هؤلاء هم العراق أيها السلطان
نعم أيها السلطان هؤلاء هم العراق تأريخا وحضارة .. وهم علي والحسين والعباس .. وهم الجبل والهور والأرض والسماء .. وهم الطيبة والنخوة والشرف .. وهم التضحية والفداء والكرامة .. وهم عبق هذه الأرض الطيبة وشرف العراقيين وعزّتهم , وقولك من هم الحشد الشعبي ليس بضائر , فنحن العراقيين نعرف من هم الحشد الشعبي , وإن كانت إيران قد آلمتكم في العراق فليس بسبب توّسعها الفارسي كما تدّعي , بل بسبب تصدّيها لمشروعكم الطائفي البغيض , على من تكذب أيّها السلطان ؟ العالم باسره يعرف من هي داعش ومن جاء بها ومن الذي دعمها وموّلها ؟ ومن أين دخلت إلى سوريا والعراق لتزرع الموت والدمار فيهما ؟ ومن الذي يشتري النفط المسروق منها ؟ , داعش أيها السلطان هي ابنتكم غير الشرعية التي ولدت من سفاحكم أنتم وأمريكا وإسرائيل والسعودية وقطر , وداعش هي حقيقتكم التي تخفونها .. أمّا حشدنا الشعبي فهو حقيقتنا التي نباهي بها العالم والأمم , وهو النبأ العظيم .
لم تكن هذه الإساءة الأولى لك أيها السلطان , فقد اسأت قبلها للعراق وشعبه وحشده , وتدّخلت في شؤونه الداخلية , ودفعت بقواتك لاحتلال أرض عراقية ولا زلت تحتلها منتهكا بذلك سيادة بلد مستقل وعضو دائم في الأمم المتحدّة , فالعراق بالنسبة لك أيها السلطان ليس كروسيا لتنحني له , والعبادي ليس كالرئيس بوتين لتقبلّ أقدامه , وحين تمعن بالإساءة لشعب العراق وحشده , فإنّك تعلم جيدا أنّ لا أحد في حكومة العراق سيرّد عليك , وتعلم أنّ لك في العراق عملاء ومرتزقة يؤيدون ويساندون تدخلك السافر في شؤون العراق , ويفرحون لهذا التدّخل السافر .. نعم أيها السلطان المتغطرس العراق لا يملك جيشا بقوة جيشك , لكنّ ابناءه الميامين من القوّات المسلّحة الباسلة والحشد الشعبي الأبطال يحملون عزيمة علي والحسين والعباس , لن ترعبنا تهديداتك ولن ننحني لها , وتيّقن أنّ اليوم الذي تفكر فيه بالاعتداء على العراق والتدّخل في شؤونه الداخلية سواء في تلعفر أو الموصل , سيكون يوما أسودا على جيشك وجنودك أيها السلطان , في الختام أوجه كلامي لحكومتنا العاقلة والوديعة .. إن كان هنالك ثمة رّد على هذا السلطان المتغطرس ( وأنا أشك بذلك ) , فهذا الرّد يجب أن يكون على لسان رئيس الوزراء والقائد العام للقوّات المسلّحة حصرا , فمن المعيب والمخجل أن يأتي الرّد على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية , فإما أن يكون الرّد بنفس المستوى , أو فالصمت أولى وأحفظ للكرامة .
أياد السماوي