المصير البشع والنهاية الأسوأ
لا شك في أنها ستكون النهاية الأبشع لبايرن ميونيخ الألماني وبرشلونة الإسباني في حال خروجهما بعد أمسيتي اليوم وغدٍ في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا. هي نهاية مريرة لفريقين كبيرين، لكن معها قد تحمل نهاية أسوأ لأسماء مهمة في صفوفهما.
كثير من الكلام قيل في مباراتي بايرن ميونيخ الألماني مع ريال مدريد الإسباني، ويوفنتوس الإيطالي مع برشلونة الإسباني الأسبوع الماضي. غالبية الكلام صوّب على الجانب التحليلي بعينه، فقرأ في خطط المدربين ومستوى اللاعبين عامةً، وحكى بعدها عن خروج متوقع ومرتقب لهذا الفريق أو ذاك، وعن تقييم عام لموسم كامل لهذه الفرق.
لكن الحقيقة أن هناك شيئاً أكبر يمكن الحديث عنه، وقد أغفل الكلّ هذه المسألة التي تعدّ لافتة جداً، بحيث أنها ستترك آثارها على صورة أي فريق في المواسم المقبلة، في حال خروجه من دوري أبطال أوروبا. وربما يخصّ هذا الكلام فريقي بايرن ميونيخ وبرشلونة قبل أي أحدٍ آخر، إذ لا يمكن لكثيرين التوقف عند سقوط ليستر سيتي الإنكليزي أمام اتلتيكو مدريد الإسباني، أو هزيمة بوروسيا دورتموند الألماني أمام موناكو الفرنسي.
والكلام عن البايرن و”البرسا” يأتي في هذا الإطار لوجود قواسم مشتركة عدة بينهما، انطلاقاً من سقوطهما في مباراتي الذهاب، ووصولاً إلى التوقف عند نقاط أساسية تخصّ أداء ومستوى بعض لاعبيهما ومستقبلهما في حال حلّت الكارثة بهما، وهو ما يتوقّعه غالبية المراقبين، ولو بنسب متفاوتة على اعتبار أن خسارة الفريق الألماني بالإمكان تعويضها، بينما يقف “البرسا” أمام “ريمونتادا” شبه مستحيلة لأنه ببساطة، وبالمعنى الكروي، يوفنتوس بطل إيطاليا ليس باريس سان جيرمان بطل فرنسا.
* خروج بايرن وبرشلونة من ربع النهائي ينذر بمرحلة جديدة للفريقين
نهاية رموز كبيرة
صحيح أن ظروفاً كثيرة حالت دون فوزٍ كان متاحاً لبايرن ذهاباً، مثل إهدار التشيلياني ارتورو فيدال لركلة جزاء أحبطت الفريق معنوياً، وطرد الإسباني خافي مارتينيز، لكن كان بالإمكان التوقف عند أداء بعض اللاعبين الذين لا يمكن لبايرن أن يبني مستقبلاً عليهم بعد اليوم، وخروج الفريق من “التشامبيونز ليغ” قد يعني نهايتهم المأسوية مع هوليوود الكرة الألمانية. منهم بعدما قرر الاعتزال في نهاية الموسم، ومنهم من خلال التخلي عنه أو في أحسن الأحوال وضعه على مقعد البدلاء.
وبالتأكيد يمكن تحييد القائد المتجه نحو الاعتزال فيليب لام عن هذا الموضوع، لكن الأكيد أكثر أنه لا يمكن غض النظر عن الإسباني شابي ألونسو، الذي يفترض أن يكون سعيداً لاختياره ترك اللعبة في الصيف المقبل، لأن قراراً غير القرار المذكور كان ليضعه تحت نيران الانتقادات التي من دون شك كانت لتخرجه من “اليانز ارينا”.
ابن الـ 35 عاماً لم تعد قدماه تسعفانه بل إنه بالكاد يقوى على الارتداد عند خسارته للكرة، وقد ظهر هذا الأمر في مشاهد عدة خلال اللقاء الأول مع الريال. وهذه الفضيحة المسؤول عنها المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي تترك علامة استفهام سوداء على الأخير، كونه يملك موهبتين كبيرتين في نفس المركز على مقعد البدلاء، هما البرتغالي ريناتو سانشيز والدولي جوشوا كيميتش الذي تلهث خلفه أندية كبرى مثل برشلونة ومانشستر سيتي الإنكليزي، لكن المفارقة أنه لا يجد مكاناً أساسياً في بايرن الآن، رغم أنه لم يقدّم يوماً أداءً سيئاً منذ أن أطلقه إلى الأضواء المدرب السابق الإسباني جوسيب غوارديولا.
وعند كيميتش يمكن التوقف للقول بأن خروج بايرن سيرفع من أسهم امثال اللاعب المذكور، ويحجّم أو يقلّص دور أسماء أكبر. وهنا الحديث عن الثنائي الهولندي أريين روبن (33 عاماً) والفرنسي فرانك ريبيري (34 عاماً). وبنظر مجموعة كبيرة من المتابعين أن الاثنين لم يكونا سيئين أمام الريال، وهو أمر صحيح نسبياً لا كليّاً، إذ بات بإمكان أي خصم قراءة تحركاتهما وحدّ خطورتهما، لا بل أن الأسوأ أنه لم يعد بإمكانهما التأدية على نفس النمط طوال الدقائق التسعين، وبالتالي فإنه في حال خرج بايرن فإن مصيرهما للموسم المقبل سيكون مجهولاً، والأرجح أنهما لن يكونا ضمن الحسابات الأساسية لفريقهما الذي يرى المستقبل على الجناحين في البرازيلي دوغلاس كوستا والفرنسي كينغسلي كومان اللذين ظلمهما انشيلوتي أيضاً.
وفي برشلونة لن يختلف المشهد كثيراً، لأن “فشة الخلق” قد تكون في عنصرين قبل سواهما، هما الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو (32 عاماً) والفرنسي جيريمي ماتيو (33 عاماً). الاثنان سجّلا تراجعاً رهيباً في الآونة الأخيرة، فالأول لم يعد يقوى على الجري بالنفس الذي اشتهر به، والثاني يعدّ كارثة حقيقية على دفاع الفريق الكاتالوني، ما دفع يوفنتوس في المباراة الأولى إلى التركيز على تحويل اللعب إلى جهته لضرب الكاتالونيين من خلال الكولومبي خوان كوادرادو.
هو موسم سينتهي بالنسبة إلى بعض الفرق على الساحة القارية، لكن هي نهاية ستكون أصعب على أسماء لطالما لم تتخيّل نفسها يوماً خارج الإطار الكبير للفرق التي صنعت إنجازاتها قبل أعوامٍ قليلة.