بالأرقام، الدواعش العائدون الى اوروبا
مثّل المتطرفون العائدون إلى أوروبا من مناطق القتال في سوريا والعراق، تهديدًا أمنيًا مباشرًا تجلى في عدد من التفجيرات والهجمات لتظل تلك القضية هي الأولى على قائمة أجهزة الأمن الأوروبية. من ناحية، يعتقد خبراء أن كثيرين ممن عادوا منهم إلى بلادهم، خصوصًا إلى الدول الأوروبية، يشكلون قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت، ومن ناحية اخرى، تعتقد فئة من الخبراء أن بعض هؤلاء “الدواعش العائدين” عادوا بهدف شن هجمات إرهابية على وجه التحديد. وفصلت دراسة صادرة عن معهد إلكانو الملكي للأبحاث في إسبانيا، أعداد المتطرفين العائدين إلى 12 دولة أوروبية تضم الذين عادوا بالفعل والبعض اللآخر في طريق العودة. فذكرت أن:
• ألف متطرف سافر فقط من فرنسا منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، وانتشروا بسوريا والعراق ضمن التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها داعش. وأوضحت أن 210 أشخاص عادوا من مناطق القتال إلى فرنسا، لتشهد سلسلة من الهجمات الإرهابية خلال العامين الأخيرين.
• 450 متطرفًا عادوا الى بريطانيا من جملة 850 سافروا للالتحاق بالتنظيمات المتطرفة في الشرق الأوسط. وشهدت بريطانيا في النصف الأول من عام 2017 ثلاث هجمات إرهابية، شملت حادث دهس في جسر لندن أودى بحياة 7 أشخاص، تفجير انتحاري في مانشستر أودى بحياة 22 شخصًا، وهجوم استهدف البرلمان قتل فيه 6 أشخاص.
• ألمانيا تأتي في المرتبة الثالثة أوروبيًا من حيث الملتحقين بتنظيمات متطرفة، حيث سافر 820 شخصًا، عاد منهم 280، بحسب الدراسة. وتعرضت ألمانيا منذ اليوم الأول لعام 2017 لعدد من الهجمات الإرهابية، كان أعنفها حادث الدهس ليلة عيد الميلاد في ساحة بريتشيد بالعاصمة الألمانية برلين، بينما وقعت 6 هجمات في عام 2016.
• 300 سافروا من السويد متطرف إلى سوريا والعراق، بينما عاد منهم نصف هذا العدد.
• 50 متطرفا عادوا إلى النمسا من أصل 300 ذهبوا للمشاركة بالقتال في سوريا والعراق.
• 45 متطرفاً عادوا إلى هولندا من أصل 280.
• 120 من أصل 278 عادوا إلى بلجيكا.
• حوالي 635 شخصا التحقوا بالتنظيمات المتطرفة من إسبانيا والدنمارك والنرويج وإيطاليا وفنلندا مجتمعة، عاد منهم 212 شخصًا.
وتحاول وكالات الأمن والاستخبارات في أوروبا تتبع حركة العائدين من مناطق القتال في الشرق الأوسط، لكن الحوادث الإرهابية الأخيرة التي ثبت فيها تورط بعضهم ألقت الضوء على عدم نجاح الأجهزة الأمنية في توقع حدوث هذه الهجمات. كما تواجه حكومات هذه الدول انتقادات لعدم قدرتها على اعتقال هؤلاء العائدين، بسبب قيود قانونية تخص عدم وجود أدلة دامغة بشأن إثبات مشاركتهم في أعمال عنيفة بالشرق الأوسط، وهو ما يضعهم فقط تحت المراقبة التي لا تكون ناجحة أحيانًا في إحباط أي هجوم محتمل.