بالصورة: منشأة عسكرية روسية… تقلق اميركا الكاتب: عربي 21
نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريرا لمراسلها في موسكو توم برافيت، تقول فيه إن روسيا قامت ببناء أكبر منشأة اصطناعية في القطب الشمالي؛ لتقيم عليها قاعدة عسكرية، كجزء من طموحاتها للسيطرة على منطقة القطب الشمالي الغنية بالنفط.
ويشير التقرير، إلى أن الكرملين نشر أول صور تفصيلية يوم أمس لقاعدة ترفأويل العسكرية، الواقعة على جزيرة ألكسندرا لاند، وهي جزيرة في المحيط المتجمد الشمالي، تتميز بالعواصف الثلجية، وتعيش فيها الدبب القطبية.
ويلفت برافيت إلى أن مساحة القاعدة تبلغ 150 ألف قدم مربع، “14 ألف متر مربع”، وتضم مساكن للجنود، وسينما، وكنيسة، وقاعة للجمباز، وغرفة بلياردو، ومشتلا لزراعة البرتقال، وتقع على درجة 80 شمالا، وتم بناؤها على شكل أوراق البرسيم، وهي مزينة بألوان العلم الروسي: الأحمر والأزرق والأبيض.
وتقول الصحيفة إن البناية مرتبطة بثلاثة أشكال كروية، ما يعني أن الجنود يستطيعون التحرك دون المغامرة والخروج إلى العراء، حيث درجة الحرارة تصل أحيانا إلى 50 درجة مئوية تحت الصفر، مشيرة إلى أن حوالي 150 جنديا سيعملون في القاعدة، وستتوفر لهم مواد وإمدادات لمدة عام ونصف من الطعام والوقود، وذلك في حال انقطاع الاتصال بها.
وينوه التقرير إلى أن وزارة الدفاع نشرت صور “3D” للقاعدة المكونة من خمسة طوابق، لافتا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث في زيارة لجزيرة ألكسندرا لاند، التي تعد جزءا من أرخبيل فرانز جوزيف، عن أهمية القطب الشمالي للكرملين، قائلا إن “المصادر الطبيعية التي تعد الأكثر أهمية للاقتصاد الروسي تتمركز في هذه المنطقة”، حيث قدر قيمة المصادر المعدنية فيها بحوالي 30 تريليون دولار.
ويفيد الكاتب بأن المسح الجيولوجي الأميركي قدر بأن في المنطقة 90 مليار برميل نفط، و1699 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، 84% منه متوفر في المياه المتجمدة، مشيرا إلى أن الدول التي تملك أراضي في القطب الشمالي، روسيا وكندا والولايات المتحدة عبر ألاسكا، والدانمارك عبر غرين لاند، والنرويج، قدمت عطاءات للأمم المتحدة من أجل الحصول على حقوق لاستغلال الاحتياطي من الهيدروكربون.
وتذكر الصحيفة أن موسكو حريصة على زيادة مزاعمها في المناطق الواسعة، التي تمتد من القطب الشمالي إلى التلال الواقعة تحت المياه، منوهة إلى أن روسيا تقوم كجزء من توسعها العسكري بتدريب كتائب تستخدم زلاجات حيوان الرنة، وقامت بإعادة بناء القواعد العسكرية، التي تنتمي إلى زمن الاتحاد السوفييتي ومحطات الرادار، وحركت جزءا من نظام الدفاع الصاروخي للمنطقة.
وبحسب التقرير، فإنه قيل في زيارة لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو العام الماضي، إن طائرات “سوخوي- 34″، و”ميغ- 31” يمكن نشرها على مدارج مطارات قريبا من قاعدة تريفأويل في القطب الشمالي، بالإضافة إلى أنه تم بناء قاعدة عسكرية مماثلة بأجنحة ثلاثة في كوتلني، على إحدى الجزر السيبريرية الجديدة.
ويعلق برافيت قائلا إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من التحركات الجريئة التي تقوم بها موسكو في القطب الشمالي، خاصة أن التغيرات المناخية تفتح الكثير من الفرص للتنقيب عن الثروات، مشيرا إلى أن الجنرال جيمس ماتيس قال في جلسة الاستماع لتأكيد تعيينه وزيرا للدفاع أمام الكونغرس في كانون الثاني، إن “القطب الشمالي يعد منطقة ذات أهمية استراتيجية”، وأضاف أن “روسيا تقوم باتخاذ خطوات قوية لزيادة حضورها هناك”، وكتب قائلا: “سأجعل من نشر استراتيجية كاملة للقطب الشمالي أولوية”.
وتختم “التايمز” تقريرها بالإشارة إلى أن بوتين قلل خلال زيارته إلى شمال روسيا الشهر الماضي، من أهمية الحديث عن المواجهة العسكرية، قائلا: “لن نشن حروبا أو نتنافس مع الولايات المتحدة هنا”، لكنه شدد على أهمية قيام القوات المسلحة بحماية مصالح الأمن القومي الروسية.