امريكا وسياسة إعطاء معلومات خاطئة للإرهابيين
ردُ المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي على تصريحات وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس خلال زيارته الى بريطانيا، والتي زعم فيها ان ايران “المُصدّر الرئيسي للارهاب”، كان كافيا للكشف عن النفاق الامريكي الصارخ في التعامل مع ظاهرة الارهاب التي تضرب منطقة الشرق الاوسط والعالم.
قاسمي اعتبر المغالطة في الإشارة إلى الجذور والموارد المالية والفكرية للإرهاب، بانها السبب الرئيسي في إخفاق الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، واضاف انه لا يمكن القضاء على الارهاب في ظل تعمد بعض الدول وفي مقدمتها أمريكا، تجاهل المصدر الرئيسي للإرهاب التكفيري الوهابي المتطرف.
ودعا قاسمي ماتيس الى ان تُرغم بلاده بعض حلفائها في المنطقة على وقف دعمهم الدعم المالي والفكري والتسليحي اللامحدود للجماعات الارهابية التكفيرية، وان يكفوا عن اللجوء الى استخدام الارهاب كأداة لتحقيق اهداف سياسية، لو كانت امريكا حقا تمتلك ارادة لمحاربة الارهاب التكفيري.
تجربة السنوات الست الماضية، اكدت ان امريكا غير جادة في محاربة الارهاب التكفيري، وانها تستخدم هذا النوع من الارهاب لتكفيك دول المنطقة وتشتيت شعوبها واضعاف عناصر قوتها، وان تصريحات وزير الدفاع الامريكي التي رد عليها قاسمي تؤكد هذه الحقيقة، فمن غير المعقول ان يجهل وزير الدفاع الامريكي “المُصدّر والممول والمسلح” الحقيقي والرئيسي للجماعات الارهابية التكفيرية ، مثل “داعش” والقاعدة، وجبهة النصرة، وانصار بيت المقدس، وبوكو حرام، وحركة الشباب، وطالبان بنسختيها الافغانية والباكستانية، وجند الله ، وجيش العدل، ولشكر جنكوي وجماعة ابوسياف وعشرات الجماعات التكفيرية الاخرى، التي تعتبر العقيدة الوهابية مرجعيتها الفكرية والقاسم المشترك لها على اختلاف مسمياتها.
ان امريكا لا تتعمد اعطاء عناوين خاطئة للارهاب التكفيري عبر الصاقه بايران فحسب بل اصبح في حكم المؤكد وبشهادة المسؤولين الامريكيين انفسهم، ان الارهاب التكفيري هو صناعة امريكية بالتواطؤ مع حلفاء امريكا في المنطقة، لذلك لن تكف امريكا وحلفاؤها عن مد الارهاب التكفيري بكل اسباب الاستمرار والقوة، مادام هذا الارهاب لم يحقق اهدافه في تقسيم ما هو مقسم من البلدان العربية والاسلامية بعد.
اعطاء عناوين خاطئة للارهاب، هو سياسة امريكية قديمة ومكشوفة، فمنذ اكثر من ستين عاما وامريكا تتعمد تجاهل الارهاب الصهيوني بكل وحشيته وساديته، وفي المقابل تعطي عناوين خاطئة للارهاب الصهيوني الذي يضرب فلسطين، عبر اتهام الشعب الفلسطيني المظلوم والاعزل بالارهاب والتطرف، بينما العالم كله يشهد على الظلم الذي وقع على هذا الشعب، وهو ظلم لم يعد بمقدور لا امريكا ولا الغرب كله التغطية عليه لبشاعته.
اليوم تواصل امريكا سياستها في اعطاء عناوين خاطئة للارهاب التكفيري والتغطية على مصدره الحقيقي والرئيسي، عبر اتهام ايران بالارهاب، من اجل منح الارهاب التكفيري المزيد من الوقت ليستكمل اهداف امريكا والغرب في منطقة الشرق الاوسط، والتي عجز الارهاب الصهيوني عن تحقيقها على مدى العقود الستة الماضية.
ماجد حاتمي
LM