هذا هو ابو بكر البغدادي .. تعرف على اسرار حياته !!
كيف أصبح ابن سامراء بغدادياً وكيف تحول إمام المسجد إلى خليفة بنظره ونظر أتباعه؟ وكيف أضحى معتقل سجن بوكا الأميركي أخطر إرهابي في العالم؟ مقتطفات من سيرة حياة البغدادي التي رواها عارفوه ومسؤولون ومتخصصون في شؤون الجماعات الإرهابية.
ولد إبراهيم بن عواد بن البدري في سامراء عام 1971، وعاش في حيّ طوكشي البغدادي القديم بين الكاظمية والأعظمية. من بات الرجل الأخطر في العالم وخليفة داعش كان إماماً للجماعة تحت قبة مسجد حجي زيدانة الذي يبعد عن منزله بضعة أمتار، وكان يلقب بأبي دعاء. حصل البغدادي على شهادة الدكتوراه خلال دراسته في سوريا بالتزامن مع انخراطه في صفوف تنظيم القاعدة الذي أصبح لاحقاً أول وأبرز المنشقين عنه. أحد سكان حي طوكشي القليلين الذين قبلوا الحديث عنه، قال إنّ البغدادي “كان مجرد طالب يدرس في الجامعة العراقية وتخرج. واختفى بعد الاحتلال ولم يره أحد منذ ذلك الحين”، فيما لفت آخر إلى جوانب أخرى في شخصيته قائلاً “كان لديه جو إيماني.. كنا نلعب كرة القدم في هذه الساحة. وكنا نذهب لساحات أخرى لنلعب. كان يضج في حال لم يسجل هدفاً. هو إنسان عادي، حاله مثل حالك. لم يكن متعصباً. كان إنساناً طبيعياً جداً. لكن تطور الموضوع بهذا الاتجاه بسبب الاحتلال. قاتل الأميركان..”. تأثر البغدادي عام 2003 بشخصية عراقية كانت تكتب للسلفية الجهادية معروفة بأبي محمد المفتي العاني، بحسب ما يقول صاحب كتاب “عالم داعش” د.هشام الهاشمي، مضيفاً أنّ”هذه الشخصية تعتبر منظرة الجماعات التكفيرية الجهادية في العراق آنذاك. وأسس هو ومجموعة من جماعة أبو محمد المفتي ما يعرف بجماعة أهل السنة والجماعة وبعضها في بغداد وقليل منها في مناطق الدور وسامراء.. ”
سجن إبراهيم بن عواد بن البدري في سجن بوكا بين عامي 2004 و2006، ولم يكن بالنسبة للأميركيين سجيناً من الأكثر خطورة، لكنه في آن كان بحكم تخصصه في التجويد وعلوم القرآن قريباً من نزلاء المعتقل من خلال إمامته الجماعة وتأسيسه حلقات علم. وفي هذا السياق، قال صاحب كتاب “الدولة الإسلامية” عبد الباري عطوان إنّ “سجن بوكا كان عبارة عن البداية لزعامة أبو بكر البغدادي في الظهور. هذا الرجل عنده دكتوراه في الشريعة الإسلامية كان يلقي محاضرات في سجن بوكا في السجناء ويحاول تجنيدهم لنظريته. ونجح نجاحاً كبيراً في هذا الإطار حتى إن الكثير من أركان الدولة الإسلامية في الوقت الحالي هم من زملائه الذين كانوا في سجن بوكا”. بدوره، لفت د. هشام الهاشمي إلى أنّه في “سجن بوكا ترسّخ عند البغدادي الفكر الجهادي التكفيري السلفي. تعرف بحجي بكر، سمير عبد محمد الخليفاوي، وتعرف بأبي مهند السويداوي وتعرف بأبي أحمد العلواني وتعرف بهؤلاء. هؤلاء وإن كانوا من أصول بعثية، البعث العراقي لكنهم سرعان ما تحولوا