية والعسكرية التي ترسمها واشنطن في هذا البلد بعدما انسحبت منه أواخر عام 2011.
وشهدت عودة أمريكا العسكرية إلى العراق تناميا ملحوظا عقب اجتياح تنظيم الدولة، لمدن واسعة من البلاد في منتصف عام 2014، فقد وقعت اتفاقية عسكرية مع حكومة كردستان العراق على بناء خمسة قواعد لها بمناطق تحت سيطرة الإقليم.
كردستان وكركوك
القواعد الخمسة، التي ضمنّت في الاتفاقية تتوزع بين على الشكل الآتي: “قاعدة قرب سنجار، وأخرى في منطقتي أتروش والحرير، إضافة إلى قاعدتين حلبجة بمحافظة السليمانية والتون كوبري في كركوك”، وفقا لمصادر عراقية.
وقالت مواقع محلية في حينها إن “الاتفاقية قضت أيضا بدفع الأمريكان رواتب قوات البيشمركة لمدة لا تقل عن 10 سنوات، مع تدريب تلك القوات، فضلا عن تجهيز وتسليحها بأحدث الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة”.
وكشفت مصادر خاصة مطلعة، في حديث إن “القاعدة العسكرية في مدينة حلبجة، قد تقلق إيران كونها في السليمانية والتي ستعتبر بمثابة اليد الأمريكية التي تمتد في العمق الإيراني”.
أما القاعدة الثانية في منطقة ألتون كوبري بمحافظة كركوك، فإنها تتميز بموقعها الإستراتيجي المتميز وسط الطريق بين مدينتي كركوك وإبريل وكحلقة وصل بين وسط العراق وشماله، حسبما ذكرت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها.
الموصل والأنبار
وعلى صعيد محافظات غربية وشمال العراق ، فإن القوات الأمريكية اتخذت قاعدتي “عن الأسد” في قضاء البغدادي و “الحبانية” في الأنبار قاعدتين عسكريتين، عقب سيطرة تنظيم الدولة على أغلب مدن المحافظة في 2014.
مصادر خاصة كشفت أن “واشنطن قاربت على إنهاء تأسيس قاعدة لقواتها في مطار القيارة العسكري جنوبي مدينة الموصل، بعد تأهيل المدرج وبناء كانتونات سكنية لعوائل العسكريين”.
ولم تكتف القوات الأمريكية بقاعدة واحدة في الموصل، فقد شرعت بتشييد قاعدة أخرى عند سد الموصل، لكنها ليست بحجم قاعدة القيارة الجوية، حسبما كشف عضو مجلس محافظة الموصل خلف الحديدي في حديث سابق
وفي محافظة صلاح الدين، فإن واشنطن تتخذ قاعدة بلد الجوية مقرا لها للتحكم بطلعات طائرات “إف 16” التي منحتها للعراق مؤخرا، أما في معسكر التاجي شمال بغداد، فتوجد قوة أمريكية لأغراض التدريب، وفقا لستيف وارن المتحدث باسم البنتاغون.
وكشف البرلماني العراقي السابق عمر عبد الستار في تصريح عن إنشاء قاعدة أمريكية أخرى في منطقة المنصورية بمحافظة ديالى، ربما سيعلن عنها في الأيام المقبلة، مشددا على أن ذلك يأتي في سياق حماية نموذج لعراق ما بعد تنظيم الدولة.
الغايات والأبعاد
من جهته، فسر الباحث في الشؤون الدولية الدكتور عمر عبد الستار التواجد الكثيف للقواعد الأمريكية في العراق، بأنها تأتي في سياق الترتيب للصدام مع الوجود الإقليمي الإيراني في المنطقة، وأكبر تواجد له بالعراق.
وقال عبد الستار إن “زيادة التواجد العسكري الأمريكي في العراق، كأننا اليوم أتى علينا عام 2003 من جديد لكن إيران في وضع أضعف، ولن تستطيع أن تفعل في 2017 ما فعلته في 2003”.
وأشار إلى أن أمريكا اضطرت للخروج من العراق أواخر 2011 بضغط إيراني، لأن الأخيرة قاومت أمريكا في العراق عبر المكون السني لأنها خشيت أن تكون الهدف التالي للغزو بعد بغداد، لأن بوش الابن عدّ إيران وسوريا من دول محور الشر.
وأوضح عبد الستار، أن “بعد تحرير الموصل ستكرر تجربة إقليم كردستان العراق، لأن أمريكا تعتبر العراق نوذجها في الشرق الأوسط، فبالتالي لا تسمح لإيران ولا غيرها بالسيطرة عليه، وستحول البلد من نظام مركزي إلى فدرالي”.
وأعرب عن اعتقاده بأن تواجد القواعد الأمريكية في المحافظات السنية، الهدف الأول منه هو الاستعداد لإعادة تشكيل البنية الأمنية والسياسية لهذه المناطق التي تحتاج قبل كل شيء إلى مواجهة النفوذ الإيراني
يشار إلى أنه يوجد في العراق حاليا نحو أربعة آلاف جندي أمريكي على الأقل منتشرين في قواعد عسكرية بأرجاء البلاد، يتولون تدريب الجيش العراقي، وتقديم المشورة في الحرب ضد تنظيم الدولة.