جناحا النصر .. و 2017 عام الحسم العسكري .. وفيق السامرائي يكتب
في الوقت الذي انجزت قوات الحشد أروع مناورة استراتيجية بعد الحرب العالمية الثانية في ضبط جبهة واسعة من الحدود السورية، تواصل قوات مكافحة الارهاب تصدر عملية اقتحام مركز مدينة الموصل، مع قوات أخرى، بقيادة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي الذي جمع بين فنون الحرب وعلم الاستخبارات والأمن بما جعله القائد المفضل لجهاز مكافحة الارهاب خصوصا بعد نجاحه في تكريت والفلوجة وآرائه النقدية المتفتحة لسير عمليات الموصل. ولا أغالي عندما أقول بأنني أعجبت بفلسفة القيادة التي يتمتع بها وقدرته التحليلية.
الخلل الاستراتيجي غالبا ماتكون معالجته صعبة ومعقدة، مع ذلك، تمكنت قوات الموصل وشجاعة القادة والمقاتلين من التغلب على هذه العقدة.
وفي ظل الاضطراب الاستراتيجي الخطير في عموم المنطقة، ومع وجود التهديدات المحلية والإقليمية،
فإن الحاجة تدعو الى المحافظة على كل القوات المسلحة من الجيش والحشد والمكافحة والشرطة المركزية وتطويرها تسليحا وتجهيزا وأن تكون للحشد موازنة محددة لاتعتمد على استقطاعات نسبية.
اننا لم نر تكريما للمقاتلين الشجعان ولا للقادة وهو خلل كبير يجب تجاوزه فلا أحد أكثر منهم يستحق التكريم.
النصر في الموصل بات وشيكا معمدا بتضحيات كبيرة، ولا يجوز خضوعها لأي مساومات سياسية، وإن تلعفر عانت أكثر مما عانت الموصل. واقترب موعد تحريرها.
المعطيات كلها تشير الى أن هذا العام سيكون عام الحسم عسكريا بمنع الدواعش من السيطرة على أي أرض عراقية، إن لم تتدخل السياسة لأهداف سياسية.