في بدايات التغيير في العراق الذي حدث في عام 2003. أثروا به كثيراً وأثر بهم أيضاً لجهة معرفته بعلوم القرآن وهم أثروا فيه من جهة حماستهم وفكرهم العسكري وخبراتهم الأمنية والعسكرية”. اختلفت وجهات النظر حول البغدادي، فهناك من قال إنه كان بمثابة الناظر الذي أدار شؤون وشجون المعتقلين وهناك من أكد أنه لم يكن صاحب وزن هناك. كان يوجد شهادات متضاربة على الشخص ذاته في المكان ذاته في المرحلة ذاتها. من جهته، قال محلل في الشؤون الأمنية فاضل أبو رغيف إنّ “أبو بكر البغدادي، حقيقة هذا الإسم لم يكن اسماً لامعاً لكن نرى أن هذا الاسم أخذ حيزه ودوره الكبير من بعد أكاديمية بوكا”. أما القيادي السابق في تنظيم داعش أبو عمر فتحدث عن أنه “بالذات أبو بكر البغدادي الكامب السادس 2004 لم يكن له أي شيء يذكر سوى أنه الشيخ ابراهيم يتقدم في الصلاة وتارة يخطب في الجمعة”. كانت فترة سجن البغدادي في بوكا كافية لنسج شبكة علاقات رتبت له لولوج مرحلة جديدة. أصبح ابراهيم بن عواد البدري أبا دعاء. وتحول الأكاديمي الإسلامي إلى عضو وإن غير ناشط في تنظيم القاعدة.
على الصعيد الشخصي، تحدّث صديق سابق للبغدادي ويدعى أبو أحمد إنّ أبا دعاء “يغلب عليه العزلة خاصة مع صلة الرحم وأقاربه وكان اجتماعياً قليل الاختلاط. هو يضيف على نفسه سمة من السمات الأمنية. قليل الكلام. كثير الاستماع. قليل الاختلاط. ربما يرجع السبب كونه من بيئة فلاحة أو بيئة قروية. فيستحي أن يختلط مع مجتمع مدني مثل بغداد”. ويشار إلى أنّ البغدادي زوج لاثنتين ووالد لستة. زوجته الأولى أسماء فوزي محمد الكبيسي المولودة في العام 1976. هي في آن ابنة خالته. أما الثانية فإسراء رجب القيسي. ولا صحة لما كان يحكى عن زواجه من سجى الدليمي. من زوجته الأولى أنجب خمسة. إبنه البكر حذيفة المولود في العام 2000 وابنته أميمة في العام 2002 وحسن ويمن وفاطمة. ومن زوجته الثانية علي. المعلوم من أشقائه ثلاثة ذكور شمسي وجمعة وأحمد ولا معلومات واضحة عن شقيقاته. كان البغدادي كثير الاختلاط مع أخيه شمسي، على حد تعبير أبو أحمد. وذكر الأخير أنّ “شمسي كان لا يقبل بتحركات البغدادي وعلاقاته الواسعة. تم اعتقال شمسي أكثر من مرة من قبل القوات الأميركية والقوات العراقية. وهذا الشخص يزعم أنه منعزل في حياته والبغدادي سبب له مشاكل كبيرة”. وأوضح صديق البغدادي أنّ جمعة وهو أخ ثان للبغدادي كان “سلفياً تكفيرياً يوم كان البغدادي على مذهب الإخوان، كانت بينهم مشاكل كثيرة وعدم التقاء لكن أخيراً أصبح جمعة من المرافقين وأقرب الناس للبغدادي. أخوه أحمد طماع مالياً وسبب للبغدادي إحراجات كثيرة حالياً خاصة في تهمته في سرقة بعض الأموال أو استخدام الأموال الشخصية لمنافعه الشخصية. أيضاً أخواته أخته الكبيرة وهي مطلّقة ومتزوجة من شخص آخر سبب لها”.
المصدر : الميادين