ناشيونال إنتريست : ترامب يقود سياسة ” شاذة ” بالشرق الأوسط
اعتبرت صحيفة ذا ناشيونال إنتريست الأمريكية أن سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالشرق الأوسط تمتاز بالشذوذ؛ فهو من جانب كان يتحدث عن معارضته التدخل بسوريا ثم تدخل.
وأضافت أنه عندما يتعلق الأمر بإسرائيل تعهد باتباع سياسة محايدة، وبعد أن دخل البيت الأبيض احتضن تل أبيب قبل أن يحاول لاحقاً الابتعاد عنها، ثم تساءلت الصحيفة: فأين يمكن أن يكون الرئيس ترامب بالنسبة للشرق الأوسط وأزماته؟
وتابعت: “يقول فيليب جوردون، زميل مجلس العلاقات الخارجية خلال ندوة حوارية، إنه إذا كنت ترغب في العثور على وجهة نظر متماسكة حول سياسة ترامب في الشرق الأوسط فإنك لن تتمكن من ذلك، ربما يمكن القول إنه ما زال إلى حد ما على الوتيرة نفسها فيما يتعلق بإيران وتدمير تنظيم داعش، ولكن يبقى من غير الواضح بالنسبة لإيران مثلاً ماذا يمكن أن يفعل”
بل حتى مع داعش وإيران، بحسب “ذا ناشيونال إنتريست”، فإن جوردون يرصد تناقضات جوهرية، بقوله: “من الصعب أن تتحدث عن هزيمة داعش وأن تحد من نفوذ إيران من دون تضحيات، خاصة أن إيران باتت اليوم متجذرة الوجود في عدة مناطق بالشرق الأوسط، كما أنه من الصعب القول إنك تريد هزيمة إيران وداعش. هزيمة أي منهما ستقوي الطرف الآخر، لكن يمكن القول إنك تستطيع هزيمة داعش، وأن تعمل على احتواء إيران، لكن حتى هذا الهدف بحاجة إلى وجود قوي في الشرق الأوسط”.
ويرى جوردون أن “سياسة ترامب، وإن كان يقال عنها إنها تختلف اختلافاً كبيراً عن سياسة سابقه، إلا أنها في واقع الحال لا تختلف كثيراً، رغم أن ترامب يؤكد دائماً أنه سيتصرف بطريقة مختلفة عن الرئيس السابق باراك أوباما، صحيح أنه وخلال الثلاثة أشهر الماضية بدت هناك لهجة تصريحات مختلفة إلا أنه فعلياً ليس هناك تغيير حقيقي”.
وأضاف: “حتى إسرائيل التي بدا أنها ستحصل على ما تريد من إدارة ترامب، فإنها أعلنت أكثر من مرة عدم قدرتها على التنبؤ بما يريد أن يفعله الرئيس الأمريكي، فحتى الآن من غير الواضح أن ترامب سيعطي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لفعل ما يريد”.
من جهته، رأى مايكل سينغ المدير الإداري لمعهد واشنطن، أن “إدارة ترامب وليس دونالد ترامب، من سيضع سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، الرئيس أكثر اهتماماً بالقضايا المحلية”.
وتابع: “عندما يتحدث الناس عن سياسة ترامب في الشرق الأوسط، فإنهم يعتقدون أنها سياسة شاذة، وأتوقع أنها يمكن أن تزداد سوءاً، خاصة أن الأوضاع في الشرق الأوسط يمكن أن تتعثر أكثر. الربيع العربي لم يكن هو العلاج لمشكلات الشرق الأوسط كما كان يؤمل منه، والسبب أنه أضعف هويات الدولة، هناك هويات أخرى أقوى من الهوية الوطنية”.
وأشار سينغ إلى “وجود فجوة داخل إدارة ترامب حول كيفية التعامل مع القضايا الدولية، ولكن المؤكد أن ترامب سينحاز للشرق الأوسط وقضاياه على قضايا دولية أخرى”.
تقرير مترجم
LH