إسقاط الخطوط الحمر الأميركية بين سوريا والعراق .. معن حمية يكتب ..
الجيش السوري والقوى الرديفة في الطريق إلى نقاط أساسية بين سورية والعراق.
من الجانب العراقي أصبح الحشد الشعبي على بعد مئات الأمتار من تلك النقاط، والهدف إحكام السيطرة على النقاط الحدودية الاستراتيجية.
محاولات أميركية جرت للحؤول دون وصول الجيش السوري إلى البادية السورية والمعابر الحدودية مع العراق،
حيث نفّذت الطائرات الأميركية قصفاً جوياً استهدف وحدات متقدّمة للجيش السوري، ومن ثمّ ألقت مناشير تحذّر وتتوعّد إذا استمرت وحدات الجيش في التقدّم.
الأمر الذي رأى فيه محللون ومراقبون خطوطاً حمراً ترسمها واشنطن، ومن خلالها تفرض معادلات على الأرض، تكرّس واقعاً تقسيمياً ومناطق نفوذ لصالح غير قوة دولية وإقليمية تشترك في الحرب ضدّ سورية.
غير أنّ الجيش السوري استمرّ في اندفاعته، وقبل أن يصل إلى معبر التنف، نجح في تكريس معادلة جديدة كسر بموجبها الخطوط الحمر الأميركية. والمجريات والمعطيات الميدانية كلها تشي بأنّ هناك قراراً حاسماً يقضي بالوصول إلى أكثر النقاط أهمية على خط الحدود، وتحقيق التقاء الجيش السوري بالقوات العراقية،
وواضح أنّ هناك تصميماً سورية على إنجاز هذه المهمة، مهما كانت المخاطر والتحديات. لقد أثبت الجيش السوري خلال ست سنوات من الحرب الإرهابية ـ الكونية على سورية، أنه ممسك بزمام المبادرة ويمتلك من الشجاعة والإقدام ما يمكنه من تحقيق أيّ هدف يسعى إليه مهما كانت التحديات والصعاب، وحين يُناط به أمر تنفيذ العمليات العسكرية الدقيقة لغايات استراتيجية كبرى، يستطيع إنجازها بدقة متناهية، ولذلك، نراه يخوض أشكال المعارك كلها ضدّ سائر المجموعات الإرهابية، حتى أولئك الذين درّبتهم واشنطن ويتبعون لها.
يضاف إلى ذلك، أنّ الإسناد الروسي في السياسة والعسكر ترتفع وتائره، ولعلّ قصف مواقع لتنظيم داعش شرق تدمر في البادية بصواريخ كاليبر_المجنّحة، يؤشر إلى أنّ الخطوط الحمر غير معترف بها، لأنها خارج أية تفاهمات.
وأنّ الروس يعرفون جيداً مناطق تخفيف التصعيد وهم الذين يرسمون خرائطها، وبالتالي لا يمكن للولايات المتحدة أن تقيم مناطق نفوذ لها، أو تضرب عرض الحائط بتفاهمات آستانة المعمول بها. لن يطول الوقت، حتى يصل الجيش السوري إلى المعابر مع العراق، لكن مع كلّ خطوة على طول هذه الطريق،
هناك عثرات وألغام، حيث سنشهد تصعيداً_أميركياً على الصعد كافة، ومن أوجه التصعيد، القيام بعمليات قصف جوي، وكذلك الاستعانة بالفرنسي لإعادة تعويم ما يسمّى المعارضة السورية، وهذا ما حصل خلال لقاء الرئيس الفرنسي وفداً من هؤلاء المعارضين. وعليه يبقى الرهان على مزيد من النجاحات التي يحققها الجيش السوري في الميدان، وليس على التصدّع الدولي بين أميركا التي سقطت من عالم الإنسانية والقارة التي صارت عجوزاً.
متابعة اخر الاخبار