من الصيد ببادية العراق إلى الدوحة.. القصة الكاملة لخطف القطريين
دخل القطريون جنوب العراق بطريقة شرعية وبتصريح رسمي من وزارة الداخلية العراقية، وبالتنسيق مع سفارتها في الدوحة، في رحلة صيد، وفي ديسمبر 2015 قام مجهولون باختطافهم، من مخيم صيد في بادية السماوة بمحافظة المثنى، ليبدأ فصل جديد، لأن واقعة الاختطاف كانت ذات طابع مؤثر وإنساني، لأنهم مدنيون، كما أن الاختطاف، يعد انتهاكا لحقوق الإنسان، ومخالفا لأحكام الدين الإسلامي، ويسيء إلى أواصر العلاقات الأخوية بين الأشقاء العرب.
وتكللت الجهود القطرية، بعودة أبناء الوطن الـ (26) اليوم الجمعة، واتسمت إدارة هذه القضية بالحكمة، وبالنفس الطويل، وبعيدا عن أي تأثيرات للإعلام والرأي العام. خاصة أنه تم التداول خلال الأيام الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي بمعلومات عن الإفراج عنهم، الأمر الذي دعا مكتب الاتصال الحكومي للتأكيد على أن الحكومة القطرية “تضع هذا الموضوع أولوية لها، وأنها مستمرة في سعيها لإخراج المختطفين بأمان وبأسرع وقت”. وهو ما تحقق بالفعل وعاد أبناء الوطن بأمان.
بادية السماوة
تشكل بادية السماوة ثلث مساحة العراق، وهي صحراء شاسعة وغالبية مناطقها غير آمنة، وفي 16 ديسمبر2015 ، دخل مسلحون منطقة الحنيفة قرب ناحية بصية، وخطفوا القطريين الذي كان يخيمون بالمكان واقتيدوا باتجاه محافظة ذي قار المجاورة للمثنى.
ووقتها اعتبر وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، اعتبر حادثة الاختطاف “إهانة” للعراق، ومؤكدا أن المساعي مستمرة لإطلاق سراحهم سريعاً. وأيضا، أكد المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة العراقية بذل الحكومة جهودها للعثور على القطريين المختطفين، عادًّا أن اختطافهم أمر يضر بسمعة العراق ويتنافى مع القوانين والأعراف والمواثيق الإنسانية.
حسن نية
بعد يومين من حادثة الاختطاف، تضمنت الدفعة الأولى من المختطفين الذين تم الإفراج عنهم “كويتياً و6 قطريين، وسعوديين اثنين” غادروا عن طريق منفذ العبدلي على الحدود العراقية الكويتية، وهم “الكويتي صالح محمد راشد محمد المري، والقطريون محمد حسين محمد الكبيسي، وحارب حسين محمد الكبيسي، وسعود حسين محمد حارب الكبيسي، وراشد عبيد صالح العذبه المري، وعلي ناصر محمد البريدي المري، وهادي عبدالله محمد البريدي المري، أما السعوديان فهما محمد سعيد بريك الجربوعي المري، وبطيحان سعيد سالم المري”. وفي 6 أبريل 2016 تم الإفراج عن الشيخ فهد بن عيد آل ثاني ومساعده، الأمر الذي عُدَّ بمثابة بادرة حسن نية للتعاون في التعامل مع هذا الملف وتبيان حقيقة أن المختطفين بخير.
جهود قطرية
أسفرت مفاوضات شاقة قام بها وفد قطري رسمي، جرت لأكثر من عام وأربعة شهور عن الإفراج عن المختطفين، وعملت الحكومة القطرية خلال الشهور الماضية لتأمين الإفراج عنهم في مسارين متوازيين: إجراء مفاوضات مع الجهة الخاطفة، وحشد الدعم السياسي والدبلوماسي لملف المختطفين، حيث صدرت بيانات عدة من حكومات عربية وغربية ومن منظمات وهيئات عربية وخليجية وإسلامية ودولية وأممية وعراقية، تدين الاختطاف، وتطالب الحكومة العراقية بإجراءات كفيلة بضمان سلامة المختطفين، وإطلاق سراحهم في أسرع وقت ممكن.
المصدر :صحيفة الشرق القطرية