هل تنجح استراتيجية ترامب العسكرية في الشرقين ؟
واضح أن ترامب حرص على اختيار صقور حرب ليشغلوا أهم المواقع المتصلة بالوضع الخارجي، وللوهلة الأولى يبدو أنه حقق إصابات في مرمى الهدف قادت إلى تفاعل سعودي قطري غير مسبوق وتبريكات من مسؤولين كبار، خصوصا على هامش الضربة الصاروخية (المحدودة) في سوريا. لكن، المشكلات أكثر تعقيدا من ذلك.
أم القنابل التي القيت للمرة الأولى قبل أيام في جبال افغانستان يبلغ وزنها نحو 10أطنان، وقد استخدمت القوة الجوية العراقية قبل ثلاثين عاما قنابل زنة 9 أطنان في منطقة عمليات الفاو، واستخدمت القوات الجوية الأميركية قنابل زنة 6800 كغم في عاصفة الصحراء 1991 لفتح ثغرات في حقول الألغام العراقية.
القصة لا ترتبط بثقل القنابل بل بمدى نجاح التخطيط الاستراتيجي، فحروب كالتي تدور تكسب استراتيجيا وليس تعبويا.
في السابق كان تأثير الحرب النفسية أشد ضراوة وتأثيرا، أما الآن فقد أشبعت عقول الناس بالضغوط النفسية وتزايدت مناعتهم، وتزايدت خبرة الدول وتفننت في استيعاب المواقف والتلويحات.
في كوريا الشمالية، من يتابع تصريحات روسيا والصين ويراقب حركة الاساطيل الأميركية والاستعدادات الكورية، تزداد حساسية القلق من احتمالات مجابهة عسكرية بين أميركا وبيونغ يانغ قد تقود إلى تصادم نووي كارثي. لكن تخيل وقوع الحرب الواسعة ليس سهلا، وحتى النشاطات المحدودة التي تتجاوز عرض العضلات تبدو حساسة جدا وصعبة.
قصة الحرب على داعش لا تشغل كثيرا بال الأميركيين الذين كانت قراءاتهم بحاجة لمراجعة حقيقية، فالذين يخوضون الحرب (المباشرة) على الأرض هم العراقيون.
التصعيد الأميركي استقطب اهتمام السعوديين والقطريين، وفي الوقت نفسه فتحت المحاكم أبوابها في نيويورك أمام الدعاوى ضد مؤسسات وشخصيات سعودية بقضايا تتعلق بدعم الإرهاب الذي قاد إلى هجمات سبتمبر 2001، ومجموع العوامل تقود الى الخزينة السعودية التي فقدت ثلث مخزونها المالي خلال سنتين تقريبا.
لا نجاح لاستراتيجيات ترامب طالما بقي حريصا على (التفرد) خليجيا وتوجه الخليجيين اليه لن يجلب لهم أمنا لأن أمنهم المجتمعي سيهتز ماليا، وقد يلجؤون الى نقل بعض اموالهم من اميركا الى دول أخرى، وصقور حرب ترامب ليسوا أكثر كفاءة وتجربة من آخرين.
القصة طويلة، خصوصا عندما تكون خبرة (الزعيم) محدودة.