الأزمة القطرية – السعودية: المونديال أوّل المهدَّدين؟
لا يمكن اعتبار الأزمة السعودية ــ القطرية مسألة عابرة على الصعيد الرياضي، فهناك تأثيرات عدة في ميادين مختلفة جعلت حتى الاتحادات العالمية الكبرى تتحرك أمس لتسأل عن ماهية الوضع ومدى تأثيره على خططها مع الدوحة.
ها هي الأزمة الخليجية تترك آثارها على الرياضة وكرة القدم تحديداً، إذ ما إن اندلعت الأزمة الدبلوماسية أمس حتى بدأت التكهنات والتحليلات حول التأثير السلبي لها على تنظيم الدوحة لكأس العالم 2022 لكرة القدم.
الخبراء حول العالم، منهم الرياضيون ومنهم الاقتصاديون، اتفقوا على أن انعكاسات سلبية ستثقل العمل القطري الخاص باستضافة المونديال، اضافةً الى انعكاس هذه الخطوة على كأس الخليج العربي “خليجي 23” المقرر أن تستضيفها قطر في كانون الأول المقبل، وخصوصاً بعد قطع الإمارات والسعودية والبحرين علاقاتها الدبلوماسية معها.
وكان الاستقرار الأمني والسياسي الذي تنعم به الدولة الخليجية، أحد الأعمدة الأساسية في ملف ترشحها، إضافة الى البنية التحتية الضخمة والمنشآت الحديثة التي ستكلف عشرات مليارات الدولارات. كما أبرزت قطر في ملفها أن استضافة كأس العالم ستنعكس إيجاباً على كامل منطقة الخليج، وليس فقط على الدولة التي شهدت طفرة عمرانية واقتصادية خلال العقدين الماضيين. إلا أن الأزمة الحادة المستجدة قد تلقي بظلالها على الموعد المرتقب، وإن كان يبعد خمسة أعوام.
وقد تدفع الأزمة الراهنة الى طرح علامات استفهام حول الاستقرار السياسي في الخليج، والذي قد يؤثر سلباً على استضافة بطولة من هذا الحجم في حال إطالة المشكلة، علماً بأن دولاً عدة قد تكون مستعدة لاستضافة المونديال، وإن لم تحظ بفترة طويلة للتنظيم والتحضير.
* توقف دخول الحديد من السعودية يعرقل عملية بناء الاستادات.
من هنا، تحرك الاتحاد الدولي لكرة القدم سريعاً أمس، ولو أنه لم يفصح عن تفاصيل كثيرة، ففي بيانٍ له أكد أنه “على تواصل دائم” مع لجنة المشاريع والإرث، المسؤولة عن تنظيم كأس العالم في قطر، التي تستورد كميات كبيرة من الحديد من السعودية تستخدمها في بناء الاستادات، لكن إغلاق المنافذ البرية للشاحنات سيعرقل بلا شك العمل بشكل كبير.
وتغوص قطر في استعداداتها لتجهيز كل شيء لاستضافة كأس العالم، وسط ورشة ضخمة تنفق عليها أسبوعياً 500 مليون دولار، بحسب تصريحات سابقة لمسؤولين قطريين. وكشفت الدوحة النقاب في أيار الماضي عن استاد خليفة الدولي، وهو أول الملاعب المضيفة للمونديال، بعد إعادة تأهيله.
وللمناسبة، قال مساعد الأمين العام لشؤون البطولة في اللجنة المنظمة ناصر الخاطر إن بلاده تتوقع قدوم 1,3 مليون مشجع، مشيراً الى أنه “بالنظر الى الموقع الجغرافي لقطر، سنرى أن غالبية المشجعين سيأتون من المنطقة، ولا سيما من المملكة العربية السعودية”.
الأزمة الرياضية كانت قد انتقلت سريعاً الى الميادين الرياضية مع إعلان نادي الأهلي السعودي فسخ عقد الرعاية الذي يربطه مع شركة الخطوط الجوية القطرية التي تنشط في كرة القدم بشكل كبير، حيث ترعى أيضاً نادي برشلونة الإسباني، الذي حضر الى جدة في كانون الأول الماضي من أجل خوض مباراة ودية مع الأهلي. كما وقّعت الشركة القطرية عقد شراكة مع “الفيفا” أيضاً منذ فترة قصيرة.
وذكر الأهلي عبر تويتر أنه “فسخ عقد الرعاية المبرم بينه وبين شركة الخطوط القطرية، وذلك اتباعاً لتوجهات حكومتنا الرشيدة”.
وبحسب الصحف السعودية، يقدّر عقد الأهلي وقطر للطيران بـ 16 مليون دولار، أي حوالى 60 مليون ريال سعودي لكل موسم، مع مبالغ أخرى ينالها الفريق في حال إحرازه بطولات.
ولم يعلّق المسؤولون الكرويون الخليجيون على مصير “خليجي 23″، علماً بأن البطولة كان من المقرر أن تقام في الكويت، إلا أنها نقلت الى قطر بعد الإيقاف الذي فرضه “الفيفا” على الكويت عام 2015.