ماذا يعني انهيار سد الفرات في ظل الحرب على داعش ؟
ماذا يعني انهيار سد الفرات في ظل الحرب على “داعش”
تشير الأنباء الواردة من سوريا إلى أن تنظيم “داعش” يحذر من أن سد الفرات الذي تحاول قوات سوريا الديمقراطية انتزاع السيطرة عليه يواجه خطر الانهيار بسبب الحرب وتهديدات التنظيم بتفجيره.
“داعش” يعود للتهديد بانهيار سد الفرات!
سد الفرات يواجه خطر الانهيار
المسألة دقيقة والموضوع في غاية الأهمية، خاصة وأن انهيار السد يضع حياة أكثر من 3 ملايين شخص في دائرة الخطر، ناهيك عن التهديد الذي يطال معظم مناطق جنوب شرق سوريا بالغرق.
ولمعرفة المزيد حول ما يمثله سد الفرات بمخزونه المائي من تهديد، توجب علينا التطرق إلى خصوصيات هذا السد المسمى أيضا بـ “سد الطبقة”، حيث يبلغ طوله 4.5 كم أما ارتفاعه فأكثر من 60 مترا، علما أنه قد تشكلت خلف السد الكبير بحيرة كبيرة هي “بحيرة الأسد” ويبلغ طولها 80 كم ومتوسط عرضها 8 كم.
جدير بالذكر أن سد الفرات يقع بالقرب من مدينة الثورة النموذجية ويبعد عن مدينة الرقة بحدود 50 كم، وبني السد عام 1968 على نهر الفرات واستمر بناؤه نحو 5 سنوات تقريبا.
ويستفاد من مياه سد الفرات في المشاريع الزراعية الكبيرة في المنطقة، بالإضافة إلى توليد الكهرباء عبر محطات التوليد الكهرومائية، فهل لنا أن نتخيل ما يمثله انهيار هذا السد من خطر على السكان بالمنطقة.. حتما ستكون النتيجة كارثية.
وكان تقرير للأمم المتحدة قد أكد أن هذا السد على نهر الفرات في مدينة الطبقة في محافظة الرقة بات على وشك الانهيار، وحذر من أن هذا سيتسبب في دمار هائل للمنطقة برمتها، مشيرا إلى أن السد يعاني من ضغط هائل مع ارتفاع منسوب المياه التي يختزنها وكادت تطغى عليه.
وأرجع التقرير السبب في إمكانية الانهيار الوشيك إلى أعمال التخريب المتعمد من قبل “داعش” وغياب أعمال الصيانة الضرورية، بالإضافة إلى غارات التحالف الدولي والاشتباكات بالمنطقة المذكورة.
وأشار إلى أنه في حال انهيار السد سيتسبب ذلك بغرق وفيضانات على ضفاف النهر الأكبر في سوريا، منزلا كارثة كبيرة على المدنيين، مبينا أنه مع ارتفاع منسوب المياه في السد قد تغمر مياه الفرات، إن تدفقت، قطاعات ضخمة من الأراضي الزراعية على طول النهر، وقد يؤدي الى كارثة إنسانية كبيرة عند مصب النهر.
وفي شهر فبراير/شباط الماضي، أفاد تقرير للأمم المتحدة، أن منسوب مياه النهر ارتفع حوالي عشرة أمتار منذ 24 يناير/كانون الثاني لأسباب من بينها سقوط الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة، بالإضافة إلى فتح تنظيم داعش ثلاث بوابات للسد، مما غمر المناطق الواقعة على ضفتي النهر باتجاه المصب بالمياه.
وذكر التقرير أن أضرارا لحقت بالفعل بمدخل السد نتيجة الضربات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن ضربات جوية على ريف الرقة الغربي في 16 يناير/كانون الثاني 2017 أضرت بمدخل سد الطبقة، مشددا على أن فيضانا واسع النطاق يمكن أن يطال الرقة وحتى دير الزور إذا لحقت بالسد أضرار أخرى.
وقال التقرير الأممي إن عناصر “داعش” تعمدوا تدمير البنية الأساسية الحيوية، بما في ذلك ثلاث محطات للمياه وخمسة أبراج للمياه في الأسابيع الثلاثة الأولى من يناير/كانون الثاني، وذلك بعد تقهقر التنظيم بالمنطقة.
وأضاف التقرير أن التنظيم زرع ألغاما في محطات ضخ المياه على نهر الفرات مما يعيق ضخ المياه، ويجعل السكان يلجأون إلى استعمال مياه غير معالجة من نهر الفرات.
وفي سيناريو بات معروفا، عاد تنظيم “داعش” إلى الاسطوانة القديمة والتي تفيد باحتمال انهيار سد الطبقة، حيث حذر التنظيم من أن سد الطبقة، الذي تحاول قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة انتزاع السيطرة عليه، يواجه خطر الانهيار الوشيك، عازيا ذلك إلى الضربات الجوية وارتفاع منسوب المياه.
وتنفذ قوات سوريا الديموقراطية عملية عسكرية على مراحل لتطويق الرقة، وتقدمت حتى كيلومترات قليلة من السد، وقالت القوات في السابق إن الضربات الجوية لا تستهدف التنظيم المتشدد قرب السد لتفادي إلحاق الضرر بالسد.
تجدر الإشارة إلى أن مصادر المعارضة السورية قد أفادت نقلا عن مصادر خاصة أن السد توقف عن العمل، لكن “داعش” ما زال يسيطر على منشآت التشغيل والتوربينات.
ياسين بوتيتي