اكتساح أفلام البطولة الجماعية في موسم الربيع .. هل ستنتهي اعمال النجم الواحد ؟
هناك عزوف تدريجي من المنتجين عن أفلام البطولة المطلقة، في ظل إقبالهم الكبير على الأعمال الجماعية، وفي هذا السبيل يطمئن المنتجون أن حجم المخاطرة محدود، بعكس التعويل على نجم واحد.
الأرقام تتحدث عن نفسها، فالرهان على البطولات الجماعية في الفترة الأخيرة حتى لغير نجوم الصف الأول آتى أُكله، وهو ما جعل موسم الربيع يشهد 6 أفلام بطولة جماعية دفعة واحدة، أي أغلبية أفلام الموسم البالغة 8، وهو ما يعد أكبر حضور لأعمال جماعية في موسم واحد.
الأفلام الجماعية في موسم الربيع يشارك فيها الفنان أحمد رزق بشخصية المعقد نفسياً بفيلم “يجعله عامر”، بدءاً من يوم، 12 أبريل/نيسان، وتميل عائلة السبكي عادة للبطولات الجماعية، فيدفع أحمد السبكي برزق بجوار المطرب محمود الليثي والمغنية بوسي، كما هو المعتاد مع بيومي فؤاد ورامي غيط وشيماء سيف.
تصدر الإيرادات
وإثباتاً لصواب الرهان على أفلام البطولة الجماعية تصدَّر فيلم “بنك الحظ”، بطولة محمد ممدوح، وأكرم حسني، وبيومي فؤاد شباكَ التذاكر في أول أسبوع من عرضه، فبلغت إيراداته مليوناً و100 ألف جنيه.
الفيلم يدور في إطار كوميدي حول سرقة بنك، وهي فكرة جذبت ثلاثة شباب بمستوى تفكير مختلف تماماً.
وتأكيداً لهذا النهج حقَّق صاحب أطول اسم في تاريخ السينما فيلم “عندما يسقط الإنسان في مستنقع أفكاره فينتهي به الأمر إلى المهزلة” حقق إقبالاً كبيراً منذ بداية عرضه، يوم 7 أبريل/نيسان، ليأتي في المرتبة الثانية من حيث الإيرادات، وهو من بطولة بيومي فؤاد ومحمد سلام ومحسن منصور وعدد كبير من الأبطال.
ويركز الفيلم على المواقف الكوميدية المنبثقة عن التقاء ثلاثة رجال مختلفين في كل شيء في رحلة للبنان بالصدفة، وتتعدد المواقف خلال الفيلم.
قائمة البطولات الجماعية تمتد
“مش رايحين في داهية” عمل آخر يضاف لقائمة البطولة الجماعية في أفلام الربيع، من بطولة بشرى، ومي سليم، ونبيل عيسى، وعمر السعيد، وريم مصطفى، وأحمد صلاح حسني، وحسن حسني، وسليمان عيد.
وتجسد قصة الفيلم الصدام بين الرجل والسيدة في سياق كوميدي، عن العلاقات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وينضم لما سبق فيلم “التعويذة”، من بطولة شيماء سيف ومحمد ثروت ومحمد أبو الوفا ونادر الجرتلى ومحمود حجازي ومحمود عزت، وفيه يسعى ثلاثة شباب من خلال حسابات وهمية على موقع فيسبوك للتعرف على سيدة، ويجري في إطار كوميدي أيضاً.
ولم يكن فيلم “سكر برة” موفقاً، وهو بطولة جماعية لمجموعة شباب كإسلام جمال، وخالد عليش، وحامد الشراب عضو فريق مسرح مصر، وندى رحمي وآخرين، إذ لم يحقق الفيلم سوى 40 ألفاً بعد قرابة أسبوعين من عرضه، فتقرَّر رفعه من السينمات.
ودارت قصة الفيلم حول لقاء بعد سنوات من الغياب بين مجموعة من اﻷصدقاء في حفل زفاف، وفي خلال الزفاف يقع حدث يغير من مسار الليلة وحياتهم.
