“بالمخدرات”.. نيويورك تايمز تنشر تفاصيل “مؤامرة” بن سلمان لإجبار بن نايف على التنازل عن ولاية العهد
باعتباره كان ولي عهد السعودية، لم يكن محمد بن نايف معتاداً أن يتلقى الأوامر. ثم، وفي ليلةٍ من ليالي يونيو/حزيران 2017، تم استدعاؤه إلى القصر في مكة، احتُجز بدون إرادته، وتم الضغط عليه لساعات للتخلي عن العرش.
هكذا بدأت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تقريرها، الذي سرد كواليس ليلة إقالة ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف، وتعيين ابن عمه محمد بن سلمان مكانه، واختفاء الأول عن وسائل الإعلام بعد ظهوره في فيديو قصير يقوم فيه بمبايعة بن سلمان.
وتابعت الصحيفة الأميركية: “بحلول الفجر استسلم، وأفاقت المملكة على خبر أن لديها ولي عهدٍ جديداً: ابن الملك الذي يبلغ عمره 31 عاماً؛ محمد بن سلمان”.
وتشير الصحيفة إلى أنه منذ أن تمت ترقية محمد بن سلمان في الحادي والعشرين من يونيو/حزيران، ظهرت مؤشراتٌ تدلّ على أنه قد خطط لاستبعاد ابن عمه، وأن عملية التغيير كانت أشقَّ مما تم تصويره للعامة، حسبما أفاد مسؤولون أميركيون سابقون ومقربون من العائلة المالكة.
ولكي تكتمل عناصر المسرحية، وتختتم بشكل جميل كان لا بد من كسب التأييد داخل العائلة المالكة، لكي يسير التغيير “المفاجئ” بكل سلاسة، فتم إخبار بعض كبار الأمراء في العائلة الحاكمة أن محمد بن نايف “لم يكن مؤهلاً لأن يصبح ملكاً بسبب مشكلة مخدرات يعانيها”، حسبما نقلت نيويورك تايمز عن شخص وصفته بـ”المقرب” من العائلة المالكة.
قرار استبعاد محمد بن نايف وبعض زملائه الأقرب أدى إلى قلق مسؤولي مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة، حسب الصحيفة الأميركية، والذين وجدوا جهات اتصالهم السعودية الأهم تتلاشى، وقد كافحوا لأجل بناء علاقات جديدة مع المسؤولين الذين تولوا زمام الأمور بعد التغيير.
وتضيف الصحيفة الأميركية: “جَمْعُ كل هذه السلطة بيد شابٍ من العائلة المالكة؛ الأمير محمد بن سلمان، أثار حالةً من عدم الاستقرار بين العائلة التي طالما كانت تسترشد بإجماع الرأي واحترام الكبار”.
ونقلت الصحيفة عن كريستيان كواتس أولريتشن، زميل دراسات الشرق الأوسط بمعهد بيكر للسياسات العامة بجامعة رايس الأميركية، الذي يدرس سياسات الخليج قوله: “ربما تشهد (المملكة العربية السعودية) الآن تركيزاً للسلطة في فرعٍ واحدٍ من العائلة، ولدى شخصٍ واحدٍ يُعد أصغر سناً من كثيرٍ من أبناء عمومته وأبناء ملوكٍ سابقين، وقد يبدأ تركيز السلطة هذا في خلقِ حالةٍ غير اعتيادية ضمن العائلة”.
وأكدت الصحيفة صحة ما نشرته في وقت سابق من أن الأمير محمد بن نايف “محتجز”، مشيرة إلى روايات متشابهة وصلتها من مسؤولين أميركين ومعاونين كبار من أفراد العائلة المالكة، تفيد بالطريقة التي تعرَّض بها الأمير الكبير للضغط من أجل التنحي لإخلاء الساحة أمام ابن عمه.