الرئيس الإيراني روحاني يقول لمنافسيه المحافظين: عهد “عنفكم وتطرفكم” انتهى
هاجم الرئيس الإيراني، حسن روحاني، منافسيه من مرشحي التيار المحافظ في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة، قائلا إن عهد “عنفكم وتطرفكم” قد انتهى.
وأضاف، متحدثا أمام حشد تجمع ملعب في مدينة همدان غربي إيران، إن “شعب إيران سيعلن مرة أخرى أنه لن يعترف بأولئك الذين كانوا يدعون إلى الإعدامات والسجن طوال الـ 38 عاما الأخيرة” في إشارة إلى السنوات التي أعقبت الثورة الإيرانية في عام 1979.
وأكمل “لقد دخلنا هذه الانتخابات لنقول لأولئك الذين يمارسون العنف والتطرف إن عهدكم قد انتهى”.
وعلى الرغم من أن روحاني لم يذكر بالاسم منافسه الذي يحظى بدعم التيار المحافظ المتشدد، إبراهيم رئيسي، إلا أن كثيرا من المحللين أشار إلى أنه كان يلمح اليه، إذ كان رئيسي يشغل نائب النائب العام، فضلا عن عضوية لجنة من القضاة عرفت باسم “لجنة الموت” لإصدراها احكام إعدام جماعية على معارضين في الثمانينيات.
ويخوض روحاني معركة انتخابية شرسة من أجل إعادة انتخابه لدورة جديدة في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 19 مايو/أيار، إذ يهاجم خصومه من التيار المحافظ المتشدد في حملاتهم ما يصفونه بفشله في إنعاش الاقتصاد الإيراني الراكد.
“متهربون من الضرائب”
وفي خطاب آخر الأحد في مدينة ارومية، حض روحاني على استخلاص الضرائب من أولئك الأشخاص الذين يعملون في مؤسسات لا تدفع ضرائب.
ويعتقد الكثيرون أن روحاني كان يلمح إلى منافسه رئيسي، الذي كان مديرا لواحدة من أغنى وأهم المؤسسات الدينية في إيران، وهي مؤسسة آستان قدس رضوی، وكلف بمسؤولية الاشراف على مرقد الإمام الرضا في مشهد، وتعد مؤسسته معفية من الضرائب.
ويقول محللون إن فوز روحاني المفاجئ في انتخابات عام 2013 يعود إلى الوعود التي اطلقها بتحسين واقع الحريات المدنية، وقد حرص روحاني أن يجعل هذه القضية في قلب حملته الانتخابية هذا العام.
وخاطب روحاني خصومه بالقول “منطقكم هو المنع ولا شيء سواه، أما شبابنا فقد اختار طريق الحرية”.
“فصل الجنسين”
وشدد روحاني في هجومه على خصومه على أنهم يسعون إلى الفصل بين الرجال والنساء حتى في الشوارع العامة، بإنشاء ممرات خاصة للنساء.
وأضاف “أنتم لا تعرفونهم. أنا أعرفهم. إنهم يريدون إنشاء أرصفة تعزل الجنسين، بالطريقة ذاتها التي أصدروا فيها أوامر بعزل الجنسين في أماكن عملهم”.
وفهمت إشارة روحاني تلك على أنها موجهة إلى أحد منافسيه الرئيسين، عمدة طهران محمد باقر قاليباف، الذي أفادت تقارير بأنه حاول تطبيق فصل الجنسين في دوائر مجلس المدينة.
ورد خصوم روحاني على مزاعمه تلك، إذ كتب الرضا زكاني، احد الشخصيات المحافظة البارزة، تغريدة على تويتر قائلا إنه “اتهام سخيف ومتكرر ولن يخدع أحدا”.
وأضاف زكاني “بالمقابل، الجدار الاقتصادي بين حكومة كانزي الأموال وصحون الشعب الفارغة بات أمرا مدركا تماما”.
وقد نجحت حكومة روحاني في ترويض التضخم المستشري في البلاد، لكنها فشلت في اطلاق انتعاش اقتصادي واسع، على الرغم من انتهاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد بعد الاتفاق مع القوى الكبرى بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ومن المقرر ان يلقي روحاني خطابا آخر في تجمع نسوي كبير الثلاثاء .
وهاجم روحاني أيضا استمرار اعتقال السياسيين الإصلاحيين، من أمثال مير حسين موسوي، الذي يقبع تحت الإقامة الجبرية في منزله منذ عام 2011 لدوره في الاحتجاجات التي اعقبت نتائج الانتخابات الإيرانية قبل سنتين من هذا التاريخ.
وتساءل “لماذا تحتجزون شخصياتنا العزيزة في بيوتهم، وهم ممن كانوا في خدمة الأمة … ومن أظهروا صورة إيران الحقيقية للعالم، بأي قانون”تحتجزونهم؟
وأضاف مخاطبا حشد مؤيديه “ستتوجهون إلى صناديق الاقتراع في 19 مايو/أيار لإعادة رجالنا الشرفاء إلى المجتمع”، وكان روحاني قد اطلق وعدا مشابها في انتخابات عام 2013 لكن لم يتغير شيء في الواقع بشأن أوضاع الإصلاحيين المحتجزين.
المصدر:BBC عربي