نجاحات خرافية
ربما أغرى المنتجون على الإقبال الشديد على أفلام البطولة الجماعية الإيرادات التاريخية التي حققتها في العام الماضي، وأبرزها فيلم “جحيم في الهند” لمحمد إمام وبيومي فؤاد وأحمد فتحي وياسمين صبري وحمدي الميرغني، ومجموعة كبيرة من الممثلين، الذي حقق إيرادات 34 مليون جنيه، وهي من الأعلى في تاريخ السينما.
وكذلك فيلم “هيبتا” 33 مليوناً، وهو بطولة جماعية لماجد الكدواني وياسمين رئيس وعمرو يوسف ونيللي كريم وأحمد بدير، ومجموعة كبيرة من الممثلين.
وعزَّز نجاح أفلام البطولة الجماعية في نفس العام فيلم “من 30 سنة”، بطولة أحمد السقا ومنى زكي وشريف منير ونور، وصلاح عبد الله، وميرفت أمين، وعدد آخر من النجوم، حيث حقق إيرادات بلغت 23 مليوناً.
خشية المغامرة
المخرج شريف فتحي فسَّر ظاهرة انكباب المنتجين على أفلام البطولات الجماعية بأنها تأتي من باب ضمان النجاح، وتوزيع المغامرة على عدد كبير من الفنانين، بدلاً من الاعتماد على نجم وحيد.
تجربة مسرح مصر
وفي حديثه لـ”هافينغتون بوست عربي” قال إن جمهور السينما أغلبه من الشباب، الذين أبهرتهم تجربة “مسرح مصر” فحققت نجاحاً هائلاً، ما جعل المنتجين يفكرون في تكرار التجربة، ولكن في السينمات.
وتابع: “المنتج لا يهمه مَن يقدم ماذا، فالأسماء لا تعنيه كثيراً، ولا جودة العمل، ولكن المهم كيف يضمن الربح ويقلل احتمالات الخسارة”.
تآكل أفلام البطولة المنفردة
وتنبَّأ فتحي أن تتآكل أفلام البطولات الفردية في الفترة المقبلة، مقابل توسع لأفلام البطولة الجماعية، ولكن هذا حتى حين، وقد تقلّ تدريجياً فيما بعد.
من جانبها ذكرت الناقدة الفنية ماجدة خير الله، أن مشاركة 5 أو 6 أفلام بطولة جماعية في موسم واحد هو أمر لافت، ومن الجيد أن يسعى منتجون لفتح المجال أمام مجموعات شبابية حتى تظهر وتنجح، مفيدة بأن المنتجين أحياناً يفضلون هذا اللون لتقديم أكثر من شخصية، بدلاً من التركيز على شخص واحد، مثل فيلم “سهر الليالي”.
الفردية ستستمر
وتعتقد ماجدة في تصريحاتها لـ”هافينغتون بوست عربي”، أن أفلام البطولة الجماعية لها تاريخ طويل في مصر منذ فيلم “الظرفاء الثلاثة” وما على شاكلته، وفي الوقت الذي ترى فيه الناقدة الفنية مشاركة عدد ضخم من أفلام البطولة الجماعية بشكل يلفت الانتباه، إلا أنها اعتبرت أن أفلام البطولة الفردية لن تندثر، بدليل مشاركة كل من السقا وأحمد عز ومحمد رمضان بأفلام جديدة.
وأكدت أن البطولة الجماعية لفيلم ليست ضماناً لنجاحه، وكذلك البطولة المفردة، والمهم جودة العمل نفسه.
السيناريو الأهم
واتفق معها في الرأي الناقد الفني محمود قاسم، منوهاً بأن نجاح العمل يحكمه السيناريو وليس الأشخاص، فهناك أفلام نجحت بثلاثة أفراد فقط مثل جرسونيرة لغادة عبد الرازق، ونضال الشافعي، ومنذر رياحنة، وفي المقابل أفلام جماعية حققت أرقاماً رائعة مثل “سهر الليالي”.
ولذلك يشدد الناقد الفني في كلامه لـ”هافينغتون بوست عربي” على أهمية التركيز على القصة، وما تتناوله، وكتابة الفيلم بشكل جيد حتى يضمن المنتج نجاح العمل.
واختتم: “هناك أفلام تنجح لبراعة المخرج وعبقريته وحسن توظيف الممثلين بما يناسب السيناريو وليس النجوم، لذلك هناك عوامل كثيرة لنجاح الفيلم غير أبطاله”.