الممرات الآمنة .. هشام الهاشمي يكتب
1.الاختيار الاخير المغامر والعنيف، القائم على تقليل الخسائر في صفوف الاهالي المحاصرين من قبل اخر فلول داعش في ايمن #الموصل .. المقصود من الممرات الآمنة إنقاذ أرواح المدنيين، احتراماً للحياة، باعتبارها قيمة إنسانية عليا.
2.لا يمكن الشعور بحجم الكارثة التي يتعرض لها اهالي المدينة القديمة؛ الموت والخوف والجوع والعطش والمرض، داعش بكل توحشها والذي اخذ بالزيادة كلما ضاقت عليها مساحة سيطرتها، عناصر عديدة لتفسير عدم قدرة المدنيين المحاصرين هناك عن الخروج عبر الممرّات الآمنة. هناك خوفهم من الإعدامات التي لم تنقطع يوما بحق كل من حاول الهروب، يشهد على ذلك إعدامات باب الطوب وباب سنجار وسوق البركة، في 7 شهور امنية داعش نفذت حكم الاعدام بحق +2000 مواطن بتهم الردة والتعاون مع القوات الحكومية والصحوات ومحاولة الفرار الى ارض الكفر والتجسس، بمعدل 7-10مواطنا يوميا.
3.القيادة المشتركة العراقية ومنذ 7 شهور لم تتكلم بهذا الوضوح عن ضرورة تعاون الاهالي والألتزام بتعاليمها الخاصة بالممرات الآمنة، وهي منذ بداية اعلان عمليات قادمون يا نينوى، تؤكد ضرورة إلتزام الاهالي بعد تركهم مناطقهم وسوف يكون اكثر أمانا اذا ما التزموا بارشادات السلامة التي كانت تنشر عبر منشورات اسبوعية تسقطها طائرات القوات العراقية والتحالف الدولي.
الكلام عن ممرات آمنة الآن فيه اعتراف ضمني للقيادة المشتركة أن وحدات داعش أجبرتها على تغيير الثابت في تكتيكها القتالي.
4.نحن الآن وبعد مرور 7 شهور على انطلاق عمليات قادمون يا نينوى، ورغم كلّ ما قدمته القوات المشتركة العراقية بكل اصنافها من شهداء وتضحيات وكلّ ما حدث من تدمير للبشر والحجر والبنى التحتية وما نتج عنها من آثار اجتماعية ونفسية واقتصادية وسياسية، نوجه التحية والإجلال والتقدير لكل ذوي الشهداء والجرحى ولكلّ بندقية حملت بوجه التوحش الداعشي.
5.وأعتقد كما أرى أننا نحن في بداية نهاية المعركة إن شاء الله رغم أن هذه المعركة ليست محددة بسقف زمني منطقي فلن تنتهي بعد 3 او 4 ايام لكننا اقتربنا من نهاية المعركة.
وأن أي عملية عسكرية داخل المدن المغلقة تمرّ بمرحلة حرجة بسبب تعقيدات تواجد المدنيين في أرض محروقة او ارض محرمة عسكريا، ويخضع هذا النوع من القتال بضغط سياسي خارجي كبير يصل إلى منطقة يلعب فيها الزمن دوراً كبيرا في استبدال التكتيكات واتخاذ القرارات الخطيرة، من اجل تحصيل اقل المفسدتين وينتهي في الغالب إلى نصر غير ممدوح.