تحقيق صحفي يكشف توريد الأسلحة البلغارية الى جبهة النصرة عبر دولة خليجية !!
اجرت جريدة “ترود” البلغارية تحقيقيا صحفيا يكشف عن وقائع تؤكد أن المسلحين الإسلاميين المقاتلين في سوريا يحصلون باستمرار على أسلحة من بلغاريا عبر إحدى الدول الخليجية.
وذكر صحفيو الجريدة أن هناك رحلات بحرية دورية تنفذها سفينة “ماريان دانيكا”، وهي محملة بالأسلحة البلغارية الصنع، من ميناء بورغاس شرق بلغاريا إلى دولة في الشرق الأوسط، مرتين في كل شهر. وقد وصلت هذه السفينة، حاملة علم الدنمارك، إلى ميناء في المنطقة 06/04/2017، وذلك بعد أن تركت بورغاس في يوم 28/03/2017 محملة بأطنان من الأسلحة البلغارية، الأمر الذي أكدته، حسب الجريدة، معطيات الرصد من الأقمار الاصطناعية المنشورة بشكل دائم في موقع marinetraffic.com.
وكانت هذه السفينة قد نقلت رسميا شحنات خطيرة ذات علامة (Hazard A (Major، التي تمنح، وفقا للتصنيف الدولي للشحنات، للسفن المحملة بالمتفجرات والأسلحة.
وتم تفريغ هذه الشحنات الخطيرة من متن السفينة المذكورة بعد مرور 8 ساعات من وصولها إلى النقطة المحددة في دولة خليجية، لتعود إثر ذلك إلى ميناء بورغاس البلغاري.
وأشار التقرير في هذا السياق إلى أن الأسلحة البلغارية غير ملائمة تماما لقوات تلك الدولة التي لا تربطها علاقات دبلوماسية مع سوريا وتستخدم فقط المعدات العسكرية المصنوعة في الدول الغربية.
وجاء هذا الكشف بعد أن عثر صحفيو “ترود”، في ديسمبر/كانون الأول من العام 2016، على كميات ضخمة من الأسلحة البلغارية، التي تم إنتاجها في مصنع “ف إم ز – سوبوت” وسط البلاد، في 9 مستودعات لتنظيم “جبهة النصرة” الإسلامي المرتبط بـ”القاعدة” والمصنف إرهابيا من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، والتي تركت في شرق مدينة حلب بعد خروج المسلحين من هناك.
وعلى الرغم من أن هناك حظرا رسميا على توريد الأسلحة إلى سوريا بسبب الحرب الأهلية المستمرة في البلاد، إلا أن فريق الجريدة عثر، حسب قوله، على مليوني ذخيرة قتالية و4 آلاف صاروخ من طراز “غراد”، كانت قد وصلت إلى أيدي المسلحين الجهاديين في حلب.
وشددت الجريدة على أن الصناديق المحتوية على هذه الأسلحة كانت عليها كتابات باللغة البلغارية والانكليزية، تشير إلى أن هذه الذخائر، ومن بينها صواريخ “غراد” المذكورة من العيار 122 ميليمترا ذات مدى العمل الذي يصل إلى عدة كيلومترات، والتي تعتبر الأكثر فتكا بالنسبة للسكان المديين خلال سقوطها على المباني السكنية، تم نقلها من بلغاريا.
وبالإضافة إلى ذلك، استخدم مسلحو “النصرة”، حسب ما كشفه تحقيق “ترود”، قذائف المدفعية من العيار 73 ميلمترا والقذائف المضادة للدبابات من العيار 40 ميلمترا التي يتم إطلاقها من المنظومات المحمولة.
وفتحت النيابة البلغارية آنذاك تحقيقا في هذه القضية، فيما تابع صحفيو “ترود” العثور على آثار جديدة لعمليات نقل الأسلحة من بورغاس إلى الشرق الأوسط.
وكشف تحقيق الجريدة أن سفينة “ماريان دانيكا” قامت برحلتين على الأقل من بورغاس إلى الخليج في الآونة الأخيرة، ونفذت الأولى منهما في الفترة بين يومي 07/03/2017 و17/03/2017، وذلك من دون اي توقفها في طريقها .
وطلبت إدارة تحرير الجريدة مصنع “ف إم ز – سوبوت”، الذي أنتج الأسلحة المذكورة أعلاه، التعليق على هذه القضية.
وأكد أحد قياديي تنظيم “الجيش السوري الحر”، ملك الكردي، في حديث خاص للجريدة أن الدولة الخليجية، وبالتعاون مع استخبارات 15 دولة أخرى، تقوم بتصدير الأسلحة للجهاديين في سوريا بذريعة مساعدة “المعارضة المعتدلة”.
وعلم فريق “ترود” أن مصنع “ف إم ز – سوبوت” أبرم صفقات خاصة بتوريد الأسلحة البلغارية مع شركتين أمريكيتين، وهما “Chemring” و”Orbital ATK”، اللتان تنفذان طلبيات الحكومة الأمريكية في مجال نقل الأسلحة “غير التقليدية” (أي مصنوعة خارج الولايات المتحدة) لتلبية احتياجات الولايات المتحدة وحلفائها.
ورفضت إدارتا كلا الشركتين أن تكشفا لصحفيي الجريدة هوية هؤلاء الحلفاء، قائلة إن هذه المعلومات سرية.
كما رفضت شركة “H.Folmer & Co”، التي تملك سفينة “ماريان دانيكا”، التعليق على التحقيق.
المصدر: صحيفة ترود + topwar
رفعت سليمان