تل ابيب بحاجة الى إستقلال إقليم كوردستان.. باحث اسرائيلي يتحدث
من المقرر ان يتم إجراء إستفتاء في 25-9-2017 حول مستقبل إقليم كوردستان العراق، وسيقرر الشعب من خلال مشاركته بهذا الاستفتاء، إذا ما كان يريد الإنفصال عن العراق وإعلان دولته المستقلة، أم البقاء في اطار الدولة العراقية، حيث تعتبر هذه الخطوة من اهم الخطوات لتحقيق حلم طال انتظاره لسنوات طويلة واعلان دولة كوردستان.
فبعد الحرب العالمية الأولى، وعدت الدول التي انتصرت في الحرب بإعلان دولة مستقلة للكورد، إلا ان ذلك لم يحدث، والسبب الرئيسي لعدم تنفيذ هذا الأمر كان مؤسس الدولة التركية الحديثة مصطفى كمال اتاتورك.
ومنذ ذلك الوقت، اصبح الكورد منقسمين بين هذه البلاد، ويعانون بها، فهم يعتبرون من إحدى أكبر القوميات في العالم التي لا تملك دولة مستقلة لحد الآن. بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، اصبح لدى الكورد حرية أكبر لكي يفكروا بالإستقلال مرة ثانية، وازدادت هذه التطلعات حينما سجلت قوات البيشمركة الإنتصارات الساحقة على عناصر تنظيم داعش، فلولا قوات البيشمركة ” على حد قول صاحب المقال ” لما تمكنت القوات العراقية من تحقيق الانتصار في المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش
وقد ادت الازمة الأخيرة بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان الى احياء الرغبة بإستقلال إقليم كوردستان.
لا اعتقد بأن هناك اي تغيير في موقف الحكومة العراقية الحالية عن موقف الحكومات السابقة بالنسبة لمسألة الإستقلال، فالحكومة المركزية والشخصيات السياسية العراقية التي اعلنت بأنها ضد استقلال إقليم كوردستان، يقولون بأن الكورد مثلهم مثل الآشوري أو التركماني أو الإزيدي هم جزء من المجتمع العراقي ولا يمكن ان ينفصلوا عن وطنهم العراق.
وهناك اختلاف كبير بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة العراقية حول إدارة نفط كوردستان، وهناك خلاف حول ارجاع واردات النفط الى بغداد من عدمه، وكان هناك دعم غير مسبوق لإقليم كوردستان من قبل المملكة العربية السعودية في الفترة الأخيرة، واعتقد ان هذه الخطوة قد جاءت للإنتقام من تركيا التي تقف بصف دولة قطر في الأزمة الخليجية.
أما بالنسبة لأسرائيل، فبالرغم من عدم وجود تصريحات رسمية حول هذا الموضوع، إلا انه لا يوجد اي شك بأن اورشليم تدعم استقلال إقليم كوردستان، فقبل ثلاثة سنوات، اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي ناتانياهو، بأن اسرائيل تدعم انشاء دولة مستقلة في الجزء الذي ينعم به الكورد بحريتهم،
وقال “يجب ان ندعم تطلعات الكورد المطالبين بالإستقلال، فهم يستحقون الإستقلال”، هذا كان كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي في احدى مؤتمرات الأمن العالمي المقامة في تل ابييب.
وتسبب هذا التصريح، برد فعل قوي من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي آنذاك حينما قال لوسائل الإعلام، بأن هناك محاولات لجعل كوردستان “اسرائيل ثانية”.
وحينما وصل الصحفي الاسرائيلي الى العراق لتغطية معارك تحرير الموصل من عناصر داعش، لم يتمكن المالكي ان يخفي غضبه من الأمر، وقام الكثير من السياسيين العراقيين بالإضافة الى المالكي بإتهام رئيس إقليم كوردستان مسعود البارزاني بدعمه لإسرائيل، ودائما يذكرون بأن اسرائيل قد قدمت الدعم للكورد في سبعينيات القرن الماضي في الحرب والوقوف امام الحكومة المركزية.
ان الدول الداعمة لإعلان دول كوردستان المستقلة هي قليلة، وإقليم كوردستان الذي لا يمتلك اي منافذ بحرية له حدود مع العراق وتركيا وايران وسوريا، وهذه الدول، وخصوصاً تركيا وايران، يقفون وبشدة ضد اعلان دولة كوردستان، وهم يفكرون مثل المالكي، ويخافون ان تكون كوردستان “اسرائيل الثانية”.
ولذلك تحاول ايران وتركيا، افشال عملية اجراء الاستفتاء، وتحاولون ايضاً زرع التفرقة بين الاطراف الكوردية، إلا ان اسرائيل ستستفيد اقتصاديا وايضا امنياً من دعمها لدولة كوردستان المستقلة، فهي ستضع حدوداً لتحركات الجهاديين في سوريا والعراق، وعلى اورشليم ان يكون لها دورها في التغييرات بإقليم كوردستان، ولهذا فمن مصلحة القوات الإسرائيلية ان تقوم بتدريب قوات بيشمركة دولة كوردستان، ويمكنها ان تقوم بفتح مقر عسكري لها في كوردستان، لكي يتمكنوا من حماية دولة كوردستان، ايضا قد يساعد اعلان دولة كوردستان الى عودة اليهود الذين كانوا يسكنون هناك او في العراق لمناطقهم ومنازلهم التي اخذتها الدولة العراقية، وقد يؤثر هذا الامر ايضا على اتفاقات السلام مع العرب.
اذا ومع كل هذه المصالح، فالشعب الإسرائيلي متعاطف مع ثورات الكورد، وهناك الكثير من النقاط المشتركة بين الشعب الكوردي والشعب الاسرائيلي، فقد اصبحا مشتتين في هذا العالم.
ان ايران وتركيا والدول العربية ايضا، لن توافق ابداً على استقلال إقليم كوردستان، وعلى الكورد ان لا يضيعوا وقتاً اكثر من ذلك، وعليهم اعلان دولة كوردستان والإستقلال عن العراق بعد اجراء الاستفتاء مباشرة،
ومن المتوقع ان تكون من الدول المستقرة التي تحترم حقوق الإنسان، وهذا سيجعلها مختلفة عن الدول التي تجاورها، وعلى إدارة الرئيس ترمب ان تدعم استفتاء واستقلال إقليم كوردستان عن العراق، لأن هذا التغيير سيصب في مصلحة جميع دول المنطقة.
يجب ان يكون للكورد دولتهم ايضاً، وسيكون من الأفضل اذا تم ذلك سريعاً، وعلى المجتمع المدني ان يدعم استقلال دولة كوردستان، كم يدعم اعلان الدولة الفلسطينية، فحق تقرير المصير هو حق للجميع ولا يمكن ان يكون ان يكون محصوراً بيد بعض الاشخاص.
*يذكر ان إيدي كوهين هو باحث إسرائيلي، ومحاضر في جامعة بار إيلان، هو صاحب “دراسة تحليلية لكتاب محمود عباس”.
المصدر : رووداو