السيلفي: ما هو سر هوسنا بتصوير أنفسنا؟
الصورة الملتقطة ذاتيا والمعروفة الآن بـ”سيلفي” Selfie، معروفة منذ قرون إلا أن التكنولوجيات الجديدة والكاميرات التي تجهز بها الهواتف ووصلها بشبكات التواصل الاجتماعي، أكسبتها شهرة وبعدا كبيرا جدا، فما هو سر هوسنا بتصوير أنفسنا؟
فمع اقتراب نهاية العام 2013، اعتبر قاموس أوكسفورد الإنكليزي المرجعي تعبير سيلفي “كلمة العام” وأعطاها تعريفا مفاده “صورة ملتقطة ذاتيا بواسطة هاتف ذكي أو ويبكام وتنشر على موقع للتواصل الاجتماعي”.
ويعتبر محرك البحث “ياهو!” أنه في العام 2014 ستلقط حوالي 880 مليار صورة أي 123 صورة لكل واحد من سكان الأرض. ويتوقع أن يكون الكثير منها من نوع “سيلفي”.
وفي بريطانيا أشارت دراسة طلبتها شركة “سامسونغ” الكورية الجنوبية لصناعة الهواتف أن 17 في المئة من الرجال و10 في المئة من النساء يلتقطون صور “سيلفي”، “لأنهم يرغبون أن تكون لديهم صور جميلة لأنفسهم”.
وتقول ساره كينيل أمينة قسم الصور في “ناشونال غاليري أوف آرت” في واشنطن “إنها بمثابة كلمة جميلة نوجهها إلى أنفسنا، وهي جانب النرجسية في ثقافتنا”.
أبزر 11 صور سيلفي هذه السنة
وقد اختارت مجلة “تايم” “11 أهم سيلفي” هذه السنة ومن بينها صورة للبابا فرانسيس مع مجموعة من المراهقين في الفاتيكان وأخرى للمغنية الأميركية بيونسي مع أحد معجبيها في جنوب إفريقيا.
وقد التقط الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون هما أيضا صورة من هذا النوع مع رئيسة وزراء الدنمارك هيله ثورنينغ شميد خلال مراسم تكريم نلسون مانديلا في جنوب إفريقيا.
صور سيلفي تشهر أصحابها
لكن لا ينبغي أن يكون الشخص مشهورا أصلا، لكي يلفت الأنظار بصور “سيلفي”.
فبفضل شبكة “ريديت” مثلا اشتهر رب عائلة من سكان ولاية أوريغن في شمال غرب الولايات المتحدة عالميا من خلال نشره صورا له يقلد فيها تعابير طفلته الجديدة.
وفي النروج أثارت كارولين بيرغ التي لديها مدونة تعنى باللياقة البدنية، غضب وانتقادات رواد الإنترنت من خلال التقاط صور لنفسها بملابسها الداخلية مع معدة مسطحة بعد أربعة أيام على إنجابها طفلا. وقال منتقدوها إنها “لم تسد خدمة” إلى النساء بفعلتها هذه.
أما الشابة التي التقطت لنفسها صورة على جسر بروكلين في نيويورك فلم تكن لتتصور أنها خلدت أيضا محاولة انتحار في خلفية الصورة. وقد نشرت على الصفحة الأولى من مجلة “نيويورك بوست”.
يجب أن أترك أثرا عن هذه اللحظة
وقد التقط جيمي تشين وهو معلق على حبل في منتصف جرف صخري شاهق في سلطنة عمان يتسلقه مع رفاق له باتت رائجة جدا في هذه الأيام.
وقال تشين وهو مصور لدى “ناشونال جيوغرافيك” لوكالة الصحافة الفرنسية “كان لدي الوقت للتفكير”. وتنشر صور تشين حول علميات تسلق قصوى في مضيق هرمز في عدد كانون الثاني/يناير من هذه المجلة.
ويضيف “في تلك اللحظة فكرت أنه ينبغي علي أن التقط صورا لنفسي. وقلت في قرارة نفسي (أنا مصور في ناشونال جيوغرافيك) يجب أن أترك أثرا عن هذه اللحظة”.
هل السيلفي أنانية؟
ويقول المصور الفرنسي المقيم في باريس جان-فرنسوا فيبيري لوكالة الصحافة الفرنسية إن السيلفي “عملية تتوسع في المجال الاجتماعي-الافتراضي”.
ويضيف المصور “فكرة أن يلتقط الشخص صورة لنفسه خلال رحلة إلى الخارج أو خلال حدث ليقول (لقد كنت هناك) أمر أناني مثل المرحلة التي نمر فيها. فينبغي أن نكون جميعا أبطال حياتنا الخاصة”.
وهو يأسف لانقضاء المرحلة التي “كنا نلتقط فيها صورة لصديق ونرسل له نسخة عنها مع إطار ربما. وكان الأمر يثير الفرحة وكان بمثابة هدية ودليل صداقة”.
صور سيلفي قبل العصر الرقمي
إلا أن الصور الذاتية قديمة بقدم التصوير. ويقدم معرض في “ناشونال غاليري” في واشنطن راهنا صورا ملتقطة في القرن التاسع عشر للفرنسي شارل مارفيل من بينها صورة التقطها لنفسه.
وفي لندن، وجهت “ناشونال بورتريت غاليري” نداء للحصول على صور “سيلفي” في إطار طاولة مستديرة مكرسة لهذه الظاهرة تقيمها في 16 كانون الثاني/يناير. ويقول المنظمون إن الدوقة الكبيرة الروسية اناستازيا “هي من أول المراهقين الذين التقطوا صورا لأنفسهم”.
فقد حصل ذلك في العام 1914 وكانت يومها في الثالثة عشرة لكن لم تكن خدمات فيسبوك وتويتر متوافرة حينها لتشاطر الصورة.