إسرائيل تُبرم أكبر صفقة تصدير أسلحة في تاريخها وتبيع منظومة “باراك 8″ للهند بـ2 مليار دولار
قالت مصادر إسرائيليّة رسميّة ورفيعة المُستوى إنّه جرى مؤخرًا توقيع اتفاق على صفقة لتزويد البحرية الهندية بمنظومة صواريخ دفاعية جوية من طراز “باراك 8″ الذي تصنعه الصناعات الجويّة العسكريّة الإسرائيليّة، وقد بلغت حجم الصفقة 630 مليون دولار.
وبحسب ما نقلت صحيفة (معاريف) العبريّة عن الصناعات العسكرية الإسرائيليّة، فإنّه جرى توقيع الصفقة مع شركة حكومية هندية، مؤكدةً أنّ التوقيع جاء بعد نجاح منظومة “باراك 8″ باعتراض صاروخ خلال تجربة على المنظومة أجريت في الهند، الأسبوع الماضي.
ولفتت المصادر عينها إلى أنّ حجم صادرات الأسلحة الإسرائيليّة إلى الهند في السنوات الأخيرة اتسّع، بحيث تشير تقارير صدرت في الدولة العبريّة إلى أنّ هذا الأمر أدّى إلى تغيير في السياسة الهندية تجاه إسرائيل، وخصوصًا في الموقف تجاه الصراع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ وتراجع التأييد للفلسطينيين.
وخلال الشهر الماضي، أضافت صحيفة (معاريف)، نقلاً عن المصادر ذاتها، وقعّت الحكومة الهندية اتفاقًا مع الحكومة عقدًا لشراء تكنولوجيا سلاح بقيمة تصل إلى ملياري دولار، وهو ما وصفته مصادر أمنية رفيعة جدًا في تل أبيب على أنّه أكبر صفقة في تاريخ الصناعات الأمنية الإسرائيليّة، على حدّ تعبيرها.
وبموجب الصفقة، ستقوم شركة الصناعات الجوية (تاعاس) الحكوميّة الإسرائيليّة بتزويد الجيش الهنديّ بمنظومات صواريخ دفاعية (أرض – جو) من طراز ‘باراك 8’، والتي تصل قيمتها إلى 1.6 مليار دولار.
وفي السياق، كشفت صحيفة (هآرتس) النقاب عن أنّه في العقد الأخير، قامت إسرائيل ببيع أسلحةٍ لثلاثين دولةٍ في العالم، منها عربيّة وإسلاميّة، لافتةً إلى أنّ وزارة الأمن رفضت نشر أسماء الدول التي اشترت الأسلحة واكتفت بتقديم تصريحٍ مشفوعٍ بالقسم إلى المحكمة العليا الإسرائيليّة جاء فيه أنّها باعت أسلحة لأمريكا، بريطانيا، إسبانيا، فرنسا وكينيا.
إلى ذلك، أكّد تقرير صادر عن وزارة الأمن الإسرائيلية أخيرًا، أنّ مبيعات السلاح الإسرائيلي خلال العام الماضي بلغت نحو ستة مليارات دولار، بارتفاع عن العام 2015 بلغ نحو 100 مليون دولار.
وأوضح مراسل الشؤون العسكريّة في صحيفة “هآرتس″ غيلي كوهين، أنّ أزمة اللاجئين في أوروبا وزيادة الصراعات المسلحّة، أدّيا إلى ارتفاع مبيعات الأسلحة، خصوصًا الطائرات بدون طيّار والذخيرة. وفى نفس السياق نقل المراسل عن تقرير وزارة الأمن قوله إنّ هناك انخفاضًا في مبيعات السلاح الإسرائيليّة إلى أمريكا الشماليّة.
علاوة على ذلك، شدّدّ التقرير الرسميّ الإسرائيليّ على أنّ مجال تطوير وصيانة الطائرات والأنظمة الجويّة، ووسائل التنصت والحرب الإلكترونيّة، والرادارات، والطائرات بدون طيّار، خصوصًا المستعملة في مجال المراقبة، يُعتبر من أهّم مجالات الصادرات العسكريّة الإسرائيليّة، بالإضافة إلى الأسلحة والذخيرة الخفيفة.
وكشفت الصحيفة النقاب عن أنّه من بين الدول التي تعقد صفقاتٍ سريّةٍ مع إسرائيل لشراء الأسلحة المتطورّة الإمارات وباكستان والمغرب، وهي دول لا تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وتابعت أنّ وزارة الأمن الإسرائيليّة ولأسبابٍ أمنيّةٍ تُخفي قائمة الدول التي تشترى الأسلحة الإسرائيليّة المتطورّة، غير أنّها أشارت إلى أنّ تقريرًا للحكومة البريطانيّة حول الأسلحة كشف عن قائمة طويلة من الدول التي تشترى الأسلحة الإسرائيليّة، ومن بينها كما يقول التقرير البريطاني دولاً عربيّة وإسلاميّة.
ومن جانبه ذكر مراسل الشؤون العسكريّة في موقع (NRG) الإخباريّ-العبريّ أنّ إسرائيل نجحت في الحفاظ على موقعٍ متقدّمٍ في الصناعات العسكريّة عالميًا، وتمّ تصنيفها في الموقع العاشر، وهو ما يشير إلى بروز تحديات جديدة وإنجازات جوهرية، وفقًا لمعطيات نشرتها إدارة التصدير العسكري في وزارة الأمن.
وبحسب التقرير الإسرائيليّ الرسميّ، فإنّ من أهّم الوسائل القتالية التي صدّرتها إسرائيل للعالم تظهر التكنولوجيا الحربيّة والمعدّات الإلكترونيّة ووسائل حماية المواقع العسكريّة وأجهزة الاستخبارات والتنصت، إضافةً إلى الوسائل الدفاعيّة الجويّة والمعدات البحريّة.