نص كلمة معصوم التي لم يلقيها في قمة الرياض
نشر موقع رئاسة الجمهورية العراقية نص كلمة فؤاد معصوم إلى القمة العربية الإسلامية الأميركية والتي لم يلقيها امام المجتمعين .
في ما يلي نص كلمة سيادة رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم إلى القمة العربية الإسلامية الأميركية التي عقدت أمس الأحد 21/5/2017، في العاصمة السعودية الرياض:
بسم الله الرحمن الرحيم
خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية،
فخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية والإسلامية،
الحضــور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
من دواعي سروري أن أبدأ بتقديم وافر الشكر لأخي خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولحكومة وشعب المملكة العربية السعودية الشقيقة لحسن الاستقبال وللجهد الكبير في تنظيم أعمال القمة العربية الإسلامية الأمريكية هذه.
ولعل مما يدعو إلى السعادة أننا نحيا الآن في العراق المرحلة الأخيرة من معركة تحرير الموصل من عصابات داعش، والتي نأمل أن تتكلل قريبا بتمكن شعبنا من تطهير كامل أراضيه من رجسها، بفضل من الله وقوة إرادة العراقيين ووحدتهم الوطنية والدعم العسكري من التحالف الدولي ومساندة الدول الصديقة والمجتمع الدولي عامة.
لقد قدم شعبنا تضحيات جسيمة في الحرب على الإرهاب نيابة عن العالم، وهو فخور بذلك. بيد انه شعبٌ تواقٌ إلى السلام والعدل وصانع للحضارة بطبيعته كما يشهد على ذلك تاريخه كله. كما انه يدرك بان السلام لا يتحقق من دون دحر الإرهاب والتطرف ومن دون تنمية عوامل الاستقرار والسلم الأهلي داخل البلد وكل المنطقة والعالم. ومن هنا تطلعنا إلى عالم خال من الإرهاب، الأمر الذي يتطلب تعاونا استراتيجيا لملاحقة فلول داعش حتى بعد دحره عسكريا، بهدف تجفيف منابعه الفكرية والمالية وتدمير شبكاته الخفية أينما وجدت. لأن خطر تكرار ولادة منظمات إرهابية مثل “داعش” وقبلها “القاعدة”، لن ينتهي إلا بالتصدي للأفكار المتطرفة لهذه الجماعات الخبيثة.
لقد قتلت داعش من أهل السنة والشيعة والمسيحيين والايزيديين والعرب والكرد والتركمان والشبك وغيرهم دون أدنى تمييز، وجرائمها البشعة شملت كل المكونات العراقية، وتنوعت بين تكفيرٍ وتهجيرٍ وسبيٍ للنساء في سنجار، وإبادةٍ جماعية في سبايكر، وتدمير للآثار والمساجد والكنائس فضلا عن الهجمات الإرهابية الغاشمة على المدنيين العزل في أحياء بغداد وبقية محافظات العراق .
لذا فإن الانتصارات التي يحققها شعبنا على داعش.. لِكل عراقيّ حصة فيها. لأن أفراد قواتنا المسلحة بكافة تشكيلاتها، ينتمون لمختلف الأديان والقوميات والطوائف ويجمعهم هدف واحد هو الدفاع عن حياتهم وبلدهم ومقدساتهم، وهو ما جلب لهم دعم المجتمع الدولي والأصدقاء في العالم ونشكرهم جميعا عليه.
إننا ندعو دول العالم إلى الالتزام بتطبيق قرارات مجلس الامن المتعلقة بمنع تقديم الدعم والتمويل والتسليح للمجاميع الإرهابية، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بحماية الآثار والتراث الحضاري، ونغتنم فرصة هذا المؤتمر لندعو المجتمع الدولي إلى تركيز جهوده وإمكانياته لإنهاء النزاعات ووقف الحروب ودعم الأمن والسلم وتشجيع فرص التنمية في المنطقة.
إن شعبنا الذي عانى ويلات الحروب طويلا، يتطلع إلى كل أنواع الدعم منكم لا سيما وهو حريص على إنجاز مصالحة مجتمعية حقيقية وشاملة، ننظر إليها كحاجة موضوعية وملحة.
ويناشد العراق هذا المؤتمر المساهمة العاجلة لإعادة أطراف النزاع إلى مائدة المفاوضات السلمية في كل مناطق النزاع المحيطة بنا، بهدف الوصول إلى حلول سياسية تعزز السلام والاستقرار في المنطقة والعالم. ونتطلع أيضا إلى بلورة قرارات وآليات تعاون وتنسيق تمنح تجفيف منابع تمويل الإرهاب أهمية خاصة.
أن علاقات العراق الايجابية مع الدول العربية ودول الجوار كافة وسائر دول المنطقة والعالم، تقوم على مبدأ إننا لا ننظر إلى احد بعيون الآخرين إنما ننظر إلى الجميع بعيون شعب صديق. وهذا يجعل من بلدنا شريكاً قوياً وموثوقاً ضد الإرهاب والفكر المتطرف في إطار إستراتيجية عالمية طويلة الأمد لمحاربة الإرهاب والتخلف والفقر.
احيي جهودكم من جديد، سائلا المولى عزّ وجلّ أن يوفقنا جميعا لما فيه خير شعوبنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
Presedent