مركز بحوث دولي : بن سلمان متهور قاد بلاده لمغامرات خطيرة وورّط واشنطن في حروب المنطقة
وصف آرون ديفيد ميللر من مركز ويلسون للباحثين وريتشارد سوكلسكي من وقفية كارنيغي للسلام العالمي، ولي العهد السعودي الجديد بالشخص العاجز المتهور ونصحا الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمعاملته بهذه الطريقة.
وفي مقال نشره موقع “بوليتكو” قالا فيه إن ترامب يتصرف مثل ولد مغرم بنجم ويبدو في حالة من النشوة وهو يتقرب من الملك سلمان وابنه البالغ من العمر 31 عاماً والمعروف بين الدبلوماسيين بمختصر اسمه “م ب س” أي محمد بن سلمان. ومع أن الرؤساء الأميركيين منذ فرانكلين ودوايت أيزنهاور كانوا متيمين بالعائلة السعودية الحاكمة إلا أن الوله في حالة ترامب يحمل مخاطر.
فالأمير الشاب الذي سيصبح ملكاً لن يجر فقط بلاده إلى ركام من المشاكل بل هناك إمكانية لأن يجر الولايات المتحدة معه. ويقول الكاتب إن ترامب ليس الوحيد الذي يغدق المديح على الأمير الشاب بل وحظي بالثناء من شخصيات مثل ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأميركي ووزير الخارجية الألماني ومديرة صندوق النقد الدولي ومدير البنك الدولي. ويرى هؤلاء أن الأمير مهندس رؤية 2030 التي تطمح لتحديث السعودية وتنويع اقتصادها يعتبر شخصاً حداثياً ودينامياً مستعداً للمخاطرة في بلد معروف عنه بالحذر. ويقول الكاتبان أن لا أحد يعرف إن كان الأمير سيكون قادراً على تحقيق هذه التوقعات أم لا، خاصة ان القوى المضادة والتحديات الكبيرة التي سيواجهها قد تحدد من أفق حركته.
أخطاء “ملكية” فادحة
إلا أن الكتابة واضحة على الجدار عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، ففي العامين اللذين شغل فيهما منصب ولي ولي العهد ووزير الدفاع قاد “م ب س” بلاده إلى سلسلة من الأخطاء الملكية الفادحة في اليمن وقطر وإيران. ويبدو أنه بالغ بتقديم الوعود فيما يمكن للسعودية أن تقوم به أو ما هي مستعدة للقيام به في ملف التسوية الإسرائيلية -الفلسطينية.
ويعلق الكاتبان: “بدلاً من أن يظهر بصيرة وتجربة فقد أثبت أنه متهور وانفعالي وبحس قليل يربط الأساليب بالإستراتيجية. ولسوء الحظ استطاع توريط وجر إدارة ترامب الجديدة في عدد من المغامرات الفاشلة أيضا”. ويقول الكاتبان إن اللوم في النهاية لا يقع على الأمير بجر واشنطن إلى خططه ومكائده بل اللوم يقع على البيت الأبيض الذي اعتقد وبسذاجة أن الرياض ودول الخليج الفارسي العربية تعتبر مهمة لمساعدة الولايات المتحدة على تحقيق أهدافها الرئيسية الثلاثة بالشرق الأوسط وهي: هزيمة تنظيم داعش ووقف التأثير الإيراني وتحقيق تسوية بين العرب والإسرائيليين. و”بناء على سلوك السعودية منذ وصول الملك سلمان وم ب س إلى السلطة عام 2015 فمن الواضح أن الرياض لا تستطيع أن تفي بأي من هذه الأهداف.
ولو لم تقم واشنطن بوضع قواعد للعبة أو تبعد نفسها عن المغامرات السعودية الفاشلة فستجد بالتأكيد هذه الأهداف بعيدة المنال”. ويقترح الكاتبان ثلاثة من الأمور التي يجب على الإدارة الأميركية التفكير بها قبل أن تصبح سياستها الخارجية في الشرق الأوسط شركة فرعية يملكها السعوديون.
