عام 2017 سيسجل اعلى درجة حرارة في التأريخ
سجل العام 2014 أعلى درجة حرارة .. ثم العام 2015 .. وتلاه العام 2016 ليسجل للسنة الثالثة على التوالي أعلى درجة حرارة في التاريخ المدون، ولكن لا تقف كثيرًا عند هذه الأعوام، لأنه كما تتوقع فإن العام 2017 يَعِدُ بأن يكون أكثر حرارة مما سبقه.
لم تتسبب درجات الحرارة المسجلة العام الماضي بتعرّق بعضنا أكثر من المعتاد فقط، بل أدت في الواقع إلى اشتعال حرائق شديدة في غابات ألبرتا في كندا. وتكلّف هذه الحرائق شركات التأمين 3.58 مليار دولار، وتحدث نتيجة اجتماع درجات الحرارة بنسب الجفاف القياسية.
وأدت موجات حرارة عالية في القطب الشمالي إلى ارتفاع منسوب البحر بسرعة وتدمير الحياة البرية في القطب الشمالي، وتسبب التغير المناخي بتبييض الشعاب المرجانية المستمر، وصنفها العلماء مؤخراً بحكم «الميتة،» لوجود كثير من الأجزاء التي يتعذر ترميمها.
يعاني الناس في هايتي بشكل مباشر من الخسائر المميتة التي يمكن أن يُحدثها تغير المناخ، إذ أحدث إعصار ماثيو فوضى في جميع أنحاء البلاد، وما زال المواطنون يحاولون أن يرمموا ما خربه الإعصار، ومن الواضح أن ارتفاع درجات الحرارة المستمر لن ينتظر خمسين عامًا أو عشرة أعوام أو حتى خمسة أعوام لتظهر آثاره، إذ أن ارتفاع درجة حرارة الأرض وارتفاع منسوب مياه البحر، سيؤدي إلى ظهور آثار التغير المناخي بسرعة متزايدة.
في المستقبل
ذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن درجات الحرارة ارتفعت في العام الماضي 1.1 درجة مئوية مقارنة بما كانت عليه في عصر ما قبل الثورة الصناعية، واستمرت درجات الحرارة العالمية منذ ذلك الوقت بالارتفاع كثيرًا، وربما يرى البعض أن 1.1 درجة مئوية ليست نسبة العالية فلماذا تسبب كل هذه الفوضى.
لتوضيح الأمور، فإنه خلال العصر الجليدي الأخير كان متوسط درجات الحرارة العالمي حوالي 5 درجة مئوية فقط، ويختلف عما هو عليه الآن، بالنظر إلى الأرقام فإن هذا التغيير لا يبدو أمرًا كبيرًا أو على الأقل فإن هذه المشكلة ستحدث في المستقبل، ولكن عندما ننظر للماضي، ونعرف ماذا يحدث في حال تغير متوسط درجات الحرارة قليلًا، عندها فقط ندرك مدى خطورة تغير المناخ.
وبينما تصلح كندا الأضرار الناجمة عن حرائق الغابات وتضمد هايتي جروحها الناتجة عن إعصار ماثيو، فإننا يجب أن ننظر إلى تغيّر المناخ على محمل الجدّ. قالت المتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في مقابلة مع سي بي سي “علينا أن نضع في اعتبارنا اتفاقية باريس بشأن التغير المناخي، والتي تلزمنا الحفاظ على درجة الحرارة في مجال لا يتجاوز درجتين مئويتين أعلى من الحرارة في المرحلة ما قبل الصناعية، نحن تجاوزنا بالفعل نصف هذا الرقم وهو في الواقع أمر مقلق للغاية”.
المصدر: أوقات الشام