هل أردوغان مصاب بالسرطان…وما تداعيات موته على المنطقة ؟

هل أردوغان مصاب بالسرطان…وما تداعيات موته على المنطقة ؟

تناقلت الصحافة التركية معلومات متناقضة بشأن الحالة الصحية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أغمي عليه يوم السبت الماضي أول أيام عيد الفطر، أثناء أدائه صلاة العيد في أحد المساجد في اسطنبول، ولكن الخدمة الصحفية للرئيس أكدت أنه بخير ويتمتع بصحة جيدة.

ولكن مصادر من المخابرات الأمريكية أكدت قبل عدة سنوات إصابة الرئيس التركي بسرطان غير قابل للشفاء. وهنا يكمن السؤال…ماذا ينتظر المنطقة في حال وافت المنية الرئيس التركي أردوغان؟
ووفقا للرواية الرسمية، فإن سبب إغماء أردوغان هو ارتفاع ضغط الدم المرافق لمرض السكري، حيث أعلن أنه بخير ويشعر بصحة جيدة. ولكن هناك أدلة غير مباشرة من شأنها أن تكشف أن الشيء الذي تعرض له ليس عرضيا، وإنما مرض جدي وخطير.

في السنوات الأخيرة، غالبا ما قام الزعيم التركي بإلغاء حضور أحداث هامة كانت مقررة سلفا، ففي أوائل شهر نيسان/ أبريل (في خضم الحملة الانتخابية)، ألغى كلمة كان عليه أن يلقيها في محافظة أرضوم ومدينة وان، عندها أعلن المكتب الصحفي للرئيس أردوغان أنه “فقد صوته”. وعلى ما يبدو أنه ليس السبب الحقيقي وراء ذلك، فمن المعروف أن لدى أردوغان مشاكل في الأعضاء الداخلية وخاصة في البنكرياس، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية أجرى عمليتين على الأقل في القناة الهضمية. الأولى كانت في نوفمبر من عام 2011، والثانية في فبراير من عام 2012 وهذا ما تم تأكيده من قبل السلطات الرسمية. وفي أغسطس من عام 2013 تم نقله إلى المشفى بسبب آلام حادة في البطن، ولكن لم تؤكد الإدارة الرئاسية من إجراء عملية له في ذلك الوقت، حيث كانت المعلومات آنذاك في غاية السرية، ولم يتم الإفصاح عنها إلى الوقت الحالي.

كما أن السلطات تحاول في كل الوسائل منع وصول المعلومات الصحية عن أردوغان. ولكن لتسريبات “ويكيليكس” في عام 2012 مكان من المصداقية، حيث جاء في التسريبات أن الرئيس التركي يعاني من سرطان القولون غير القابل للشفاء، وكانت مجموعة الهاكرز “Anonymous” وراء تسريب هذه المعلومات، التي استطاعت الوصل منذ فترة ليست بالبعيدة إلى تقارير استخباراتية أمريكية سرية تفيد بمرض أردوغان.

كما قامت مجموعة هاكرز أخرى تدعى “Fuck FBI Friday” بنشر مراسلة موظفي مركز الاستخبارات التحليلي الأمريكي “ستراتفور”، حيث جاء في المراسلة أن عميلا يدعى، فاروق ضمير، تلقى معلومات من جراح أردوغان الشخصي عن موت قريب له. كما قال ضمير أن الأطباء فعلوا ما بوسعهم، ولكنهم لم يعدو أردوغان بحياة مديدة، وفق الصحيفة الأمريكية “International Business Times”.
وبالتالي، إن كانت تسريبات “ويكيليكس” صحيحة (عادة ما تكون موثوقة)، فإن أيام الزعيم التركي باتت معدودة. ومع ذلك حث أردوغان المواطنين الأتراك عدم تصديق مثل هذه الشائعات قائلا “الله وحده يعلم كم يعيش الإنسان. وإن جاءت ساعة الموت، فلا يمكن تأجيلها أو تسريعها، ومن المحزن عندما يصدق الناس تلك الإشاعات، التي تتكلم عن ما تبقى لي من الوقت في هذا العالم”.

ويقوم الطبيب الشخصي لأردوغان بعلاجه تارة من ضغط الدم، وتارة أخرى من مرض السكري أو قرحة المعدة وأخيرا من إلتهاب الحبال الصوتية. ولكن هناك تقارير أخرى تفيد بإصابته بأمراض نفسية، حيث أعلن زعيم “حزب الشعب الجمهوري” المعارض “لا أعتقد أن مرض أردوغان مرتبط بغدة البنكرياس، وعلى ما يبدو، يتم معالجته من اضطرابات نفسية”. كما أن “العدو الأول” لأردوغان السياسي فتح الله غولن يتوافق مع رأي زعيم المعارضة، حيث قال “أردوغان مريض نفسيا، وعن مرضه هذا يتكلم الكثيرون”. ووفقا لغولن، يرافق الرئيس التركي بشكل مستمر فريق كامل من الأطباء ذوي الخبرة من مختلف التخصصات، بما في ذلك الأطباء النفسيون.

وإذا يمكن اعتبار عدم الاتزان مظهر من مظاهر الاضطرابات النفسية، فيمكن القول بأن أردوغان مريض، ولكن لا تؤدي النوبات النفسية والمرض العقلي إلى الموت، بينما التشخيص الطبي عن مرض السرطان فهو حكم حتمي لا مفر منه بالموت.

ماذا سيحدث لتركيا لو كانت تسريبات “ويكيليكس” صحيحة وأن الرئيس التركي بالفعل مصاب بالسرطان؟ من سوف يحل مكانه وأي سياسة سوف يتبع؟.
الإجراءات العامة التي يتخذها أردوغان لا تسمح لنا بمعرفة من يود أن يرى في منصبه. ولكن نوقشت هذه المسألة في الصحافة مرارا وتكرار، حيث يكون أقوى المرشحين لمكان الزعيم التركي صهره بيرات البيرق البالغ من العمر 39 عاما والذي يشغل الآن منصب وزير الطاقة. ومن المنافسين الأقوياء لبيرات هو هاكان فيدان رئيس الاستخبارات التركية البالغ من العمر 49 عاما، بينما فرصة كلا من رئيس الوزراء بن علي يلدرم، ووزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو متواضعة.

ومع ذلك، فمن الممكن عدم بقاء السلطات الحاكمة الداخلية على رأس عملها، في حال موت الحاكم، حيث يمكن للجيش التركي اختيار رئيس للبلاد. وينشط أنصار الداعية الإسلامي فتح الله غولن. وتحاول المعارضة العلمانية الأخذ بالثأر، ويعود الداعية الإسلامي فتح الله غولن إلى السياسة التركية، بينما التطورات في المناطق المجاورة لتركيا يمكن أن تكون غير متوقعة أبدا، حيث يجب علينا أن نكون مستعدين لذلك.

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com