مغامرات… و”لمسة ميداس”
الأول: هل يمكن للسعوديين تجنب مغامرات فاشلة جديدة؟ ويشيران هنا إلى أن “م ب س” كان “لمسة ميداس” ولكن بشكل معكوس (فالملك الإغريقي كان يحول كل شيء يلمسه إلى ذهب). ففي كل مبادرة أشرف عليها الأمير تحولت إلى فوضى عارمة، فهو كما يقولان مسؤول عن حرب اليمن. وبناء على توجيهاته يقوم السعوديون وحلفاء خليجيون آخرون بحملة جوية قاسية وعنيدة أدت إلى كارثة إنسانية وقتلت آلاف المدنيين وتسببت بأضرار فادحة على البنى التحتية المدنية وزادت المجاعة سوءاً.
ويجد السعوديون وحلفاؤهم أنفسهم اليوم في مستنقع اليمن.
ولم يكونوا قادرين على إخراج انصار الله وحلفائهم من العاصمة أو السيطرة على شمال البلاد. ولا تملك الرياض خطة قابلة للتطبيق على المستوى الدبلوماسي. وبدعم الأميركيين للجهود الحربية السعودية زاد تأثير القاعدة في اليمن والتأثير الإيراني وأثروا على الأمن القومي السعودي من خلال دفع اليمن إلى حافة الهاوية. ويقول الكاتبان إن السعوديين أوقعوا أنفسهم والأميركيين في حفرة عميقة وعليهم التوقف عن الحفر حتى يستطيعوا الخروج منها”. وتبدو بصمات ولي العهد واضحة على الحملة ضد قطر. ومثل اليمن شجعت المملكة حلفاءها الخليجيين على الانضمام إلى الحملة. ويقول الكاتبان إن دعم ترامب المفتوح للموقف السعودي فاقم الأزمة ووجّه صفعة قوية للدبلوماسية الأميركية في الخليج الفارسي.
فقد مزقت السعودية في قتال لا داعي له مع قطر التحالف السنّي الذي عملت الولايات المتحدة من أجل بنائه ضد تنظيم داعش وإيران. ويعلق الكاتبان “لا تخطئ الظن، فقد قام ولي العهد بهندسة هذا النزاع لا لمعاقبة قطر على تمويل الإرهاب (وهو تعليق منافق يأتي من السعوديين الذين قام مواطنوهم بتقديم الدعم للمتطرفين الراديكاليين طوال السنين) بل من أجل إنهاء السياسة الخارجية المستقلة لقطر ومعاقبتها على دعم الإخوان المسلمين وعلاقتها مع إيران”، فالسعوديون يريدون ببساطة تحويل قطر إلى دويلة تابعة لهم كما فعلوا مع البحرين، وكجزء من خطة للهيمنة على كل منطقة الخليج الفارسي. ويعلق الكاتبان هنا بأن الخطط التي بالغ فيها ولي العهد وضعت المملكة امام تصادم خطير مع إيران. وستجد الولايات المتحدة بموقفها المتشدد ودعمها للسعودية نفسها قد جرت للحرب مع الجمهورية الإسلامية. وزاد الأمير من إشعال المواجهة من خلال تصريحاته التي تثير النزاع الطائفي في المنطقة كما يشرح ميللر وزميله في إشارة لتصريحات الأمير حول مواجهة إيران على أراضيها. ويضيفان أن قرار الولايات المتحدة الوقوف مع السعودية ضد اليمن وقطر مثل من يصب الكاز على النار بدلاً من العمل على إطفاء الحريق.
السلام والسعودية
ويرى الكاتبان أن التهديد المزدوج من إيران والتنظيمات الجهادية بالإضافة لحالة التعب التي أصابت العرب بسبب النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي الطويل قد أدت الى تلاقي مصالح بين دول الخليج الفارسي العربية والكيان الإسرائيلي.
