ثنائية لريال مدريد أم ثلاثية ليوفنتوس.. من يحمل ذات الأذنين؟
تجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة مساء السبت إلى مدينة كارديف الويلزية من أجل متابعة المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا بين يوفنتوس الإيطالي وريال مدريد الإسباني.
وتُشكل المباراة النهائية لـ أمجد الكؤوس الأوروبية مسك ختام الموسم الكروي في القارة العجوز؛ حيث يُسدل الستار رسمياً عليه، قبل الدخول في معمعة سوق الانتقالات الصيفية.
ودون أدنى شك، يحظى نهائي كارديف بأهمية كبيرة لدى جماهير اللعبة الشعبية الأولى في العالم’؛ لكونه يضم اثنين من أكبر أندية العالم على الإطلاق، وهنا يدور الحديث حول نادي العاصمة الإسبانية، وفريق ‘السيدة العجوز’.
ويُمني الفريق الإسباني ونظيره الإيطالي النفس بحمل ‘ذات الأذنين’ في أمسية السبت، حيث يستهدف كل منهما الفوز باللقب القاري مهما كلف الثمن، في ليلة أوروبية ستكون ساحرة دون أدنى شك.
البداية مع ريال مدريد، الذي يتطلع بقوة لأن يكون أول نادٍ ينجح في الاحتفاظ بلقبه بطلاً لدوري أبطال أوروبا في تسميته الجديدة، معولاً على مدربه الفرنسي زين الدين زيدان، وكوكبة من نجومه البارزين.
ويُعد زيزو متخصصاً في الأميرة الأوروبية إذ توّج بالنجمة التاسعة حين كان لاعباً ضمن صفوف الفريق الملكي، ثم حقق اللقب العاشر كمساعد للمدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي، قبل أن يقبض عليها كمدير فني أول لنادي العاصمة الإسبانية.
وفي حال نجح ريال مدريد في القبض على اللقب القاري، فإنه سيتوّج بـ ثنائية الليغا وأبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، في إنجاز لم يحققه ‘الملكي’ من قبل رغم عراقته وأرقامه القياسية المختلفة.
في الجهة المقابلة، يبدو يوفنتوس مصمماً بقوة على عدم تفويت الفرصة؛ لكي يضرب أكثر من عصفور بحجر واحد من بينها التتويج بـ الثلاثية التاريخية وهنا يدور الحديث حول الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا ودوري أبطال أوروبا.
ويُمني البيانكونيري النفس باللحاق بكوكبة الأندية التي حققت الثلاثية التاريخية، على غرار مانشستر يونايتد الإنجليزي عام 1999 وبرشلونة الإسباني عامي 2009 و2015، وإنتر ميلان الإيطالي عام 2010، وبايرن ميونيخ الألماني عام 2013.
كما أن فريق السيدة العجوز يرغب في نسيان هزيمته الأوروبية أمام برشلونة الغريم التقليدي لريال مدريد، بثلاثة أهداف مقابل هدف في نهائي نسخة عام 2015، الذي أقيم على الملعب الأولمبي في العاصمة الألمانية برلين.
ويعتمد ريال مدريد على عدد من أسلحته من أجل ضرب الدفاعات الإيطالية، في مقدمتها الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي انتفض مع الميرنغي في الأدوار الإقصائية في نسخة هذا العام. صاروخ ماديرا وقع على خمسة أهداف في مواجهتي بايرن ميونيخ في دور الثمانية، إضافة إلى هاتريك في شباك أتلتيكو مدريد في ذهاب نصف النهائي، كان حاسماً في بلوغ رفاقه المباراة النهائية.
وأيضاً يُعول زيدان على قائده المدافع بدرجة هداف، سيرجيو راموس، الذي كان له بصمة تهديفية في آخر نهائيين لريال مدريد في دوري أبطال أوروبا؛ حين سجل هدفاً قاتلاً في شباك ‘الروخي بلانكوس’ في نهائي لشبونة 2014، عدل به الكفة، ومن ثمّ قلب الموازين رأساً على عقب في الأشواط الإضافية ليتوّج ‘الملكي’ بالنجمة العاشرة.
وبعد عامين، وتحديداً في نهائي ميلانو 2016، وضع راموس فريقه ريال مدريد في المقدمة أمام الجار اللدود أتلتيكو، ما منح الأفضلية لكبير العاصمة الإسبانية، الذي عانق اللقب الـ11 في ‘أمجد الكؤوس الأوروبية’، في أول مواسم زيدان التدريبية.
وإلى جانب رونالدو وراموس، لا يُمكن إغفال دور صانع الألعاب إيسكو، الذي استغل إصابة النفاثة الويلزية غاريث بيل على أفضل نحو ممكن، وساهم بشدة في تتويج ريال مدريد بلقب الدوري الإسباني، كما أدى دوراً بارزاً في بلوغ المباراة النهائية لأبطال أوروبا، بتوقيعه على هدف حاسم في لقاء الإياب أمام كتيبة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني على ملعب ‘فيثنتي كالديرون’.
في الجهة المقابلة، يمتلك مدرب يوفنتوس، ماسيمليانو أليغري، أسلحة على مختلف الجبهات لا تقل قوة عن الفريق الملكي، حيث يبرز الحارس الإيطالي المخضرم جان لويجي بوفون كحائط صد أمام هجمات المنافسين، بالنظر إلى حفاظه على نظافة شباكه في 5 مباريات متتالية في الأدوار الإقصائية، خاصة أمام برشلونة بقيادة نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، في الدور ربع النهائي.
