مآسي انتحار نساء مبدعات .. من مونرو الى وولف
كانت مارلين مونرو في بعض الأحيان تمسك بالورقة والقلم لتخط أفكارها وعواطفها، ومن وقت لآخر كانت تحتفظ بهم، رغم أن تلك “المدونات” لم تكن تشتمل بالضرورة على علاقتها بالرئيس الراحل جون كينيدي.
وحتى لو سلمنا جدلا بأن هذه المدونات موجودة، والتي لم يتم العثور عليها حتى الآن، فإنها تعكس تجاربها كممثلة وعارضة أزياء وطفلة وحيدة، وعلاوة على ذلك كانت ترسم لوحات رغم أنها لم تلفت الأنظار بالمعنى الفني، لكنها كانت رقيقة تلامس القلب.
فثمة العديد من التشابهات بين مارلين، وكتاباتها وفنها وطفولتها، وتلك التي لأديبات شهيرات انتحرن في القرن العشرين، والبعض منهن كن جميلات وفاتنات، والكثير منهن لم يعرفن بهوياتهن الحقيقية، ذلك أن بدايات القرن العشرين إلى منتصفه شهدت تحاملا وتحيزا ضد النساء في العديد من النواحي.
ربما كان سيزعج مونرو لو كانت على قيد الحياة إن نحن أجرينا مقارنة بينها وبين فيرجينيا وولف الكاتبة والروائية الإنجليزية 1882-1941 لأن من لعبت دورها في السينما عدوتها إليزابيث تايلور.
كانت فيرجينيا وولف امرأة جميلة، لكنها عانت من حياة معذبة تماما شأن مونرو، فقد اعتدى عليها ابن عمها جسديا لـ8 سنوات، وعندما حاولت أن تفشي الأمر لأحد أقاربها لم يصدقها، إذ لم تكن تلك الأمور تناقش في الحقبة الفكتورية على نحو الملأ، فكتبت وولف العديد من الروايات وقصائد عن تجاربها بوصفها امرأة ومرت موهبتها إلى حين، دون أن يتم الاعتراف بها.
وسعت وولف شأن مارلين وبيأس شديد الانتساب إلى الجامعة، لكن هذا الأمر كان رهنا بموافقة الآباء والأشقاء، وأيضا لم تتح لها هذه الفرصة، كما أنها رغبت في مزاولة التمثيل.
أما الشاعرة الأميركية آن سيكستون 1928- 1974 فقد اشتهرت بأشعارها الذاتية رفيعة المستوى، والتي تضمنت اعترافات شخصية. ونالت سيكستون جائزة البوليتزر للشعر عام 1967 على كتابها Live or Die تجسدت موضوعات أشعارها عانت من الاكتئاب والهوس والميول الانتحارية لفترات طويلة، وكانت ممسوسة بالموت، لا سيما بعد موت والدها بعد 3 أشهر من وفاة أمها.
وبعد انهيار عصبي أصيبت به عام 1955 التقت الدكتور مارتن أورن، الذي أصبح يعالجها لفترة طويلة في مشفى غلينسايد.
كانت مخاوفها الكبيرة بشأن دروس التمثيل تردد صداها شأن مارلين مونرو، حتى أنها طلبت من إحدى صديقاتها أن تجري المكالمة الهاتفية الأولى من أجل تلك الدروس، رغم نجاحاتها في الشعر والجوائز العديدة التي حصدتها.
ولدى عودتها إلى منزلها بعد أن تناولت طعام الغداء مع صديقة لها في الرابع من أكتوبر من عام 1974 تنقحان مخطوطة واحدة من مجموعاتها الشعرية التي كانت قد أعدتها للنشر في عام شهر مارس من عام 1975 ارتدت معطف والدتها الفرو القديم وخلعت كل خواتمها وأساورها وسكبت لنفسها كأسا من الكحول وحبست نفسها في مرآب السيارات وشغلت محرك سيارتها لتنتحر بأول أوكسيد الكربون.