استراتيجية أميركية جديدة للسيطرة على أحياء غرب الموصل
لجأت القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لطرد تنظيم «داعش» من مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، الى تطبيق «استراتيجية قضم الاحياء ببطء» تجنبا لمقتل مدنيين، وتدمير البنى التحتية، لاسيما بعدما اثارته مجزرة حي «الموصل الجديدة» أثر مقتل المئات،من ردود افعال غاضبة في الاوساط الشعبية والسياسية والدولية.
وافاد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي النائب علي المتيوني ان «الاستراتيجية الجديدة التي تعتمدها القوات العراقية هي التقدم البطيء داخل أحياء وسط الجانب الغربي للمدينة، والقتال بالأسلحة الخفيفة، تجنبا لسقوط ضحايا بين المدنيين».
واضاف المتيوني في تصريح امس أن «القوات العراقية اعتمدت هذه الاستراتيجية الجديدة للتقدم في أحياء الجانب الغربي للمدينة، بعد مقتل مدنيين في حي الموصل الجديدة غرب المدينة».
وأضاف النائب عن الموصل أن «القوات العراقية تستخدم حاليا الأسلحة الخفيفة خلال التغلغل داخل الأحياء السكنية، لحماية المدنيين والبنى التحتية، وقد حققت الاستراتيجية الجديدة أهدافها خلال الأيام الماضية»، مرجحا بأن «تنتهي
معارك الجانب الغربي للموصل، خلال أسابيع، وأن التقدم الحاصل، وإن كان بطيئاً، فهو مرض، وستتمكن القوات العراقية من حسم المعارك في الجانب الغربي خلال فترة لا تتجاوز أسابيع».
وابلغت مصادر مطلعة صحيفة «المستقبل» ان «الاستراتيجية العسكرية الجديدة في الموصل، تم اقتراحها من قبل واشنطن من خلال ارسال مبعوثيها من القادة العسكريين الاميركيين، وخصوصا رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال جوزيف دانفورد الى العراق، واجتماعه الاسبوع الماضي بكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين العراقيين من اجل تقليص عدد الضحايا المدنيين، وكسب سكان الموصل في المعركة ضد داعش».
وأعلن الجيش العراقي إحكامه السيطرة على المدخل الغربي لمدينة الموصل، فيما بات مسلحو «داعش» محاصرين في الأحياء التي يسيطرون عليها داخل المدينة.
وقالت خلية الإعلام الحربي في بيان إن «قوات الفرقة المدرعة التاسعة من الجيش، سيطرت على بوابة الشام التي تعد المدخل الغربي للموصل»، موضحة أن القوات تقدمت بعد ذلك وحررت مباني شركات ومخازن ومراكز اجتماعية حكومية، وهي منشآت وأبنية تقع على مشارف الأحياء السكنية للموصل من الطرف الشمال الغربي.
وتحقق قوات الشرطة الاتحادية تقدما بطيئا في المدينة القديمة وسط الجانب الغربي للموصل، بسبب مقاومة مسلحي التنظيم.
وأوضح مصدر امني في تصريح أن «معارك الشرطة الاتحادية أسفرت عن مقتل 10 من داعش في المنطقة المحاذية لجامع النوري في المدينة القديمة».
وبحسب قيادة العمليات المشتركة، فإن «داعش» يعاني انهيارات سريعة ومتواصلة.
وقال العميد يحيى رسول إن «تحرير ما تبقى من أحياء الجانب الغربي للموصل، بات مسألة وقت»، مؤكدا أن «عناصر داعش محاصرون في الموصل، ولا منفذ لهروبهم وتجري عملية استهدافهم بشكل مستمر».
وزج الجيش الأميركي للمرة الأولى، بأحدث طائرة مسيرة بدون طيار في معركة الموصل ضد عناصر «داعش».
وأوضح النقيب الأميركي جوشويا هاينر أن «القوات الاميركية بدأت استخدام طائرات النسر الرمادي لمساندة القوات العراقية».
في غضون ذلك، كشف بيان صادر عن جهاز مكافحة الإرهاب التابع لمجلس أمن إقليم كردستان، عن مقتل ثلاثة قياديين من «داعش» بينهم المفتي الشرعي، بعد ضربات جوية نفذتها طائرات التحالف الدولي في الجانب الايمن من مدينة الموصل.
وقال بيان لمجلس أمن إقليم كردستان امس ان «مقاتلات التحالف الدولي استهدفت (مساء الخميس) مقراً لداعش في حي الرفاعي، في الجانب الأيمن من الموصل، ما اسفر عن مقتل المفتي الشرعي لتنظيم داعش، الإرهابي عبدالله البدراني، والملقب بـ(أبو أيوب العطار) ومسؤول ديوان الجند في التنظيم، الارهابي (عبدالرحمن طالب) الملقب بـ(أبو عبيدة)، وهو سوري الجنسية، والمسؤول الأمني للتنظيم في حي الرفاعي، الارهابي (إبراهيم الحيالي) الملقب بـ(أبو بارق)».
المصدر: المستقبل