المنطقة الشرق أوسطية بلمسة ناعمة أميركية ومنطقة مغامرات مفتوحة !! دولت بيروكي يكتب ..
كانت قوته الناعمة من تحت المكشوف ,كسب نقاط الشعب وحسم جذب الإهتمام الأمريكي له,فكانت له بصمات تشير منذ زمن إلى أنه قد يقفز في لحظة على هرم الحكم بالمملكة العربية السعودية.
فبالرغم مما كان يشكله نايف بن عبد العزيز داخل الدولة السعودية من محاور قطبية رحية بالوقاية من اثار الحرب الناعمة التي يقودها الإبن المحبب لدى الملك سلمان ,إلا أن هذه الخطوة المتسارعة من هذا الأخير في إعلان إبنه محمد بن سلمان وليا للعهد,تؤكد بروز هذا المقترح في اللحظة التي تسلم به الملك سلمان ,ملك السعودية زمام الحكم .
لقد ظهرت إستراتيجيات ولي العهد الجديد ,منذ تسلمه لوزارة الدفاع السعودي,وقيادته للحرب على اليمن,أو مايعرف بعاصفة الحزم,ليحط له قدم بالمنطقة مع الحليف الأكبر لدولته الولايات المتحدة ,فالشاب حمل معه نظريات تتقاطع مع الإدارة الأمريكية في كل من أزمة اليمن وأزمة إيران
,والتي توجه لها شخصيا بتهديد هو الشديد من نوعه لمسؤول سعودي عندما صرح بأن الإيرانيون سيدفعون ثمن دعهم للحوثيين عبر نقل الحرب إلى داخل طهران ,فهل أمريكا بلمستها الناعمة للمنطقة تريد منها منطقة مغامرات مفتوحة؟
إن الولايات المتحدة بعهدة ترامب ,ترى بأن القوة الناعمة هي التي ستعوضها عن خسائرها في الحروب السابقة,على طريقة الحرب الباردة تريد منها أن تكون وسيلة ناجعة,فعندما نتحدث عن مقاطعة قطر مثلا وحصارها ونجد أن الأسباب التي طرحت لا تمت للواقع بشئ,وهذا مايفسر مواقف الولايات المتحدة المتضاربة إزاء هذه الأزمة التي ستكمل شهرها الأول,فالدولة القطرية الأصغر بالمنطقة هي دولة أيضا كبرى في نظر الإدارة الأمريكية,بسياستها المفتوحة وحضورها الفعال في حروب المنطقة والأهم من ذلك فهي الحليف الأقوى لدولة تركيا ,مما يفسر وضعها بمواقف متباينة, فالمحاصرون حلفاء واشنطن ,الاكبر في تصدير النفط والقرار السياسي الجديد الذي تريده بالمنطقة.
إن القوة الناعمة التي تنتهجها الولايات المتحدة ماهي إلا تعزيز لقوتها الصلبة,فكلا منهما يعزز الأخر داخل إستراتيجياتها الخارجية ,ولأن الحصول على السلم أصعب من الحصول علي الحرب,فإن الأولويات التي وضعتها إدراة ترامب إبان حملتها الإنتخابية,والمتمثلة بالسير قدما نحو إنهاءعملية السلأم في الشرق الأوسط مع حضور لقوى جديدة بالمنطقة ,هذه الأخيرة التي وإن تحققت ستكون بداية تقسيم جديد للشرق الأوسط,وبدايات حروب بالوكالة على رموز المقاومة بالمنطقة,وعملي قفز واضحة فوق إرادات شعوب المنطقة وهإضفاء الهيمنة عن طريق جديد.
إذ لم يكن قدوم ترامب مدفوعا بإستعمال القوة الصلبة لتحقبق غاياته فقط,بل جاء يحمل في أولى إستراتيجياته منهجية ناعمة تحاول تغيير المنطقة لصالحه,على كل الأسس الإقتصادية منها قبل كل شئ,ثم السياسية أيضا,إلا أن أزمات المنطقة التي بدأت وإنقلابتها الناعمة في عواصم خليجية ماهي بالأساس إلا بوادر ريح ربيع قادم من لمسات واشنطن الناعمة على سيادة الدول وحريات شعوبها.
دولت بيروكي