لبنان تقيم مؤتمر إسلامي – مسيحي لملاقاة “إعلان الأزهر”
انطلقت في لبنان، صباح اليوم السبت 1 يونيو/تموز، أعمال مؤتمر ديني إسلامي – مسيحي، يقول القائمون عليه أنه يستهدف ملاقاة “إعلان الأزهر”، الذي صدر في ختام اجتماع ديني للتعايش الديني، نظمته مشيخة الأزهر في القاهرة، في أواخر شهر شباط/فبراير الماضي.
وقال البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، في كلمة ألقاها خلال افتتاح أعمال المؤتمر، الذي ينعقد في “جامعة اللويزة” (شمال بيروت):
إن هذه القمة الروحية هي في الأساس وليدة رغبة لدى الأشخاص الذين شاركوا في مؤتمر الأزهر عن موضوع المواطنة والحرية والتنوع والتكامل، فاعتبروا أن من الضرورة عقد قمة روحية إسلامية مسيحية في لبنان، تكمل هذا الموضوع بالخبرة اللبنانية، وتعطيه دفعاً جديداً ومتجدداً.
وأشار البطريرك الماروني إلى أن هذه القمة تهدف إلى وعي أهمية لبنان في محيطه العربي وإلى حمايته ومساعدته على تخطي هذه المرحلة الصعبة التي تلقي بثقل نتائجها وتداعياتها عليه وإنه من الواجب حفظ لبنان كواحة لقاء وحوار للأديان والثقافات والحوار بوجه السعي المبرمج لتأجيج الصراع فيما بينها.
وأضاف “أن لبنان، وبحكم ميثاق العام 1943، يجعل من العيش المشترك أساسا لنظامه السياسي، بحسب مقدمة الدستور التي تنص على أنّ لا شرعية لسلطة تناقض العيش المشترك.
وتابع الراعي: لا يخفى على أحد كم أن الأحداث المؤلمة التي تمزق بلدان الشرق الأوسط وكم أن استقبال لبنان لمليوني نازح ولاجئ من فلسطين وسوريا والعراق قد خلفت وما زالت تداعيات خطرة على لبنان وكيانه وشعبه واقتصاده وثقافته فضلاً عن المخاطر التي تهدد أمنه واستقراره.
وطالب الراعي المجتمع الدولي بالعمل الجدي على إيقاف الحروب الدائرة في سوريا والعراق واليمن والأراضي المقدسة وإيجاد الحلول السياسية لها.
من جهته، قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في كلمة ألقاها خلال افتتاح المؤتمر:
إنّ هذا العمل الذي نقوم به اليوم، متعاونين متضامنين، قادةً دينيين، ومثقَّفين، ومن رجالاتِ العمل العام، هو عمل وطني كبي بالفعل، وهو عمل إسلامي ومسيحي جليل.
ورأى دريان أنّ الدولة الوطنية العربية بالذات تواجه أزمنة صعبة، فهناك حروب أهلية وغير أهلية ناشئة في عدة دول عربية، وهناك تكالب إقليمي ودولي على الدولة العربية، من أجل الإضعاف أو الإزالة.
وتابع: هناك إصرار من كل اتجاه على اعتبار الثوران الديني أكبر المشكلات التي تواجهها الدول العربية، وأنا أرى أن المتطرفين الانشقاقيين يشكلون مشكلة كبرى للدين والدولة، ولكن دولنا وإداراتها تواجه مشكلات أخرى غير دينية، كانت ولا تزال بين أسباب تصدّعاتها.
واعتبر دريان أن على القادة الدينيين في العالم العربي مراجعة تجاربهم لهذه الناحية، فكم ساعدوا وكم عملوا على صون دولهم الوطنية التي تخدم الإنسان والعمران، وتكون مسؤولة عن إحقاق الحق والأمن والمواطنة.
وأضاف أن مؤتمر الأزهر جعل لهذه الدولة ركنين، العيش المشترك والمواطنة، وفي كلا الأمرين نستطيع أن نجدّ ونعمل من دون أن نتجاوز أحداً، ومن دون أن ندّعي ما ليس لنا، أو ما ليس من صلاحياتنا.
وأكد المقتي أن اللبنانيين شديدو الاعتزاز بالتجربة في المواطنة والعيش المشترك، مشدداً على أنه من واجب القادة الدينيين، الضغط باستمرار، وبشتى الوسائل، للنهوض بقيم العيش المشترك وممارساته، ومن المتوقع، بعد جلسات نقاش داخلية، أن يختتم المؤتمر أعماله ببيان ختامي، بعنوان “إعلان اللويزة”.