يوم القيامة القطري .. هل يكون العراق في كرة النار ؟ وفيق السامرائي يكتب ..
الإنقلاب القطري حدث لم يحدث مثله وفقا لمعطيات الذاكرة، فكل شيء تغير، وكل المعادلات تغيرت، وكل آمال التحالف السعودي تدحرجت، وهكذا كنا نقول إن التفرد الترامبي الأميركي بثروات الخليج وتجاهل الحلفاء لن يحقق أمنا خليجيا، غير أن ذعرهم، ونقص خبرتهم، وقصر نظرهم، عوامل ساقتهم إلى أسوأ حال. لكن مخططات التحالف السعودي لن تتوقف، فما هي الاحتمالات والمعطيات؟
1. الاقتصاد القطري قوي بما لا يمكن أن تهزه عقوبات محلية.
2. التفوق العسكري السعودي الإماراتي لا يمكن أن يقود إلى غزو شامل لقطر لخطورة تبعاته المدمرة، والإنقلاب الأسري غير وارد عمليا.
3. يصعب تصور احتلال أميركي لقطر تحت مظلة انقلاب شرعي أو احتلال عسكري وضم للاستحواذ على ثرواتها.
4. وليس مستبعدا تقديم قطر اغراءات مالية لأميركا أو غيرها من الغرب لتأمين الحماية، وتخطئ الحساب إذا ما كررت خطأ التفرد الأميركي.
5. قطر تتبع سياسة التهدئة حاليا، إلا أن من المرجح أن تخوض في مرحلة كسر عظم مع السعودية بشكل سري بعد تعزيز موقفها.
6. امتداد كرة النار الى طهران بتفجيرات اليوم ستترك مضاعفات خطيرة في الرؤية الإيرانية لمصلحة قطر التي فتحت أمامها الأجواء والموانئ الإيرانية.
7. الأخطر من هذا أن المشروع السعودي الإماراتي سيعمد على زعزعة الوضع التركي الذي يشكل الدعامة الأساسية للإخوان المسلمين، وستكون الخطوة الأولى دفع وتشجيع مسعود على الانقلاب التدريجي على تركيا والتمرد على بغداد والانفصال، وصنع حزام معاد لتركيا شمال العراق وسوريا، وسيجابه بردود فعل إيرانية على هامش التنسيق مع السعودية والإمارات، وتفجيرات طهران اليوم.
8. الانقلاب القطري الذي يمكن تشبيهه بيوم القيامة مجازا لن يؤدي الى تعجيل تحطيم الإرهاب وإعادة الاستقرار بسبب تفكك التحالف الخليجي، بل العكس تماما، حيث باتت المنطقة مفتوحة على حروب معقدة وشائكة إن لم يحدث فعل بقدرة قادر.
9. من المتوقع جدا، أن تتلقى قطر تعزيزات وعروض تركية وغربية وإيرانية (ومساعدات عراقية غير حكومية من مراكز ثقل قوية) لتعزيز أمنها.
هذا قدر المنطقة، يمكن للعراق أن يلعبها بشكل صحيح إن توافرت حكمة وقوة في القيادة. وقد انتهت أحلام التفرد والزعامة السعودية إلى الأبد، وأي صلح يحدث (إن حدث) سيكون مؤقتا أو مرحليا.
هذه قراءة أولية مع التحية.