هل يتحمل أنشيلوتي كامل المسؤولية عن إخفاقات بايرن الأخيرة؟
بعد الإخفاقات الأخيرة لفريق بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا وفي كأس ألمانيا، بات البعض يشكك في قدرة المدرب كارلو أنشيلوتي ويُحمله مسؤولية النتائج السلبية الأخيرة. غير أن إدارة البافاري لديها رأي آخر في أنشيلوتي.
بعد إقصاء بايرن ميونيخ من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا وخروجه من نصف نهائي كأس ألمانيا على يد غريمه التقليدي دورتموند، بدأت الأنظار تتجه إلى المدرب كارلو أنشيلوتي وتوضع حوله الكثير من علامات الاستفهام خاصة بشأن الإضافة التي قدمها لبايرن ميونيخ وهل هو الرجل المناسب للمرحلة الحالية؟
وإذا كان المحللون الرياضيون لا يزالون يناقشون القيمة المضافة التي قدمها أنشيلوتي لبايرن ميونيخ أو تلك التي يمكنه تقديمها مستقبلا، فإن إدارة البافاري قد قطعت الشك باليقين وأعلنت أنها لا تزال ترى في أنشيلوتي المدرب الأصلح لبايرن ميونيخ على الأقل خلال فترة عقده الممتدة حتى 2019.
ففي حوار مع صحيفة بيلد الألمانية قال رئيس مجلس إدارة فريق بايرن ميونيخ كارل هاينز رومينيجه: “كارلو مدرب جيد جدا وله خبرة كبيرة. مدة عقده معروفة وهذا الأمر غير قابل للنقاش”. وأضاف رومينيغه “لا ينبغي لنا أن ننسى أنه قبل أسبوعين فقط كنا في القمة. وبعدها وقعت أشياء لا يمكن التحكم فيها مثل الإصابات والقرارات التحكيمية وفي بعض الأحيان غياب الحظ”.
تصريحات كهذه ربما المغزى منها تخفيف الضغط على اللاعبين والمدرب ومساعدتهم على التركيز أكثر فيما تبقى من مباريات الدوري الألماني الذي دخل مراحلة الحاسمة. أما لسان حال اللاعبين والطاقم الإداري للفريق البافاري فيقول عكس ذلك، حيث ظهرت خيبة كبيرة على الفريق بعد الخروج من ربع نهائي دوري الأبطال والفشل في بلوغ نهائي كأس ألمانيا.
فكما لا يخفى على أحد، وإن لم يُصرح بذلك بشكل علني، فإن التعاقد مع مدرب من قيمة كارلو أنشيلوتي، الذي فاز ثلاث مرات بدوري أبطال أوروبا، كان الهدف منه بالدرجة الأولى هو التتويج باللقب الأوروبي الأغلى الذي لم يفز بايرن به منذ 2013، كما أن مجموعة من اللاعبين المخضرمين وفي مقدمتهم فيلب لام وتشابي ألونسو كانوا يأملون في إنهاء مشوارهم الكروي بلقب دوري الأبطال، لذلك فقد شعروا بخيبة كبيرة بعد عدم تمكنهم من تحقيق ذلك، وزادت الأمور تعقيدا بالنسبة لهم بعد تضييع فرصة إحراز كأس ألمانيا بعد الخروج من مباراة نصف النهائي أمام دورتموند.
أنشيلوتي وغياب دعم المواهب الشابة
يحمل البعض المدرب أنشيلوتي جزء من المسؤولية في التعثر الأخير الذي شهده الفريق البافاري، فالمدرب الإيطالي لا يُقدم على إحداث تغيرات في الفريق بعد الخسارة، بل يظل يعتمد على نفس العناصر في جل المباريات حتى وإن لم تظهر أداء قويا. كما يعاب على أنشيلوتي أيضا عدم تأثيره في اللاعبين من دكة البدلاء، فبدل التحفيز وتوجيه التعليمات تلو الأخرى للاعبين، كما كان يفعل سلفه غوارديولا، يظل أنشيلوتي في معظم الأحيان هادئا يتابع المباراة.
نقطة أخرى سجلها المتتبعون على أنشيلوتي هي عدم إعطاء الفرصة الكافية للعناصر الشابة في فريق بايرن ميونيخ، على غرار كيميش وريناتو سانشيز وكوستا وكومان. فالبرغم من تألق اللاعب كيميش مع المنتخب الألماني وتحوله للاعب أساسي في المانشافت، فإنه، بخلاف ذلك، لا يحظى بثقة كبيرة من أنشيلوتي الذي يجعله في جل المباريات ملازما لدكة البدلاء. وظهر تأثير ذلك جليا على اللاعب الذي لم يعد يقدم الإضافة المرجوة منه خلال إقحامه لدقائق معدودة في بعض المباريات.
ويرى البعض أن قوة أنشيلوتي تكمن في القدرة على التعامل مع النجوم الكبار وإعطائهم الحرية في اللعب، أما فيما يتعلق بتوجيه اللاعبين الصاعدين وصقل مواهبهم والاعتماد عليهم فهذه ليست من نقاط قوته حسب بعض المحللين. لكن ومع اعتزال لام وألونسو نهاية الموسم وتقدم ريبيري وروبن في السن، سيضطر فريق بايرن ميونيخ إلى الاعتماد على لاعبين شباب مثل كيميش وريناتو سانشيز وكومان ودوغلاس كوستا.
قد تلجأ إدارة بايرن إلى التعاقد مع نجوم كبار من أندية أخرى، لكن قد لا يتعدى الأمر لاعبين أو ثلاثة، فجوابا على سؤال لصحيفة بيلد حول استعداد بايرن لدفع مائة مليون يورو أو أكثر لتعزيز الفريق، أجاب رومينيغه “سنفعل ما هو ضروري لكننا لن نقوم بأشياء مجنونة”.
المصدر:DW