ما الذي يحدث لجسم الإنسان أثناء الطيران؟
نشرت صحيفة “فيلت” الألمانية، تقريرا استعرضت من خلاله التغييرات التي تطرأ على جسم الإنسان أثناء سفره على متن الطائرة، حيث يشعر بعض الأشخاص بالضغط على مستوى الأذنين، في حين يحس البعض الآخر بثقل على مستوى الساقين.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن دراسة أثبتت أن حوالي ستة بالمئة من الأشخاص تساورهم العديد من المخاوف بشأن تجربة ركوب الطائرة، “ويعزى ذلك إلى الشعور بالرعب من أن تسقط الطائرة، أو القلق المصاحب للسفر”.
وأكدت أن أول ما يصيب الإنسان أثناء السفر بالطائرة؛ هو تغلغل الخوف إلى كيانه خشية سقوط الطائرة، ناقلة عن الأخصائية الأمريكية في علم الاجتماع، فيرونيكا أسيفيدو، قولها في مجلة “ميل ماغازين” إنه “لا يوجد تفسير واضح لهذا الشعور، فقد يعود إلى صدمة نفسية، وقد لا يكون ركوب الطائرة السبب وراء ذلك في المقام الأول، بل قد يكون مجرد عامل ثانوي”.
وأردفت أسيفيدو أنه “في حال كنت تشعر بالخوف من سقوط الطائرة؛ فقد يتكرر ذلك الإحساس في كل مرة تسافر فيها بشكل لا إرادي. ومن المرجح أن تواتر أخبار حوادث سقوط الطائرات، فضلا عن الإرهاب؛ من الأسباب التي تقف وراء هذه المشاعر السلبية”.
وأضافت الصحيفة أن أول أعضاء الجسم التي تتأثر بالطيران؛ الرأس، فقد ينتاب المسافر صداع شديد نتيجة اختلاف درجات ضغط الهواء داخل الطائرة، “وفي هذا الإطار؛ أفاد موقع “أريو تيليغراف” المختص في الطيران، أن ضغط الهواء داخل الطائرة يحافظ على استقراره مهما كان ارتفاعها”.
وبينت “فيلت” أن المسافرين معرضون للإصابة بآلام الأذن على متن الطائرة، وذلك ناجم بالأساس عن الاختلاف في درجات الضغط، بغض النظر عن ارتفاع الطائرة، وقد يكون الأمر أسوأ بكثير بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من نزلة برد، “وفي بعض الحالات؛ يتسبب انخفاض الضغط الجوي داخل الطائرة في إصابة المسافرين بألم مبرح على مستوى الأذن الوسطى، نظرا لتورم القناة السمعية على خلفية اختلال الضغط”.
“وتنصح شركة لوفتهانزا الألمانية المسافرين الذين يعانون من أعراض نزلة البرد، بالاعتماد على مناورة فالسالفا، التي تقضي بمحاولة الزفير إثر إغلاق المجرى التنفسي عن طريق إغلاق الفم، والضغط على الأنف. علاوة على ذلك؛ من الضروري استخدام قطرات الأنف قبل نصف ساعة من هبوط الطائرة، أو مضغ العلكة”.
وأفادت الصحيفة أن ركوب الطائرة قد يكون له مخلفات جانبية على كل من العينين والأنف والفم، “وفي هذا السياق؛ حذرت شركة الطيران (كوندور) من مضاعفات نقص المياه في الجسم، ومدى تأثير ذلك على الأنف والفم والعينين، وخاصة بالنسبة للمسافرين الذين يرتدون عدسات لاصقة. ففي معظم الحالات؛ يؤدي فقدان الرطوبة والهواء الجاف الصادر من مكيفات الهواء، إلى الشعور بأوجاع على مستوى هذه الأعضاء”.وتابعت: “فضلا عن ذلك؛ فقد أفاد باحثون في معهد فراونهوفر، أن انخفاض ضغط الهواء من شأنه أن يؤثر على حاسة الذوق”.
وأوردت الصحيفة أن ركوب الطائرة له مضاعفات سلبية على عمل القلب. ونقلت عن الطبيب دييغو غارسيا قوله إن “نقص الأكسجين داخل الطائرة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام دقات القلب”.
وأكدت أن السفر على متن الطائرة من شأنه أن يؤثر على البطن، حيث قد يساهم انخفاض ضغط الهواء على متن الطائرة في توسع البطن. “وفي هذا الإطار؛ ينصح بعدم شرب الكوكا كولا قبل الصعود على متن الطائرة”.
وأشارت إلى أن الجلوس على مقعد الطائرة لساعات طويلة؛ قد ينتج عنه الإصابة بتجلط الدم على مستوى الساقين. ونقلت المدير الطبي بمركز برلين للسفر والطب الاستوائي، الأستاذ توماس جيلينيك: “ينبغي على المسافرين الذين يعانون من تجلط الدم استشارة طبيبهم المباشر قبل السفر، أو ارتداء جوارب ضاغطة”.
وذكرت الصحيفة أن جهاز المناعة ليس بمنأى عن التعرض لبعض المشاكل عند السفر على متن الطائرة. وفي هذا الصدد؛ قال طبيب العائلة هانس مايكل مولنفيلد، إن “الرحلات الجوية الطويلة تضعف جهاز المناعة، حيث يتسبب الهواء الجاف داخل الطائرة في تنامي الشعور بالتعب. وتبعا لذلك؛ تفرز الغدة الكظرية نسبة كبيرة من هرمون القلق، مما يؤثر على جهاز المناعة”.
وفي الختام؛ أوضحت الصحيفة أن انخفاض درجة الحرارة في الطائرة قد ينعكس سلبا على جهاز المناعة. وفي هذا الصدد؛ قال مولينفيلد بأن “الحل يكمن في ارتداء كمامة أو جوارب سميكة”.