لماذا لن تستطيع روسيا واميركا أبدا أن تصبحا صديقتين
صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” استوضحت خبيرين في مجال العلاقات الدولية عم يعوق تطوير علاقات البلدين.
وسألت الصحيفة الخبير في الأمن الدولي، الأستاذ المساعد في كلية السياسة العالمية بجامعة موسكو، أليكسي فينينكو:
– هل أثر انتخاب ترامب في العلاقات بين البلدين:
إن الجواب المختصر – لا. ولكننا إذا أخذنا مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، فإن جميع الإدارات الأمريكية اتخذت النهج السياسي نفسه في مسألة الهيمنة على العالم. ومع تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991، اعتقدوا في واشنطن أنهم بلغوا هدفهم. بيد أن استراتيجيي أمريكا استمروا في اعتبار روسيا خصمهم الرئيس، باعتبارها البلد الوحيد الذي يستطيع في حال وقوع نزاع معها توجيه ضربات مؤلمة إلى الولايات المتحدة. وخلال ربع القرن الأخير، بدأ الرؤساء كلينتون وبوش الابن وأوباما باللعب معنا بلعبة “إعادة التشغيل”، ولكن ترامب لم يلعب حتى هذه اللعبة.
– ولكن لماذا يعدونه في الولايات المتحدة “مرشحا مواليا لروسيا”؟
هذه حكاية يروقهم ترويجها في الغرب، لكي يظهروا أن “بوتين أخطأ في حساباته”، مع أن من الواضح تماما أنهم ينظرون إلينا في ظل ترامب وفي ظل أي رئيس آخر كخطر وخصم، لأن روسيا وحدها لديها القدرة النووية الموازنة لقدرتهم. ذلك، إضافة إلى أننا وإياهم نحوز عمليا جميع أطياف العلوم الأساسية.
– وماذا عن الصين؟
الصين ما زالت في الطريق. فالعلوم الأساسية – هي مدارس خاصة بالرياضيات والفيزياء والكيمياء، القادرة ليس على استنساخ استنتاجات الآخرين، بل على اكتشاف نظريات علمية جديدة وإثباتها. وقد بدأت روسيا هذا الطريق في أواسط القرن التاسع عشر. أما الولايات المتحدة فقد حققت تقدمها باستخدام العلماء الألمان، الذين نقلتهم إلى ما وراء المحيط بعد الحرب العالمية الثانية، وكذلك العقول التي تهاجر إليها من البلدان الأخرى.
وبصورة عامة، كانت علاقاتنا مع الولايات المتحدة متوترة دائما. فمنذ عقيدة مونرو عام 1823، وهم يخافون من توسع روسيا من الشرق الأقصى باتجاه كاليفورنيا وجزر هاواي. وحتى في أثناء الحرب العالمية الثانية لم تكن بيننا اتفاقية تحالف، بل معاهدة تعاون مشترك فقط. ومع أننا حاربنا الفاشية معا، فإن واشنطن لم تعترف بدول البلطيق جزءا من الاتحاد السوفياتي.
أما بخصوصية المرحلة الحالية فيقول فينينكو:
المفارقة هنا هو أن خطر النزاع بين البلدين أعلى بكثير مما كان في أثناء الحرب الباردة. فسابقا كان هناك توازن، حيث كان هناك الناتو بقيادة الولايات المتحدة وكان في مواجهته حلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفياتي. حينها كان استخدام السلاح النووي في المواجهة حماقة. لأنه إذا افترضنا أننا تبادلنا الضربات النووية ودمرنا 20 – 30 مدينة، ولكن ماذا بعد؟ لم يكن بإمكان أي طرف (والآن أيضا) احتلال أرض الطرف الآخر. وإذا وقعت الحرب على أرض الغير، فإن المنتصر لم يكن يحصل على أرض صالحة للعيش. لذلك تسير الولايات المتحدة حاليا وفق استراتيجية إطاحة الأنظمة غير المرغوب بها باستخدام الأسلحة المتطورة ووحدات عسكرية صغيرة. أي ان مصالحنا قد تصطدم بمصالحهم في بلد ثالث، في سوريا مثلا.
ومع كل ذلك، علينا تجنب تطور المواجهة بيننا إلى حرب شاملة أو حتى إقليمية.
أما المحلل السياسي المختص بالشؤون الأمريكية سيرغي سوداكوف فيقول:
أن نكون أعداء – ذلك هو أبسط سيناريو. فروسيا والولايات المتحدة اليوم يختلفان في تقييمهما للأوضاع العالمية. وهذا يعني أننا يمكننا أن نكون شركاء ولكن مع بعض الاختلافات. لأنه ليس من مصلحة ترامب معاداة روسيا دائما. صحيح نحن خصوم، ولكننا لا نتحول إلى حالة الحرب، لأنها مميتة للطرفين. أي علينا تطوير نموذج لشراكة ما. وترامب يريد الاستفادة من الموارد الروسية لبلوغ أهدافه العالمية – في سوريا وكوريا الشمالية وإيران، لكنه يدرك أننا قد نطلب مقابل ذلك ثمنا باهظا. أي أن الولايات المتحدة وروسيا سوف تتقدمان تدريجيا نحو نقاط التماس. وهذا سيكون تعاونا مفيدا، وليس صداقة أو شراكة.
ترجمة واعداد كامل توما