اللويزي يتحدث : اب من الديوانية أوصل مساعداته للموصل واستلم ابنه شهيدآ ..
يروي النائب عن محافظة نينوى عبد الرحمن اللويزي
على شارع بغداد موصل, وبينما كانت مجموعةٌ من السيارات التي تحمل مساعدات ومواد إغاثية للنازحين, قادمةً من الديوانية كما تشير لوحات تسجيلها متوجهةً صوب الموصل, إذ توقفت تلك العجلات, على حافة الطريق, بعد أن توقفت على حافته المقابلة, عجلتا إسعاف كانتا قادمتين من الموصل وهما تحملان جثماني شهيدين يبدو أن الفريقين كانا على تواصل عبر الهاتف, وهذا ما جعل كلا منهما يعلم بقدوم الآخر.
وبسرعة شرع سائقو عجلات الاغاثة, بافراغ حمولة إحدى عجلات الموكب فوزعوا حمولتها على بقية العجلات, فقد تبين أن صاحب تلك العجلة, هو والد أحد الشهيدين الذين كانت تحمل جثامينهما عجلتا الاسعاف تلك. عاد الرجل بجثة نجله وأخذ يقتفي أثر عجلة الإسعاف التي تحملها, بعد أن أفرغ حمولة عجلته من المساعدات والمواد الاغاثية في بقية سيارات الموكب, حتى يضمن وصولها. ركب الجميع سياراتهم وواصل كلٌ من الموكبين طريقه.
هذه القصة الحقيقية أو الملحمة الانسانية والوطنية, إن شئتم, حصلت قبل يومين وشاهد العيان على هذه الحادثة هو الشيخ ابراهيم المتيوتي الذي رواها لي قبل قليل عندما زرته في داره هل هناك كلمات تفي والد الشهيد الذي بذل ماله وثمرة فؤاده في معركة تحرير الموصل وإغاثة أهلها؟ هل يمكن لأي إنسان أن يزايد ابن الديوانية على وطنيته وحرصه على ابناء بلده (أهل الموصل) أي دليل ننتظر أن يقدمه أهلنا في الجنوب أبلغ في دلالته على حرصهم علينا وتمسكهم بنا, أبلغ من هذا الدليل؟ هل صمت آذاننا ؟ هل عميت عيوننا ؟ إنهم أهلنا وحمولتنا وسندنا , فأي أجندات سياسية سنصغي إليها بعد الآن, تلك التي ستحاول أن تثبت لنا أن أي فرد في هذا العالم هو أحرص علينا من أبن الديوانية الذي بذل في سبيلنا ماله ودمه.
أنا أناشد أي شخص يعرف عنوان والد الشهيد أن يزودني برقم هاتفه أو عنوانه برسالة خاصة, حتى اتمكن من أداء واجب العزاء لوالد ذلك الشهيد بإسم أهل نينوى.