حروب منسية: إبادة مئات الآلاف بحقنٍ طبية قاتلة
شهد القرن العشرون أبشع المجازر التي عرفتها البشرية. قتل الملايين في الحروب والصراعات المحلية والدولية من العالم العربي، إلى ألمانيا النازية وصولاً إلى الشرق الأقصى في فييتنام والصين، ثم أفريقيا التي قتل فيها مئات الآلاف.
يخبرنا التاريخ عن المجازر وحروب الإبادة وجرائم الاغتصاب والتجويع والتعذيب التي أودت بحياة هؤلاء. لكنّ جانباً آخر من الإبادة لا يعطيه التاريخ حقه، جانباً أودى هو الآخر بحياة مئات الآلاف حول العالم. إنه جانب مظلم، وهو الحقن الطبية التي كان يُحقن بها الضحايا فتودي بحياتهم تلقائياً أو برزع أمراض قاتلة فيهم تؤدي إلى تعذيبهم ثمّ وفاتهم.
حقن الموت الرحيم النازية
بين 70 ألفا و80 ألف مريض جسدي وعقلي، قتلوا بحقن الموت الرحيم النازية بين كانون الثاني 1940 وآب 1941. قسم كبير من هؤلاء كانوا من الأطفال الذين يعانون من احتياجات خاصة أو من متلازمة داون.
بدأت القضية عام 1939 حين صدر تعميم رسمي في ألمانيا النازية يطلب من كل الأطباء تقديم تقرير عند ولادة كل طفل يعاني من مشاكل صحية عند ولادته. عام 1940 بدأت عملية الإبادة من خلال استقبال أطفال وراشدين يعانون من مشاكل صحية وتأخر في نموهم العقلي، لا لتتمّ معالجتهم بل لحقنهم بحقن الموت التي تقتلهم. وعرفت هذه العملية باسم Aktion 4.
الوحدة 731 اليابانية
خلال الحرب الصينية الثانية والحرب العالمية الثانية قتل الجيش الياباني حوالي 10 آلاف من أسرى الحرب الصينيين والكوريين والمنغوليين والسوفييت من خلال… حقن الأمراض القاتلة في أجسادهم، ثمّ تشريح جثثهم وهم أحياء، للوصول إلى نتائج دقيقة لاختباراتهم الطبية. حصل كل ذلك تحت إشراف الطبيب الجنرال إيشي شيرو، والذي كان يطمح من خلال وحدته إلى تحويل اليابان إلى القوة الأعظم في التاريخ، من خلال التطور الطبي والكيميائي والبيولوجي.
اختبارات توسيكجي الأميركية
طيلة أربعين عاماً (1932 ــ 1972) أجرى مركز توسكيجي الطبي في ألاباما الأميركية دراسات على 300 أميركي من ذوي البشرات السوداء مصابين بمرض السيفيليس. المركز لم يخبر المرضى الفقراء باختباراته ولم يخبرهم أصلا بالمرض الذي يعانون منه، بل قام بإجراء اختباراته موهماً إياهم أنهم يعانون من مرض بسيط. والأسوأ أن الاختبار تضمّن حقن المرضى بجرعات إضافية من المرض لمعرفة قدرة الفيروس على التضخم في الجسد. حوالي 220 شخصا من الذين خضغوا للاختبار ماتوا، أما الباقون فعاشوا في ظروف مزرية. ورغم أن التجارب لم تحصل خلال حرب، إلا أنها اعتبرت بمثابة جريمة حرب، بما أن ذوي البشرة البيضاء استغلوا السود الفقراء في تجاربهم.
المصدر: العربي الجديد