والسؤال فيما إن كان هذا الاصطفاف معاً سيتحول إلى شيء عملي، بشكل يسهم في تسهيل عملية التسوية التي تقود إلى ما يطمح ترامب تحقيقه وهي “الصفقة الكبرى”. ويقول الكاتبان إن السعوديين ربما عبروا عن استعداد أكبر للتعاون من ذي قبل، في مجالات الطيران وفتح الأجواء السعودية للطيران الإسرائيلي مثلاً والتواصل التكنولوجي والتجاري. وحتى يتم تحقيق اختراق في العلاقات فيجب على إدارة ترامب تلبية ما يريده السعوديون، أي وقف الطموحات الإيرانية في المنطقة “والذي نعتقد أنه غير ممكن وضار بالولايات المتحدة”، بالإضافة لبذل جهود جادة على صعيد التسوية ودفع إسرائيل لتنازلات كبيرة وصغيرة نيابة عن الفلسطينيين. وربما استعد السعوديون لبناء جسور ثقة لكن لن يقوموا بفتح العلاقات الدبلوماسية كما تريد إدارة ترامب. فهذا يحتاج لتنازلات إسرائيلية في ملف القدس وحدود عام 1967 والتي لن تتحقق في ظل حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية. ويعلق الكاتبان بأن الإدارة ربما بالغت في توقعاتها من السعودية ولم تكن واقعية حول ما يمكن للسعوديين تقديمه في هذا السياق.
فالسعودية لن تعرض نفسها لنقد إيراني ومن العالم العربي في قضايا مثل القدس حتى تتم الإستجابة للمطالب. ومن دون حل لملف القدس فلن يتمكن ترامب من تحقيق صفقته الكبرى.
ويدعو الكاتبان هنا الإدارة التوقف عن تقوية السعودية ووضع قواعد للتعامل.
صحيح أن ترامب متيم بالسعوديين بسبب صفقات الأسلحة وما أغدقوه عليه من كرم حاتمي الشهر الماضي إلا أنه ينظر للسعوديين كمفتاح مهم لتحقيق أهدافه في المنطقة. مع أنه لم يلتفت في علاقته معهم لحقوق الإنسان ومنحهم الحرية لمواصلة أجندتهم المعادية لإيران. ويشير الكاتبان إلى أن “م ب س” هو المحرك الأساسي للمغامرات المتهورة. فقد جر الولايات المتحدة للمشاجرات المحلية بشكل خلق مخاطر لمواجهة جدية بينها وإيران، بشكل يؤثر على الإتفاق النووي معها في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة خطراً نووياً أكبر من كوريا الشمالية.
خطوط حمر
ومن هنا يدعو الكاتبان إلى مجموعة من الخطوط الحمر التي ترسمها الولايات المتحدة مع السعودية. فلدى واشنطن الكثير من النفوذ الذي يمكنها استخدامه مع السعوديين، فهؤلاء لا يزالون يعتمدون بشكل كبير على الولايات المتحدة في التسليح والأمن. ففي اليمن مثلاً، على الولايات المتحدة أن تحذر السعوديين من أنها ستوقف التعاون العسكري حالة لم تقدم الرياض الدعم لخطة السلام التي ترعاها الأمم المتحدة. وفي قضية قطر، يجب على البيت الأبيض والخارجية الضغط على كل من السعودية والإمارات تخفيف قائمة المطالب من قطر وإنهاء النزاع. وفي إيران، على إدارة ترامب التعلم من إدارة أوباما بدلاً من الإنخراط في لعبة من التهديدات البلاغية.
ويجب أن تؤكد للسعوديين أن الدعم ليس مشروطاً بل يعتمد على التهدئة مع إيران. وينهي الكاتبان بالقول إنهما ليسا متأكدين من قيام البيت الابيض بعمل هذا. ويقولان إنهما كتبا المذكرة وراء المذكرة عندما كانا يعملان في وزارة الخارجية حيث انتقدا السعودية واعتمادها غير الصحيح على الولايات المتحدة لحل المشاكل الإقليمية بالقوة وفشلها في استخدام قوتها الإقليمية لحل النزاعات، وظلت مترددة في مجال دعم عملية التسوية.
