ترامب: الأسد حيوان وجزار
صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهجته إزاء رئيس النظام السوري بشار الأسد في تصريح هو الأعنف منذ توليه السلطة، فهو وصفه بالشرير والجزار والحيوان والسيئ للبشرية جمعاء. وفي وقت عبّرت موسكو عن عدم تعليقها آمالها على الأسد أو على غيره في سوريا، أكدت واشنطن على استعدادها لحل النزاع المستمر في البلاد منذ أكثر من ست سنوات، حيث قضى مئات الآلاف ونزح الملايين.
ففي مقابلة مع «فوكس نيوز»، قال الرئيس الأميركي عند سؤاله عن الأسد إن «(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يدعم شخصاً شريراً بالتأكيد، أظنه سيئاً جداً سواء بالنسبة لروسيا أو للبشرية والعالم أجمع»، وأضاف ترامب: «عندما تلقي غازاً أو قنابل أو براميل متفجرة، أن تلقي تلك البراميل الضخمة المعبأة بالديناميت وسط مجموعة من الناس ثم تجد الأطفال بدون أذرع أو أرجل أو أوجه فهذا – بكل إنصاف- هذا حيوان».
وتابع ترامب قائلاً: «عندما شاهدت صور هؤلاء الأطفال قتلى بين أيدي أهلهم أو يصارعون للبقاء أحياء، اتصلت مباشرة بالجنرال (جيم) ماتيس وسألته ماذا يمكننا أن نفعل؟ فعرض علي مجموعة من الخيارات».
إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي إنه «لا يملك خططا للدخول إلى سوريا»، مؤكداً أن التدخل الأميركي في سوريا سيكون عبر شن ضربات جوية جديدة تستهدف النظام.
وفي تصريح آخر قال ترامب إن الوقت حان لإنهاء «الحرب الاهلية الوحشية» في سوريا، وأضاف أنه ممتن لدعم أعضاء حلف الأطلسي في التنديد بالهجوم بالغاز في سوريا.
ووصف ترامب الأسد بـ«الجزار» وقال إنه من الممكن ان تكون روسيا علمت بالهجوم الكيميائي السوري ضد المدنيين في خان شيخون. وأوضح أنه حان الوقت لإنهاء الحرب الأهلية الوحشية في سوريا وهزيمة الإرهابيين والسماح بعودة اللاجئين لبلدهم.
وأعلنت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي ان واشنطن مستعدة للعمل على حل ديبلوماسي بهدف إنهاء النزاع المستمر منذ ستة اعوام في سوريا. وقالت هايلي امام مجلس الامن «نحن مستعدون لدعم الديبلوماسية بكل ثقلنا وامكاناتنا. نحن مستعدون للمساعدة في وضع حد لهذا النزاع». إلا أنها اضافت أن التزام واشنطن بعملية السلام «ليس كافيا» وانها تحتاج إلى «شركاء جادين في استخدام نفوذهم» لدى الاسد.
وتصريحات هايلي هي أول مؤشر واضح الى أن الادارة الاميركية الجديدة تتعامل بجدية مع المساعي الديبلوماسية لانهاء الحرب بعدما أكدت مرارا أن اولويتها هي محاربة تنظيم «داعش» في سوريا.
وأكدت هايلي أن «الولايات المتحدة تؤمن بشدة بأن العملية السياسية يمكن أن تنجح رغم الصعوبات». واعتبرت أن «الطريق الى السلام طويل، ولن نتمكن من التوصل الى حل سياسي بين ليلة وضحاها. ولكن يمكننا أن نبدأ العمل معا لوقف تصعيد النزاع».
وقالت خلال جلسة لمجلس الأمن حول سوريا سادها جدل وانتقادات متبادلة حادة بين مندوبي الدول الغربية ومندوب روسيا انتهت بفيتو روسي ضد مشروع قرار فرنسي – بريطاني بشأن مجزرة خان شيخون، إن «موسكو تعزل نفسها عن المجتمع الدولي في كل مرة تسقط فيها طائرات الأسد قذائفها على المدنيين.. وهي بحاجة (أي روسيا) إلى أن تظهر للعالم رغبة حقيقية في انضمامها إلى العالم المتحضر لمواجهة الأسد».
