من حائط برلين الى جدار المكسيك .. حواجز حول العالم قسّمت البلدان والثقافات
بنيت عبر العالم حواجز وجدران للحد من الهجرة غير الشرعية ومراقبة الحدود ومنع تهريب الأسلحة وغيرها من الأسباب، لكنها أيضا تقسم الثقافات وتفصل بين المجتمعات. بعد 25 عاما على سقوط جدار برلين، تم بناء العشرات من الجدران نصفها شيّد بعد العام 2010، ولا يزال الكثير منها يقام اليوم في أماكن مختلفة.
عرف العالم بناء جدران الفصل للمرة الأولى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية العام 1945 حين عكف الحلفاء على بناء “جدار برلين” الذي يفصل بين ألمانيا الاتحادية وألمانيا الشرقية وتم إنجازه في عام 1961. واليوم بعد أكثر من ربع قرن على هدم هذا الجدار في العام 1989، يشهد العالم تشييد جدران وحواجز أخرى أقيمت لأسباب مختلفة.
تقوم السلطات الإسرائيلية ببناء جدار للفصل بين أراضي الضفة الغربية وإسرائيل، وهو أكثر الجدران “رمزية” في العالم حاليا. يبلغ طول هذا الجدار أكثر من 700 كلم بارتفاع 8.5 متر. وفي حين تقول إسرائيل إن هذا “الحاجز الأمني” يهدف إلى حماية أمن الإسرائيليين، يرى فيه الجانب الفلسطيني جدارا “للفصل العنصري” بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
من الحواجز التي يعرفها العالم أيضا الجدار العازل بين شطري إقليم كشمير، والجدار الباكستاني الإيراني، والأوزبكي الأفغاني. وفي قبرص بنيت جدران لتفادي الصراعات المسلحة.
وإن كانت هذه الجدران تهدف أحيانا للحد من تهريب الأسلحة والمخدرات ودخول المتسللين المتشددين، فهي تقسم أيضا الأحياء والمدن والثقافات. في كثير من الأحيان تبنى هذه الحواجز عنوة ضد رغبة السكان، يقول غول محمد واي المحلل السياسي “الدول لا تهتم بالثقافات وليست على بينة منها أو من التاريخ والعادات والحياة اليومية للشعوب التي تعيش في تلك المناطق. هذه الجدران تعكس فقط الألم والانقسام.”
وأحدث تلك الجدران هو الجدار المثير للجدل الذي ينوي الرئيس الأمريكي بناءه على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك. وكان بناء هذا الجدار وتمويله من أهم الوعود الانتخابية لترامب، إلا أنه لا يزال يواجه صعوبات في الحصول على موافقة من الكونغرس للبدء في البناء.
وتشير التقديرات المسحية إلى أن الجدران العازلة حول العالم مجتمعة يبلغ طولها نحو 40 ألف كلم أي ما يعادل محيط الكرة الأرضية.
وفي الوقت الذي تزداد فيه الحواجز في عالمنا، أعلن الجمعة عن افتتاح خط “ترامواي” جديد يربط مدينتي ستراسبورغ الفرنسية وكيهل الألمانية وذلك بعد 72 عاما من انتهاء الحرب العالمية الثانية. في هذه المناسبة قال عمدة مدينة ستراسبورغ بونالد رايز “إن افتتاح هذا الخط يمثل بالنسبة لي رمزية كبيرة، ففي الوقت التي يرغب فيه البعض في تشييد الجدران، نحن نبني مع الألمان جسرا للتواصل”.