هل يعود نجاد رئيسا لإيران لمواجهة ترامب ونتنياهو وخططهم المحتملة لضرب ايران؟
هل يعود احمدي نجاد رئيسا لإيران لمواجهة ترامب ونتنياهو وخططهم المحتملة لضرب ايران؟ وهل يغير الخامنئي رأيه ويدعمه في انتخابات الشهر المقبل الرئاسية؟ وما هي فرص نجاحه؟
القى الرئيس الإيراني السابق محمود احمدي نجاد صخرة كبيرة في مياه ايران السياسية شبه الراكدة، وخلط جميع الاوراق اليوم الثلاثاء، عندما ذهب الى وزارة الداخلية وسجل نفسه على قوائم المرشحين لانتخابات الرئاسة التي من المقرر ان تجري في 19 من أيار (مايو) المقبل.
السيد علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإيرانية نصح السيد نجاد قبل عام تقريبا بعدم خوض الانتخابات، واعلن الثاني انه سيعمل بالنصيحة، وبرر اقدامه على هذه الخطوة اليوم بأنها جاءت لدعم نائبة السابق حميد بقائي الذي سجل اسمه أيضا في قوائم المرشحين.
المحللون الإيرانيون الذين صُدموا من جراء هذه الخطوة اصابتهم الحيرة حول كيفية تفسيرها، البعض اعتبرها تحديا للمرشد الأعلى، وتمردا على نصيحته، والبعض الآخر قال انها ربما جاءت بالتنسيق معه، واتفق خبراء في المعسكرين بان السيد نجاد ربما يكون قد انهى مستقبله السياسي في الحالين.
الرئيس حسن روحاني، زعيم جناح المعتدلين قرر ترشيح نفسه لولاية رئاسية ثانية مستندا الى رصيد سياسي ملموس يتمثل في تحقيق بعض النجاح الاقتصادي، وكسر عزلة ايران الدولية بفعل الاتفاق النووي الذي توصل اليه مع الدول الست الكبرى.
هناك امران رئيسيان ربما يجعلان من ترشيح نجاد مسألة ضرورية وملحة:
الأول: ان جناح المحافظين (الجبهة الشعبية لقوى الثورة الإسلامية) المقرب من المرشد الأعلى منقسم على نفسه، ولم يتفق بعد على مشرح واحد للرئاسة، وهناك خمسة مرشحين محتملين حتى الآن على القائمة ابرزهم رجل الدين المحافظ إبراهيم رئيسي الذي يقال انه يتمتع بدعم قوي من المرشد ومرشحه المفضل.
الثاني: السيد حميد بقائي، نائب الرئيس نجاد السابق الذي ترشح للرئاسة أيضا، ووعد الأخير بدعمه، تعرض للسجن بتهمة غامضة وقضى خلف قضبانه عقوبة امتدت لسبعة اشهر، وهذه العقوبة قد تجعل مجلس صياغة الدستور الذي “يغربل” المرشحين، ويختار القائمة النهائية من بينهم قد يرفض ترشيحه، ومن غير المستبعد ان يكون الرئيس نجاد يخشى من هذه الخطوة، وقرر ترشيح نفسه بسببها.
الرئيس نجاد يحظى بشعبية لا بأس بها في أوساط الإيرانيين، خاصة في الأرياف، لانه ينتمي الى اسرة فقيرة، ويتمتع بدرجة عالية من التواضع، ويعيش حياة متقشفة، ويسكن في بيت بسيط، وكان في معظم الأوقات يرتدي البزة البنية نفسها، عندما كان رئيسا لإيران لفترتين.
من الصعب علينا تصديق الرواية التي تتردد حاليا، وتقول ان السيد نجاد قرر ان يتحدى المرشد الأعلى، ويكسر كلمته، ويترشح للرئاسة رغما عنه، لانه كان في السلطة ويعرف آلياتها، مثلما يعلم جيدا بقوة المرشد الأعلى ونفوذه باعتباره صاحب القرار الأول والاخير في ايران.
السيد الخامنئي انتقد أداء حكومة الرئيس روحاني في ميدان الاقتصاد، مثلما انتقد بعض بنود الاتفاق النووي، وهدد بعدم الالتزام به بسبب اقدام الولايات المتحدة على فرض عقوبات جديدة الامر الذي يتعارض كليا مع نص الاتفاق النووي وروحه، حسب رأيه، مضافا الى ذلك ان الإدارة الامريكية الجديدة برئاسة ترامب تريد الغاء هذا الاتفاق، وتجعل من ايران عدوا لدودا، وتحشد حلفاءها العرب في حلف سني لحصارها، وربما لخوض حرب ضدها.
في ظل هذه المتغيرات والأجواء المتوترة، لا نستغرب ان يكون السيد الخامنئي قد غير رأيه في مسألة عدم دعم ترشيح محمود نجاد للرئاسة، وبات يرجحها لان المرحلة المقبلة في حاجة الى رئيس إيراني قوي يقف في مواجهة إسرائيل وامريكا، وبعض الحكومات العربية المتحالفة معهما.
السيد محمود احمدي نجاد قد يكون الرئيس الأنسب لإيران في المرحلة المقبلة، حسب رأي كثيرين، فهو رجل مجرب ويملك الخبرة، ومواقفه المتشددة مطلوبة حاليا.. والله اعلم.