الفايننشال تايمز : آمال بقاء الخليج بعيداً عن صراعات الشرق الأوسط ذهبت أدراج الرياح
نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالاً لجدعون راتشمان بعنوان “الأزمة القطرية سيكون لها تداعيات عالمية”.
وقال كاتب المقال إنه على مدى السنوات الست الماضية كان هناك عالمان عربيان”.
وأضاف أن “الأول عبارة عن عالم مليء بالعنف والتراجيديا، والثاني عالم من البهرجة والعولمة”، مشيراً إلى أن “الدول التي تنتمي إلى المجموعة الأولى هي : سوريا والعراق ومصر، أما العالم العربي الثاني يتمثل في قطر وأبو ظبي ودبي التي ازدهرت فيها السياحة، وأضحوا مقصداً للسياحة والترفيه والمال”.
وأشار كاتب المقال إلى أن “ازدهار الاقتصاد في هذه الدول الخليجية لم يتأثر بموجة العنف التي اجتاحت باقي الدول العربية”، مضيفاً أنهم استفادوا بطريقة غير مباشرة أيضاً حيث أصبحوا ملاذات آمنة في المنطقة”.
وأردف أن “الجدار الذي يفصل بين هذين العالميين بدأ بالتصدع، فالسعودية والبحرين والإمارات فرضوا حصاراً على قطر بحجة أن الأخيرة تدعم الحركات الجهادية في المنطقة لاسيما في سوريا وليبيا، لذا فإن وهم إبقاء الدول الخليجية بعيداً عن الصراعات التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، ذهبت أدراج الرياح”.
وأشار كاتب المقال إلى أن “الحقيقة هي أن السعودية لطالما كانت مستاءة من نجاح جهود قطر على الساحة الدولية كلاعب مستقل، على سبيل المثال، رعاية قطر لقناة “الجزيرة” القطرية التي تعد منصة للإخوان المسلمين – الجماعة المكروه من قبل السعودية، فضلاً عن استياء الأخيرة من علاقة قطر المقربة من إيران.
وتابع كاتب المقال بالقول إن “الخوف من المد الإيراني في المنطقة دفع بالسعودية والإمارات إلى شن حرب في اليمن”.
وختم بالقول إن “الأزمة القطرية تؤكد بأن الأيام التي كان يعتقد فيها بأن مآسي الشرق الأوسط قد تبقى بعيدة نسبياً عن دول الخليج ولت إلى غير رجعة”.