غرائز قادة… وحلول للأزمة؟
وفي سياق الأزمة الخليجية مع قطر تساءل الصحافي ستيف كول، عميد كلية الصحافة في جامعة كولومبيا ومؤلف عدد من الكتب منها “آل بن لادن” مقالاً في مجلة “نيويوركر” تساءل فيه إن كان بالإمكان حل الأزمة. وتحدث فيه عن الإجراءات التي اتخذتها السعودية والإمارات ضد قطر ومطالب إغلاق كل من قناة الجزيرة والقاعدة العسكرية التركية، مشيراً إلى أن دول التحالف المعادي للدوحة وعدت بممارسة ضغوط جديدة حالة انتهى الإنذار يوم الإثنين. وعلق كول أنه لا توجد أي فرصة لموافقة قطر على 13 مطلباً بالكامل. ووسط هذا الخلاف هناك 10 آلاف جندي أميركي يعملون في قاعدة “عيديد” العسكرية. ويقول إن الجنود الأميركيين يقومون كل يوم بشن هجمات ضد تنظيم داعش وطالبان وأهداف أخرى في سوريا والعراق وأفغانستان.وفي الوقت الذي يقدم الأميركيون التضحيات من ضد أعداء الذي يقود الحصار، يقوم هذا بمحاصرة حليف للولايات المتحدة وبمباركة من الرئيس ترامب الذي شجع على محاصرة قطر من خلال تغريداته. ويرى كول إن النزاع يقدم صورة عن الحالة النشاز التي باتت علامة عن عصر ترامب. فقد أصبح القادة حول العالم وفي واشنطن ممن لا يخشون المحاسبة يتصرفون بناء على غرائزهم فيما يتعلق بالشؤون الدولية. وبات الأقوياء يخلطون بين البلطجة ورجل الدولة، ومن خلال التمادي الكبير يكشفون عن ضعفهم بشكل يؤدي إلى فوضى ومخاطر.
ويضيف بأن الوضع المعقد في الخليج “الفارسي” هو قصة عن الحطام المشتعل للربيع العربي. فالتحالف الذي يحاصر قطر يمثل الثورة المضادة ضد الإخوان المسلمين وغيرهم من الحركات الإسلامية التي عبأت صفوفها وإن بشكل قصير إلى جانب المتمدنين العرب في بداية عام 2011. وفي الفترة الأخيرة منحت الجزيرة وقطر وتركيا مساحة للتنفس للإخوان المسلمين وغيرهم من الإسلاميين ممن يريدون الاستمرار في التعبئة من خلال القواعد الشبابية والإنتخابات. ففي عام 2012 فاز الإخوان في انتخابات حرة وتمت الإطاحة بهم بعد عام. وسواء كان الإخوان المسلمون جماعة ديمقراطية أو أنهم يستخدمون الإنتخابات لإقامة ديكتاتورية أمر يظل محلاً للنقاش. ويعتقد كول أن حصار قطر يمثل آخر عرقلة للجهود الأميركية التي تقوم بها منذ ثلاثة عقود كي تقيم قواعد عسكرية بمنطقة الخليج الفارسي، حيث تبتعد دولها عن الإنتخابات وتقمع حرية التعبير.
