اجتماع روسي – تركي – إيراني يمهد لـ «آستانة» وتثبيت وقف النار
وسّعت القوات النظامية السورية أمس، نطاق هجومها في ريف حماة، تحت غطاء قصف جوي ومدفعي وُصف بأنه «هستيري». وسُجّلت حركة جديدة على مسار الحل السياسي بعد فترة من الجمود، إذ أعلنت موسكو عن اجتماع سيضم ديبلوماسيين روساً وأميركيين ومن الأمم المتحدة في جنيف الأسبوع المقبل، في وقت تستضيف طهران اليوم اجتماعاً تركياً – روسياً – إيرانياً على مستوى الخبراء، في إطار مسار آستانة الذي يركّز على تثبيت وقف النار في سورية (راجع ص2 و4).
وتطرق مجلس الوزراء السعودي، خلال جلسته في الرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى «مجموعة الدول المتوافقة حول الموقف من سورية، وما تم بحثه، واستخدام النظام السوري الأسلحة المحرمة دولياً وآخرها الهجوم بالأسلحة الكيماوية على المدنيين في خان شيخون». ودان المجلس التفجير الانتحاري الذي استهدف المهجرين السوريين من قريتي الفوعة وكفريا، ووصفه بأنه «جريمة إرهابية مروعة تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية كافة».
وبدأ بعد ظهر أمس، خروج الدفعة الخامسة من مسلحي المعارضة وأفراد عائلاتهم الرافضين لـ «اتفاق المصالحة» مع الحكومة السورية من حي الوعر في مدينة حمص، «تمهيداً لإخلائه من السلاح والمسلحين وعودة جميع مؤسسات الدولة إليه»، وفق ما أوردت وكالة «سانا». وذكرت هذه الوكالة الرسمية أن الدفعة الخامسة تشمل 400 مسلح. ومن المقرر أن يكون تنفيذ الاتفاق قد اكتمل بحلول نهاية هذا الشهر. ويأتي إخلاء الوعر من المعارضين في وقت تُنفّذ عمليات إجلاء أخرى تشمل أكثر من منطقة سورية، مثل كفريا والفوعة المواليتين في ريف إدلب ومضايا والزبداني المعارضتين في ريف دمشق.
سياسياً، نُقل عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده لن تسمح بتقويض الجهود التي ترمي للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية وفق قرار مجلس الأمن. ونقل الإعلام الحكومي السوري عن لافروف خلال مؤتمر صحافي في موسكو: «يجب عدم إضاعة الوقت ولا سيما في ظروف تقع فيها العملية السياسية تحت التهديد بما في ذلك الضربة الأميركية على مطار الشعيرات وسعي الكثير من اللاعبين سواء في داخل سورية أو خارجها لاستغلال الوضع وتحميل المسؤولية للحكومة السورية، من خلال البدء بالابتعاد من التسوية السياسية وحق الشعب السوري بتقرير مستقبله إلى العمل نحو تغيير الحكومة السورية»، واصفاً هذه المحاولات بأنها «نزعة خطرة». وتحدث لافروف عن الاجتماع المزمع عقده في جنيف ويضم ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة: «نُخطط لإجرائه بعد الاجتماع المقبل في آستانة، ونأمل بأن يجد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا موعداً مناسباً لاستئناف محادثات جنيف، إذ تظهر تلميحات بأن المحادثات ستكون بعد شهر رمضان».
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أمس، إن طهران ستستضيف اليوم اجتماعاً ثلاثياً على مستوى الخبراء تشارك فيه إيران وروسيا وتركيا في سياق مسار آستانة السوري المتوقع أن تنعقد جولته الرابعة في 3 و4 أيار (مايو) المقبل.
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جهة، و «هيئة تحرير الشام» و «الحزب الإسلامي التركستاني» و «حركة أحرار الشام الإسلامية» وفصائل مقاتلة وإسلامية من جهة أخرى، في محيط بلدتي طيبة الإمام وحلفايا بريف حماة الشمالي، وسط محاولات من القوات الحكومية للسيطرة عليهما. وكانت هذه القوات استعادت يوم الأحد بلدة صوران ومنطقة تل بزام لتكون بذلك استرجعت «كامل المناطق» التي خسرتها في الهجوم العنيف الذي نفذته «هيئة تحرير الشام» والفصائل بريف حماة في 21 آذار (مارس). وسجّل «المرصد» تنفيذ طائرات حربية روسية «أكثر من 400 غارة» استهدفت ريف حماة الشمالي في إطار مساندة القوات الحكومية في هجومها المضاد. ونقلت «رويترز» عن معارضين أن القصف «الهستيري» على صوران اضطر مسلحي الفصائل إلى الانسحاب منها. وعلى رغم هذا التقدم للقوات النظامية إلا أن «المرصد» رجّح «أن تتواصل المعارك بوتيرة عنيفة بين طرفي القتال، نتيجة دخول الحزب الإسلامي التركستاني في المعارك الجارية في الريف الشمالي لحماة»، مشيراً إلى أن عناصر هذا الحزب «توزعوا على مواقع وجبهات عدة، وبدأوا قتالهم إلى جانب الفصائل».
المصدر: الحياة