الجيش السوري: التحالف الدولي أسقط طائرة سورية مقاتلة بريف الرقة وفقدان الطيار
أعلنت وزارة الدفاع السورية أن طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أسقط، اليوم الأحد، مقاتلة سورية بريف مدينة الرقة الجنوبي.
وقالت الوزارة، في بيان صدر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في سوريا، بهذا الصدد: “أقدم طيران ما يدعى بالتحالف الدولي بعد ظهر اليوم على استهداف إحدى طائراتنا المقاتلة في منطقة الرصافة بريف الرقة الجنوبي أثناء تنفيذها مهمة قتالية ضد تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة، ما أدى إلى سقوط الطائرة وفقدان الطيار”.
وأضافت الوزارة: “إن هذا الاعتداء السافر يؤكد بما لا يدع مجالا للشك حقيقة الموقف الأمريكي الداعم للإرهاب والذي يهدف إلى محاولة التأثير على قدرة الجيش العربي السوري، القوة الوحيدة الفاعلة مع حلفائه التي تمارس حقها الشرعي في محاربة الإرهاب على امتداد مساحة الوطن، خاصة وأن هذا الاعتداء يأتي في الوقت الذي يحقق فيه الجيش العربي السوري وحلفاؤه تقدما واضحا في محاربة تنظيم داعش الإرهابي الذي يندحر في البادية السورية على أكثر من اتجاه”.
كما اعتبرت الدفاع السورية أن هذا الهجوم الأمريكي “يؤكد التنسيق القائم بين الولايات المتحدة الأمريكية وتنظيم داعش الإرهابي، ويفضح النوايا الخبيثة للولايات المتحدة الأمريكية في إدارة الإرهاب والاستثمار فيه لتحقيق أهدافها في تمرير المشروع الصهيو-أمريكي في المنطقة”.
في هذا السياق، حذرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في سوريا “من التداعيات الخطيرة لهذا الاعتداء السافر على جهود محاربة الإرهاب”، قائلة إن “مثل هذه الاعتداءات لن تثنيها عن عزمها وتصميمها على مواصلة الحرب ضد تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين والمجموعات المرتبطة بهما وإعادة الأمن والاستقرار إلى جميع أراضي الجمهورية العربية السورية”.
وانطلق هذا التوجه فجر يوم 07/04/2017، عندما أطلقت الولايات المتحدة 59 صاروخا من طراز “توماهوك”، من مدمرتين للبحرية الأمريكية، على مطار الشعيرات العسكري (طياس)، جنوب شرق مدينة حمص، وسط سوريا.
وأعلن الرئيس الأمريكي أنه أمر بقصف مطار الشعيرات، زاعما أن هذه القاعدة الجوية هي التي انطلق منها الهجوم الكيميائي السوري المزعوم على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب السورية، يوم 04/04/2017، والذي أدى، حسب المعارضة السورية، إلى مقتل حوالي 90 شخصا، من بينهم كثير من النساء والأطفال.
وأعلن الجيش السوري أن هذه العملية اسفرت عن مقتل 6 عسكريين سوريين، فيما تحدث محافظ حمص، طلال البرازي، في مقابلة مع “RT”، عن مقتل 9 مدنيين جراء سقوط الصواريخ الأمريكية في المناطق السكنية قرب القاعدة، مضيفا أن 13 شخصا، هم 4 أطفال و9 نساء، أصيبوا بالضربة.
واستنكرت كل من موسكو وطهران ودمشق هذه العملية، واصفة إياها بالانتهاك الصارخ للقانون الدولي ولسيادة دولة مستقلة، إلا أن ترامب أكد، في رسالة وجهها إلى الكونغرس بشأن الضربات، التي شنتها الولايات المتحدة على سوريا، أنه سيتخذ خطوات إضافية لتأمين مصالح بلاده في مجال الأمن والسياسية الخارجية.
وفي يوم 18/05/2017 أعلن التحالف الدولي ضد “داعش” أن طائرات أمريكية شنت ضربة على قافلة لقوة عسكرية “متحالفة” مع الجيش السوري، في محيط قاعدة التنف جنوب سوريا، قرب حدودها مع الأردن.
وقال وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، إن هذه العملية كانت دفاعية من قبل القوات الأمريكية واستهدفت “قوة عسكرية تحت قيادة إيران”.
وبرر ماتيس ومسؤولون كثيرون من التحالف هذه الضربات بأن المجموعة العسكرية، التي تم ضربها، عملت داخل حدود منطقة حظر الاشتباك التي تم الاتفاق على تحديدها سابقا.
وبدوره، أكد الجيش السوري أن التحالف الدولي قام بتوجيه ضربة إلى إحدى النقاط التابعة للقوات الحكومية على طريق التنف في البادية السورية، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى، بالإضافة إلى بعض الخسائر المادية، لكنه لم يحدد هوية الضحايا.
وتعليقا على هذه العملية، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الضربة التي شنتها القوات الأمريكية على الجيش السوري منافية للقانون الدولي وتهدف إلى تحريض “النصرة” على تكثيف القتال ضد الحكومة السورية.
واستمرت هذه الهجمات على الجيش السوري من قبل القوات الأمريكية يوم 6 من شهر يونيو/حزيران الجاري، عندما أعلن التحالف الدولي أنه شن ضربات على “قوات موالية للنظام السوري” قرب قاعدة التنف جنوب البلاد، مبررا هذه الغارات بأن هذه المجموعة العسكرية دخلت، مخالفة الاتفاقات المبرمة سابقا، منطقة حظر الاشتباك ورفضت مغادرتها بعد عدة تحذيرات.
وتحدث التحالف عن تكبيد هذه القوة خسائر بالعتاد جراء هذه الضربات، لكن السلطات السورية قالت رسميا إن هذا الاستهداف أدى إلى سقوط عدد من القتلى بين جنود الجيش السوري.