ازمة قطر اخطر على السعودية من حرب اليمن !! ما ارادته الرياض تأديبآ لتميم سيتحول لتشجيع الغير في شق عصا الطاعة !! قنديل يحلّل ..
-بدأت علامات المراوحة في الأزمة الناشئة بقرار سعودي بفرض الحصار على قطر تمهيدا لإسقاطها سواء بالإنقلاب أو بالإحتلال أو بكليهما ، فقد نجحت قطر بإمتصاص الوجبة الأولى من الحرب ، ونجحت بتأمين عناصر المراوحة ، وحشد مواقف تحصنها ضد الغزو العسكري بإنقلاب صوري أو بدونه ، وصار العنوان هو شكل التسوية والتفاوض وصولا لها ، وهو عنوان لصالح قطر في جعل الحصار من يوميات الأحداث ، وجعل التعايش مع خبر الأزمة أمرا إعتياديا داخل قطر وخارجها .
-للوهلة الأولى يظن كثيرون ان ما ظنه محمد بن سلمان عندما إتخذ قرار الحرب على قطر أن التغطية الأميركية والإسرائيلية كافيتين للقول أن الحرب إنتهت والباقي خطوات تنفيذية لأيام متسلسلة مرسومة في ذهن بن سلمان ، ويتناسى هؤلاء ما نسيه بن سلمان وهو أن مثل هذه التغطية توافرت له في حربه على اليمن وفقا لذات السيناريو في مخيلته لأيام وأسابيع وها هي تنهي سنتين ونصف ولم تنته ولا يبدو في الأفق أن لها نهاية .
-كل الفوارق بين حالتي اليمن وقطر لصالح تحول أزمة قطر إلى ما هو أخطر من حرب اليمن على السعودية ، فعدو السعودية في اليمن طرف فقير لا يستيطع شراء ذمم المسؤولين في الغرب ، ولاينتمي لذات منظومة الإرتباطات والمصالح التي تنتمي إليها السعودية فيخيف التعامل معه على المصالح الكبرى بمثل ما يفعل التفكير بالتعامل مع فريق مقاوم كأنصار الله ،بينما في المجالين قطر مصدر إغراء ، وفي الحالين ليست القضية خطر تدخل إيراني يعرف السعوديون أنه غير وارد ، بل في حال قطر خطر صار حاضرا بالتدخل التركي على خلفية إعتبار تركيا إسقاط قطر إحكاما للطوق على عنقها في ماراتون المسافات الطويلة من السباق بينها وبين السعودية على حجز المقعد الأول مقابل إيران في النظام الإقليمي .
-في حالة اليمن التعايش مع الحرب بلا افق تحقيق نصر إستنزاف عسكري ومالي وبشري ومعنوي ، لكن التعايش مع الأزمة القطرية دون أفق حسم لصالح السعودية يعني التهيئة لتسوية شكلية يعرف الفريقان انها هدنة لحرب باردة معلنة سيستعمل فيها المال والإعلام والإرهاب والدبلوماسية ، ولكل منهما رصيد كاف لخوض هذه الحرب لمحاولة إسقاط الآخر من الداخل بعد محاولة حصاره وشيطنته في الخارج ، وسيشهد الخليج حراكا لم يعرفه من قبل في السعي لإستقطاب كل طرف لكل خصوم الآخر وتمويلهم وتجنيدهم وتنظيمهم وتفعيلهم ، وستكون جولات وجولات ، وما كان يريده السعوديون تأديبا لغير قطر بالعبرة مما حل بها سيتحول نموذج قطر تشجيعا لتكرار شق عصا الطاعة .
-المساكنة مع جمر الأزمة القطرية حريق متواصل ، ستستفيد منه قوى تقف على طرف الخصومة مع السعودية وقطر معا ، ستستفيد إيران وسوريا وتستفيد القوى الوطنية في اليمن والبحرين وستتناحر حتى الموت الجماعات القطرية والسعودية في سوريا ، وسيبذل المال على إستقطاب الإعلام الأوروبي والأميركي وصولا للبناني في هذه الحرب هنا وهناك ، وسيبدو أن نار الحروب التي أنهكت المشرق قد آن لها أن ترتاح لأن ساحة الخليج قد صارت هشيما مستعدا لتقف كرة النار .