الاستخبارات الأميركية تعين مدبر عملية اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية مسؤولا عن ملف إيران
عيّنت الاستخبارات المركزية الأميركية مسؤولاً عن ملف إيران مهمته إدارة عمليات الـ”سي آي ايه” ضدّها وفق ما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز″ التي قالت إن التعيين الأول من نوعه يؤشر إلى أن الإدارة الأميركية مستمرة بالنهج المتشدد إزاء إيران.
المسؤول يدعى مايكل داندريا وفي سجله الكثير من العمليات السرية التي نفذتها الاستخبارات الأميركية في الخارج من بينها اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية.
وفق الصحيفة الأميركية كان يعرف باسم “الأمير القاتم” أو “آية الله مايك” وهي من أسمائه المستعارة يوم كان مسؤولاً في الوكالة عن ملاحقة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وتحديد مكانه قبل أن يقتل بغارة لطائرة من دون طيار، حسب ما قالت “الميادين”.
بحسب المسؤولين فإن الدور الجديد لداندريا هو واحدة من خطوات عدة داخل الوكالة تدل على المقاربة الأكثر تشدداً للتجسس والعمليات السرية في ظل إدارة مايك بومبيو للاستخبارات المركزية.
“نيويورك تايمز″ قالت إن تنفيذ رؤية ترامب تجاه إيران يقع على عاتق داندريا الذي لا يوجد أحد في “السي آي ايه” مسؤولاً عن إضعاف القاعدة بقدره.
في هذا السياق نقلت عن روبرت ايتنغر المحامي السابق في الاستخبارات أن بإمكانه قيادة برنامج عدائي جداً لكن بذكاء، من دون أن يستبعد أن يكون تعيينه مؤشراً على خطة لدى الـ”سي آي ايه” أكثر تشدداً تجاه إيران. “السي آي ايه” رفضت التعليق على مهمة داندريا قائلة إنها لا تناقش هويات أو عمل عملائها.
ولفتت الصحيفة إلى أن إيران لطالما كانت أكثر الأهداف صعوبة بالنسبة للاستخبارات الأميركية خصوصاً وأن لا سفارة أميركية في إيران توفر التغطية الدبلوماسية لعملها. كما أن الاستخبارات الإيرانية أمضت ما يقارب الأربعة عقود وهي تحاول مواجهة التجسس الأميركي والعمليات السرية.
ووفق “نيويورك تايمز″ ترعرع في فيرجينيا الشمالية في عائلة تمتد علاقاتها بالاستخبارات إلى جيلين سابقين. اعتنق الإسلام بعد تعرفه إلى زوجته المسلمة خلال عمله في الخارج.
في دوائر الاستخبارات ترتبط سمعة داندريا بكونه فطناً وجدياً في الوقت نفسه. وفق ما تنقل الصحيفة عن أشخاص عملوا معه وآخرين رفضوا العمل معه فإن صفة “العابس″ هي الأقرب إليه.
وجهة نظر داندريا الشخصية حول إيران ليست معروفة وفق “نيويورك تايمز″ على قاعدة أن عمله ليس صناعة السياسة إنما تنفيذها وهو برهن أنه ضابط عمليات عدواني. بعد سنوات من هجمات 11 أيلول تورط داندريا على نحو عميق في برنامج الاعتقال والتحقيق الذي تخللته عمليات تعذيب لعدد من السجناء وقد أدين في تقرير صادر عن مجلس الشيوخ في 2014 بتهمة عدم الإنسانية والفعالية.
ترأس مركز مكافحة الإرهاب التابع للوكالة في مطلع 2006 وأمضى تسع سنوات في مطاردة المسلحين في جميع أنحاء العالم. بحسب الصحيفة فإن العملاء تحت إدارته لعبوا دوراً رئيسياً في اغتيال الشهيد عماد مغنية القيادي في حزب الله في 2008، مشيرة إلى أن “سي آي ايه” بالتعاون مع الإسرائيليين قتلت مغنية بتفجير سيارة في دمشق.
في الوقت نفسه كان داندريا يكثف برنامج عمليات الطائرات من دون طيار داخل باكستان، والتي أصبحت الأداة المفضلة لدى الرئيس باراك أوباما لمكافحة الإرهاب. كذلك وسّعت الوكالة برنامج طائرات “درونز″ إلى اليمن تحت قيادة داندريا وكثيرون في الاستخبارات يعزون الفضل إليه في لعب دور فعال في تنظيم القاعدة.
“لكن في مسيرة داندريا انتكاسات أيضاً” بحسب تعبير الصحيفة الأميركية. إذ كان على رأس مهامه حين قام أحد مصادر “سي آي ايه” الذي كان يعمل سراً مع القاعدة بتفجير نفسه في قاعدة أميركية في أفغانستان ما أدى إلى مقتل سبعة عملاءللاستخبارات، في أكثر الحوادث المميتة بالنسبة للوكالة خلال ربع قرن.
“نيويورك تايمز″ نقلت عن مسؤولين استخباراتيين سابقين أن “مهمة داندريا الجديدة في إشرافه على عمليات إيران تلائم مهاراته أكثر”.