العم الثري
ويضيف الكاتب إن الأميركيين وفي لحظات معينة كان عليهم التحرك من قاعدة عسكرية لأخرى والاختيار كما هو حال العم الثري الذي أُجبر على التنقل بين الاقارب المتناحرين من دون فهم طبيعة النزاع. ويشير إلى انتقال الأميركيين من قاعدة الملك عبد العزيز في الظهران، والتي كان الطيران الأميركي يشرف منها على منطقة الحظر الجوي في العراق، وذلك بعد حرب الخليج الفارسي الأولى في بداية التسعينيات من القرن الماضي. وبعد 25 حزيران (يونيو) 1996 شجعت السعودية الأميركيين على تغيير القاعدة بعد تعرض مجمع للجنود الأميركيين في الخبر لهجوم قتل فيه 19 جندياً وجرح 500 تقريباً ونفذته عناصر تابعة لحزب الله. ويبدو أن السعوديين كانوا قلقين من إثارة الوجود الاميركي مشاكل داخلية ثم جاءت هجمات سبتمبر 2001 وما تبعها من قرار جورج دبليو بوش غزو العراق عام 2003 بشكل جعل العائلة السعودية قلقة. وكانت قطر بثروتها الجديدة من الغاز تراقب توتر العلاقات الأميركية – السعودية وبدأ أميرها ببناء قاعدة عسكرية في العيديد خارج العاصمة الدوحة حيث عرض على الأميركيين استخدامها وبقيود أقل من السعوديين. وفي نيسان (إبريل) 2003 أعلنت الولايات المتحدة نقل عملياتها إلى قطر. وحسب ستيفن سايمون، الذي عمل في قضايا الشرق الأوسط بمجلس الأمن القومي في أثناء فترة بيل كلينتون: “قدم القطريون لنا عرضا لم نستطع رفضه”. وقدمت القاعدة الأمن الذي تحتاجه قطر. وعندما أصبحت لقطر ثروتها خاصة من الغاز وأنشأت قناة الجزيرة بدأت بتبني سياسة خارجية مستقلة بشكل أغضب السعوديين. ويقول كول إن أعضاء التحالف المعادي لقطر يشترك في عدائه للإخوان المسلمين وإيران. وفي السعودية والإمارات فالخوف من الإخوان حاد، خاصة أن الجماعة تتمتع بمصداقية شعبية وقدرات تنظيمية وتدعو للديمقراطية والتشارك السياسي، وهو ما لا تدعو إليه الديكتاتوريات المشاركة في التحالف.
وبالنسبة لإيران فالخلاف وإن كانت له أبعاد طائفية إلا أن البلد لديه كم من الكفاءات التي ستجد فسحتها لو تم تحييد مؤسسة رجال الدين. وكما قال أحد المحللين “تعرف إيران أنها باقية لمئات السنين وستظل تركيا لمئات السنين أما دول الخليج “الفارسي” فهي ليست متأكدة. وفي النهاية فناطحات السحاب في دبي وأبو ظبي والرياض والمنامة قامت على أساسات هشة”.
لماذا قطر؟
والسؤال لماذا استهداف قطر؟ ألا يوجد لدول الخليج الفارسي الثرية- السعودية وقطر والبحرين والكويت والإمارات ملامح ضعف أكثر من مظاهر خلاف؟ وإذا كانت السعودية قلقة من دفء علاقة جارتها مع إيران فلماذا تختار قطر؟ فلعمان علاقات جيدة مع طهران أكثر من علاقة الدوحة معها. وعلاقة قطر مع الجمهورية الإسلامية محكومة بمشاركتهما في حقل الغاز الطبيعي. كما أن علاقة قطر مع الإخوان وإشراكهم ليس أمراً استثنائياً ففروع الإخوان في الكويت وفي الأردن تشارك في البرلمان. أما قناة الجزيرة فغرفة الأخبار فيها تمثل تنوعاً نادراً في العالم العربي. ولم يكن التحالف مهتماً بإخفاء نواياه. ففي تصريحات لـ “الغارديان” قال السفير الإماراتي لموسكو: “لا نزعم ان لدينا حرية تعبير ولا نروج لحرية الصحافة”. وهناك قانون في الفيزياء يقوم على أن المطالب التي لا يمكن تحقيقها فلن تتحقق. والسؤال كيف يمكن للتحالف حل المشكلة التي خلقها؟ ومن الخيارات المتوفرة أمامه، التراجع عن مطالبه والقبول بأقل مما كان يطمح. يرضى بأن قطر التي تم تأديبها ستوقف نشاطاتها بعد الأزمة.
أما الخيار الثاني فهو التصعيد إلى نقطة اللاعودة. وربما دفعت السعودية الدوحة في تحالف أعمق مع إيران وتركيا. وذلك بشكل يشوّه صورة قطر في عين الإدارة الأميركية الساذجة ودفعها لتغييرالقاعدة. وقد عبرت الإمارات عن استعدادها لاستقبال الطيران الأميركي في العديد وكذا القيادة المركزية الأميركية. وبالنسبة للولايات المتحدة فإن التخلي عن قطر في الوقت الحالي هو استسلام للعدوان والغطرسة.
المصدر: القدس العربي