وطالب هايلي بضرورة أن تستخدم روسيا نفوذها على الأسد بحيث يقبل «بوصول كامل للقواعد التي انطلقت منها الطائرات التي شنت هجومها الكيميائي علي خان شيخون، وكذلك الوصول إلى أشخاص (في النظام السوري) متورطة في استخدام تلك الأسلحة».
واتهمت إيران بالتواطؤ مع نظام الأسد، وأكدت أنه «يتعين علينا جميعا مطالبة إيران بأن تتوقف عما تقوم به في سوريا». وأضافت هايلي أن «إيران هي الطرف المتورط في أفعال النظام المروعة.. إن جنرالات إيران يقفون إلى جانب الأسد ويهمسون في أذنيه ويعطون الأوامر.. ومجلس الأمن يحتاج لتوجيه الانتباه إلى إيران.. إنها تصب الزيت على النيران في سوريا».
وشددت على «التزام الولايات المتحدة بعملية جنيف للسلام»، وقالت إنها «تتطلع إلى الشركاء الجادين لاستخدام نفوذهم على الأسد وبهدف مواجهة الأزمة».
وفي موسكو، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا عند مستوى متدن ودرجة الثقة ضعيفة.
وبعد اجتماع فاتر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولافروف أكد تيلرسون مجددا الموقف الأميركي أنه يجب على الأسد أن يتخلى عن السلطة في نهاية المطاف، وهو موقف يضع واشنطن في خلاف واضح مع روسيا. وأضاف أنه من المهم أن يرحل الأسد بطريقة منظمة.
وتابع الوزير الأميركي بقوله «مستوى الثقة بين بلدينا متدن… مثل هذه العلاقة لا يمكن أن تكون بين أهم قوتين نوويتين في العالم».
وأكد تيلرسون أن الهجوم الكيميائي في سوريا جرى بتخطيط وتوجيه وتنفيذ قوات الحكومة السورية.
وبعد اجتماعه مع تيلرسون قال لافروف، «إننا لا نعلق آمالنا على الأسد ولا على أي شخص آخر في سوريا، وموسكو تريد عملية سياسية سلمية»، ولكن أضاف أن أي محاولة لإطاحة الأسد لن تسهم سوى في مساعدة متشددي «داعش».
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن مستوى الثقة بين الولايات المتحدة وروسيا تراجع منذ أن تولى ترامب منصبه.
وبدأ تيلرسون اجتماعه بالرئيس الروسي في الكرملين بعد أن أجرى محادثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف استمرت ثلاث ساعات.
وقال بوتين في حديث تلفزيوني أذيع بعد لحظات من لقاء تيلرسون بلافروف «يمكن القول إن درجة الثقة على مستوى العمل وخصوصا على المستوى العسكري لم تتحسن بل إنها تدهورت.»
وأكد بوتين تأييد روسيا للأسد وكرر نفيه أن تكون حكومة الأسد وراء هجوم بالغاز الأسبوع الماضي مضيفا تصورا جديدا لما يمكن أن يكون قد حدث بقوله إن أعداء الأسد ربما اختلقوا الواقعة لتشويه صورة الحكومة السورية.
وقبل لحظات استقبل لافروف تيلرسون بعبارات باردة بشكل غير معتاد وشجب الضربة الصاروخية على سوريا باعتبارها غير مشروعة واتهم واشنطن بالتصرف بشكل لا يمكن التكهن به.
وقال لافروف «لن أخفي حقيقة أن لدينا الكثير من الشكوك، مع الأخذ في الاعتبار الأفكار الغامضة جدا والتي أحيانا ما تكون متناقضة التي جرى التعبير عنها في واشنطن فيما يتعلق بمختلف القضايا الثنائية والدولية».
وأضاف قائلا «وناهيك، بالطبع، عن التصريحات، تابعنا في الفترة الأخيرة الأفعال المقلقة للغاية عندما نفذ هجوم غير مشروع على سوريا».
واعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان روسيا «تتحمل مسؤولية ثقيلة» بعد استخدامها الفيتو في مجلس الامن ضد مشروع قرار غربي يطلب اجراء تحقيق دولي في هجوم كيميائي استهدف بلدة سورية وتتهم الدول الغربية النظام السوري بشنه.
وقال هولاند «انها المرة الثامنة التي تختار فيها روسيا الوقوف ضد الغالبية في مجلس الامن الدولي»، مؤكدا ان «فرنسا لم تدخر جهدا بما في ذلك ازاء روسيا للتوصل الى توافق على هذا النص».
المصدر: المستقبل