ولا يُمكن إغفال دور ثلاثي خط الدفاع الملقب أيضاً بـ’BBC’، المكون من ليوناردو بونوتشي وأندريا بارزالي وجورجيو كيليني، إضافة إلى الظهير البرازيلي المخضرم داني ألفيس، الذي كان قطعة أساسية في نجاحات ‘اليوفي’ هذا الموسم، على صعيد تسجيل الأهداف وصناعتها أيضاً لزملائه.
وفي خط الهجوم، يتولى الأرجنتينيان غونزالو هيغواين وباولو ديبالا، مهمة الوصول إلى شباك المنافسين، حيث أدى الأول دوراً كبيراً في الإطاحة بموناكو الفرنسي، في حين ساهم الآخر بشدة في إقصاء رفاق ميسي من ‘الأميرة الأوروبية’.
وواجه ريال مدريد عقبات قبل الوصول إلى نهائي ‘أمجد الكؤوس الأوروبية’؛ إذ حل ‘وصيفاً’ في دوري المجموعات خلف المتصدر بوروسيا دورتموند؛ ليواجه نابولي الإيطالي في دور الـ16، حيث تغلّب عليه ذهاباً وإياباً بنتيجة واحدة هي (3-1).
وفي دور الثمانية، تمكن ريال مدريد من إبعاد أحد أبرز منافسيه على اللقب القاري، بفوزه على بايرن ميونيخ في عقر داره بهدفين مقابل هدف، وجدد انتصاره أيضاً في لقاء الإياب، الذي أقيم على ملعب ‘سانتياغو برنابيو’، بأربعة أهداف مقابل هدفين، في لقاء امتد إلى الأشواط الإضافية.
وفي مواجهة باتت كلاسيكية في السنوات الأخيرة، نجح ريال مدريد للعام الرابع على التوالي في التفوق على جاره اللدود ومدربه سيميوني؛ ليُنهي رجال زيدان مشوار ‘الروخي بلانكوس’ في المربع الذهبي للبطولة القارية.
أما يوفنتوس، فقد أنهى الدور الأول في ‘الصدارة’ في مجموعته التي ضمت إشبيلية الإسباني وليون الفرنسي ودينامو زغرب الكرواتي، قبل تخطي بورتو البرتغالي ذهاباً وإياباً في الدور ثمن النهائي.
وارتفعت حظوظ فريق ‘السيدة العجوز’ بفوزه الكبير على برشلونة بثلاثية نظيفة؛ رغم أن العملاق الكتالوني قد حقق ‘ريمونتادا تاريخية’ أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في دور الـ16، قبل أن يفرض يوفنتوس التعادل السلبي على رفاق أندريس إنييستا في إياب ربع النهائي.
ولم يجد يوفنتوس صعوبة تُذكر في تجاوز عقبة موناكو الفرنسي في نصف نهائي البطولة القارية، بعد فوزه عليه في مجموع المواجهتين بأربعة أهداف مقابل هدف يتيم أحرزه الشاب كيليان مبابي، أنهى به سجل ‘اليوفي’ في الحفاظ على نظافة شباكه في الأدوار الإقصائية.
وعادة تحظى المباريات النهائية لدوري أبطال أوروبا بمتابعة جماهيرية غفيرة في جميع أنحاء العالم، ومن ضمنها العالم العربي، الذي سيعيش أجواء استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، في ظل تزامنها مع حلول شهر رمضان الفضيل.
ويتطلع أنصار ‘الملكي’ في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، إلى رؤية القائد سيرجيو راموس وهو يحمل الكأس القارية، في حين تأمل جماهير يوفنتوس إنهاء لعنة السقوط في ‘النهائيات’، وانتزاع اللقب من بين أنياب سيدها، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بها (11 مرة).
وبلا شك، تقف جماهير برشلونة مع يوفنتوس قلباً وقالباً، رغم أن الأخير أطاح برفاق ميسي في نسخة هذا العام، ويُمكن فهم ذلك، واعتباره طبيعياً ومنطقياً لأبعد حد؛ حين يتعلق الأمر بالطرف الآخر، ريال مدريد، العدو التقليدي لـ’البلوغرانا’.
ويُمكن تأكيد ذلك من خلال الاستشهاد بتصريحات القائد السابق لبرشلونة، تشافي هيرنانديز، الذي أعلن صراحة أنه يتمنى تتويج يوفنتوس بـ’ذات الأذنين’ على حساب ريال مدريد، إضافة إلى رغبته في رؤية الحارس المخضرم بوفون وهو يحتضن الكأس القارية، علاوة على وجود زميله السابق داني ألفيس في صفوف ‘البيانكونيري’.
وبين هذا وذاك، يترقب عشاق ‘الساحرة المستديرة’ هوية الفائز في ‘أمجد الكؤوس الأوروبية’، في كارديف، فلمن تكون الغلبة لرفاق بوفون أم زملاء راموس؟ الإجابة سيعرفها الجميع حتماً عقب نهاية المباراة النهائية التي تنطلق مساء السبت، الساعة 18:45 بتوقيت غرينتش، على شاشة قنوات ‘بي إن سبورت’ القطرية.